السبت , أبريل 20 2024
تغيرات درجة الحرارة تؤثر على الفقراء أكثر من الأغنياء

تغيرات درجة الحرارة تؤثر على الفقراء أكثر من الأغنياء

تغيرات درجة الحرارة تؤثر على الفقراء أكثر من الأغنياء

شام تايمز

وفقاً لدراسة أُجريت في البرازيل تقول: إنّ الذين يعيشون في المدن الأكثر فقراً يزداد خطر انتقالهم إلى المستشفى إذا تغيرت درجات الحرارة بسرعة خلال اليوم الواحد أو على مدى فترة قصيرة.

شام تايمز

وفي حين كان من المعروف أنّ التفاوت في درجات الحرارة كان سبباً في زيادة خطر الإصابة بالمرض وارتفاع معدل الوفيات بين الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرضى السكري أو الربو؛ فقد رغب الباحثون في فهم وَقْع المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، مثل الدخل الشهري للأسرة.

تحدّث باولو سالديفا (Paulo Saldiva)، أستاذ في كلية الطب بجامعة ساو باولو (São Paulo)وشارك في تأليف الأبحاث المنشورة في مجلة ( The Lancet Planetary Health) لSciDev.Net فقال: إنّ هذه الفوارق هي لكل ما يمكن أن تفكر به، من كوفيد 19 إلى مشاكل القلب”.

وبتحليل البيانات من حوالي 148 مليون حالة دخول للمستشفيات في 1814 من المدن البرازيلية في الفترة من كانون الثاني/يناير 2000 إلى كانون الأول/ديسمبر 2015،؛وجد الباحثون أنّه زيادة كلما زادت درجة الحرارة درجة مئوية واحدة في يوم معين، مقارنة باليوم الذي يسبقه، زادت نسبة خطر دخول المستشفيات بمتوسط 0,52 في المائة.

وفي حين أنّ الأرقام قد تبدو منخفضة، إلا أنّ المخاطر الحقيقية يمكن أن تكون أعلى بكثير كما يقول بن ارمسترونج (Ben Armstrong) وهو أستاذ في الإحصاءات الوبائية في كلية الصحة والطب المداري في لندن والذي لم يشارك في هذه الدراسة معلّلاً ذلك بأن:” التغير في درجات الحرارة يمكن أن يختلف بعدة درجات من يوم لآخر”.

وجد الباحثون تفاوتات بين البلديات. فالأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 19 سنة أوتزيد عن 60 سنة، والمصابون بأمراض معدية وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الغدد الصماء من المدن ذات الدخل المنخفض هم أكثر عرضة لخطر دخول المستشفيات بسبب التغيرات في درجات الحرارة مقارنة بالمدن الأغنى.

استند تحليل البيانات إلى إحصاءات اجتماعية واقتصادية على مستوى المدينة من المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاءات، وبيانات دخول المستشفيات من نظام معلومات المستشفيات التابع لجهاز الصحة البرازيلي الموحد، وتقارير الطقس اليومية من مجموعة بيانات الأرصاد الجوية البرازيلية الخاضعة لمراجعة النظراء.

ووجد الفريق أنّ الأشخاص المصابين بأمراض الغدد الصماء، مثل مرض السكري، في المدن ذات الدخل المنخفض هم أكثر عرضة لدخول المستشفى بأربع مرّات تقريباً من أولئك الذين يعانون من حالة مماثلة ويعيشون في المدن ذات الدخل المرتفع.

ومن المحتمل أن يكون الأشخاص المصابون بأمراض معدية في المدن الفقيرة أكثر عرضة لدخول المستشفيات من نظرائهم في المدن الغنية بثلاث مرات تقريباً بسبب التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة، و بصورة مماثلة لمرضى الجهاز التنفسي.

لا ينجم مرض السكري أو أمراض الجهاز التنفسي عن تقلب درجات الحرارة، ولكن يمكن أن يتأثر به سلباً. وقد أوضح سالديفا أنّ قدرة أوعيتنا الدموية على الاتساع عند الانقباض عند البرد لتشكّل حماية مهمّة ضدّ التغيّرات المفاجئة في درجة الحرارة.

وأضاف: “مع استمرار ارتفاع ضغط الدم أو السكري غير المنضبط، يمكن أن يصاب الناس بتصلب الشرايين وهذا يجعل من الصعب عليهم التعامل مع التباين في درجات الحرارة لأن وظائف التنظيم الحراري لم تعد تعمل جيداً بعد الآن”.

قال أرمسترونغ لشبكة SciDev.net: “إنّ هذه النتائج مذهلة للغاية، مع وضوح الارتباط بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي ونقاط الضعف هنا”.

وقالت سونيا أيب – كارلسون (Sonja Ayeb-Karlsson) ، وهى أستاذة في معهد البيئة والأمن البشري التابع لجامعة الأمم المتحدة، والتي لم تشارك في هذه الدراسة ، “إنّ القادمين من المدن منخفضة الدخل يفتقرون في كثير من الأحيان إلى بنية سكنية جيدة وإلى تكييف الهواء، كما أن العديد من الناس في المناطق الريفية يعملون في الهواء الطلق ، حيث يتعرّضون مباشرة للحرارة وللتغيّرات اليومية في درجات الحرارة”.

وأضافت قائلة: “بالإضافة إلى ذلك، فإن سوء التغذية والضغط المالي يضيفان إلى الأثر النفسيّ الذي يمكن أن يجعل هؤلاء الناس أكثر ضعفاً”.

ويعتقد سالديفا أن هذا الضعف قد يكون صحيحاً في أجزاء أخرى من العالم. وقال: “من المؤسف أن البرازيل قد تكون مختبراً جيداً لهذا النوع من الدراسة: فالبلاد ظالمة، ولدينا تقلب مناخي إلى جانب بيانات الصحة الجيدة”.

ويوافق أرمسترونغ على ذلك، ولكنه يحُثّ على التزام الحذر: “إنّ الاستقراء محفوفٌ بالمخاطر دوماً لأنه لا يوجد سوى العديد من السمات التي يتعين علينا أن نأخذها في الحسبان. ومن المنطقي تطبيق هذه النتائج على أمريكا اللاتينية، على سبيل المثال، ولكن ربما ليس على ل العالم بأسره”.

ويحذر سالديفا من أنّ الهجرة واسعة النطاق وتغير المناخ يمكن أن يقضي تدريجيّاً على الأخضر واليابس.

كما يقول: “إن الاستجابات الوعائية للمناخ مختلفة في كل جزء من العالم واستغرق الأمر آلاف السنين لكل شعب لتطوير ميزته التكيفية؛ وعلى عكسنا، فالبكتيريا تتطور في غضون ساعات. ومع تغير المناخ، سوف ندخل في حالة من عدم التوافق التطوري”.

ترجمة: أسماء محمد
مجموعة نون العلمية

 

اقرأ ايضاً:أميرة يابانية تتخلى عن لقبها الملكي وتتوجه لأمريكا مع خطيبها

شام تايمز
شام تايمز