الجمعة , مارس 29 2024
سوق السروجية".. 1200 عام من تجهيز خيو

سوق السروجية”.. 1200 عام من تجهيز خيول المدافعين عن دمشق.. فيديو

سوق السروجية”.. 1200 عام من تجهيز خيول المدافعين عن دمشق.. فيديو

شام تايمز

في خطوة تعد الأولى من نوعها بعد الحرب نحو إعادة ترميم الأسواق القديمة بدأت ورش العمل بتأهيل سوق السروجية القديم المحاذي لقلعة دمشق والذي يعود إلى 1200 عام.

شام تايمز

ويختص هذا السوق بصناعة سروج الخيل، ولا يزال محافظاً على طرازه المعماري حتى يومنا هذا، وقد لاقى ترميمه ارتياحاً كبيراً لدى أهالي دمشق وأصحاب المحال التجارية.

دور للسوق في إعداد الجيوش قديماً

ويعود تأسيس سوق السروجية في دمشق إلى الحقبة الأيوبية ويمتاز بطوله الذي يصل إلى 500 متر وسقفه المقوس المصنوع من الخشب والتوتياء ويشتهر حالياً بصناعة وبيع الخيوط الصناعية والمظلات والستائر إلى جانب سروج الأحصنة ومستلزماتها التي نسب إليها اسم السوق.

السروجية هو السوق الوحيد من أسواق دمشق القديمة الذي بني خارج السور التاريخي قرب سوق الحميدية في قلب العاصمة السورية، وعلى مقربة من أسوار قلعتها التاريخية الضخمة ولعب عبر التاريخ دوراً في إعداد الجيوش المدافعة عن دمشق من الغزوات.

خطوة أولى

في هذا السياق أوضح عضو المكتب التنفيذي بمحافظة دمشق لقطاع الثقافة والسياحة والآثار فيصل سرور في تصريح لـ سبوتنيك أن “تأهيل سوق السروجية هو أحد المشاريع التي درست سابقاً وهو من الأسواق المهمة للصناعات التقليدية الفلكلورية، ويعتبر ترميمه باكورة أعمال محافظة دمشق لتأهيل جميع أسواق مدينة دمشق القديمة، حيث سيتم في مراحل لاحقة تأهيل سوق الصابون وسوق العصرونية وأسواق أخرى”.

وأضاف سرور أن “تأهيل هذا السوق أعاد القيمة التاريخية والمعنوية والمادية للمحال التجارية مما سينعكس على عدد الزوار السوريين والعرب والأجانب الذين يقصدون الأماكن التاريخية” مضيفاً أن “الأمراء قديماً كانوا يأتون إلي السوق لتزيين عرباتهم وشراء لوازم خيولهم، ومع مرور السنين أضيفت إليه صناعات يدوية جديدة كأحزمة البنادق والخيم والمظلات والستائر والحبال واللوازم الخاصة بها”.

مشروع تشاركي

بدوره لفت مدير مديرية مدينة دمشق القديمة في محافظة دمشق المهندس مازن فرزلي في تصريح لـ سبوتنيك إلى أن “سوق السروجية يعتبر من أقدم الأسواق السورية في مدينة دمشق القديمة التي تعد أقدم مدينة مأهولة في التاريخ وإحدى آخر الحواضر الإسلامية، وكان يعاني من حالة إنشائية صعبة، فالأسقف والجدران كانت مهددة بالسقوط والانهيار، فيما الأبواب كانت مهترئة، فكان لابد من أعمال الصيانة والتأهيل من خلال التشاركية بين محافظة دمشق وأصحاب المحال ممثلين بالجمعية الحرفية، وقد أثمرت هذه الجهود بإنجاز أعمال الترميم باستخدام مواد تقليدية ، وهو أول مشروع لتأهيل الأسواق القديمة في دمشق بعد الحرب”.

وأضاف فرزلي: “قامت المحافظة بترميم الواجهات والبنية التحتية والأسقف للسوق، فيما قام أصحاب المحال بترميم محالهم من الداخل، وحالياً يتم إعادة تشكيل البوابة الرئيسية للسوق ليكون مدخلاً لأهم الأسواق التاريخية في دمشق القديمة وليعود إلى ألقه مجدداً، كما هي حال سوق مدحت باشا والشارع المستقيم وسوق الحميدية التي جرى تأهيلها في مراحل سابقة من قبل المحافظة التي تدرس حالياً إعادة تأهيل جميع الأسواق القديمة بعد نجاح التجربة في سوق السروجية بالاعتماد على منهاج ترميمي وفق نظام البناء العائد لمدينة دمشق”.

خبرات متخصصة بالترميم

في السياق ذاته أوضح مدير الإشراف في محافظة دمشق المهندس هشام الحموي في تصريح لـ سبوتنيك أن “لهذا المشروع خصوصية باعتبار المنطقة أثرية وتعود لمئات السنين وليس بإمكان كل الورش القيام بهذه النمط من العمل الترميمي التقليدي الذي يعتمد على استخدام مواد تقليدية للإبقاء على هوية السوق التاريخية من خلال كوادر متخصصة وخبيرة”.

قلة من التجار القدامى بقيت

ولفت عماد قصيباتي وهو أقدم تاجر في السوق إلى أن سوق السروجية يمتد لأكثر من 1200 سنة ويعتبر من الأسواق التراثية النادرة في دمشق القديمة.

وقال: “كنت في العاشرة من عمري حين بدأت العمل هنا في السوق وقد أمضيت فيه 60 عاماً وكذلك فعل أبي وجدي حيث أمضى كل منها أكثر من سبعين عاماً، إلا أن قلة قليلة فقط من التجار القدامى لا زالت تعمل في السوق بسبب هجرة الكثيرين منهم”.

مهن متوارثة عن الآباء والأجداد

وتحدث التاجر أيمن معاني لـ سبوتنيك عن أهم الصناعات التي يتميز بها السوق مشيراً إلى أن “سوق السروجية من أهم وأقدم أسواق دمشق القديمة ويمتاز بالمهن اليدوية العريقة مثل لوازم الخيل والمصنوعات اليدوية الجلدية والخيم والشوادر”.

وقال: بدأت عملي هنا منذ 45 عاماً وكذلك والدي وجدي، فهذه السوق تمتاز بأنها متوارثة عن الآباء والأجداد، وتمتاز بمنتجات المهن اليدوية التقليدية وليس هناك وجود لأي بضائع مستوردة فيه” مضيفاً: “نشكر محافظة دمشق على الجهود المبذولة في ترميم السوق وتغيير سقفه المعدني وترميم النوافذ الأثرية القديمة والأبواب الخشبية المزخرفة، وتأهيل الأرضية الحجرية باستخدام حجر “اللبون”.

اقرأ أيضا: صناعيون سرقوا وزيفوا علامات تجارية عالمية … والعقوبة 50 ألف ليرة !

شام تايمز
شام تايمز