الأربعاء , أبريل 24 2024
تركيا تلوح بعملية عسكرية شمال حلب وتعزيزات متطورة الى خطوط التماس

تركيا تلوح بعملية عسكرية شمال حلب وتعزيزات متطورة الى خطوط التماس

تركيا تلوح بعملية عسكرية شمال حلب وتعزيزات متطورة الى خطوط التماس

تصاعدت وتيرة الأحداث في ريف حلب الشمالي خلال الأيام الثلاثة الماضية، وخاصة في ظل تلويح تركيا إلى حد التأكيد، بعزمها تنفيذ عملية عسكرية تستهدف احتلال ما تبقى من مناطق خارجة عن سيطرتها، وفي مقدمتها بلدة “تل رفعت” الاستراتيجية، قبل أن يوجه الجيش السوري كلمته رسالة واضحة لأنقرة حيال نيتها التوسعية.

بداية التحركات التركية في شمال حلب، كانت مع بدء توافد عدد من كبار الجنرالات والضباط الأتراك إلى منطقة عفرين، والذين عقدوا سلسلة اجتماعات موسعة مع قياديي الفصائل الموالية لتركيا، قبل أن تتخذ الأحداث وتيرة متسارعة تمثلت أولاً في إعلان الفصائل المسلحة حالة استنفار عام على مختلف الجبهات وخطوط التماس مع الوحدات الكردية، وخاصة على محاور جنوب منطقة إعزاز وشرق منطقة عفرين.

استنفار الفصائل الموالية لأنقرة، تزامن مع إرسال تركيا تعزيزات عسكرية ضخمة غير مسبوقة، تمركز قسم منها ضمن القواعد التركية غير الشرعية في إعزاز وعفرين، في حين انتشر القسم الآخر في الخطوط الخلفية لمحاور التماس، مع إعلان حالة التأهب القصوى لتلك القوات، فيما لم تكتف تركيا بإرسال التعزيزات إلى تلك المنطقة، وعملت بالتزامن مع ذلك على نشر قوات عسكرية كبيرة على المحاور الشمالية من منطقتي منبج وعين العرب في الريف الشمالي الشرقي.

ولم تتأخر تركيا في الكشف عن نيتها تنفيذ عملية عسكرية شمال حلب، سواء من خلال التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي “أردوغان”، أو من خلال التسريبات التي تناقلتها معرّفات المسلحين على وسائل التواصل الاجتماعي على لسان مصادر عسكرية تركية، قبل أن تبدأ تركيا بإعلان اقتراب بدء عمليتها العسكرية باتجاه “تل رفعت” وعموم قرى منطقة “الشهباء”، من خلال قيام مروحياتها العسكرية بإلقاء المناشير الورقية فوق البلدة والقرى التابعة لها، مطالبة المدنيين بالتعاون مع القوات التركية تارةً، وبالخروج من منازلهم لتسهيل عمل قواتها تارةً أخرى.

وخلال تلك الأحداث، كانت تركيا مستمرة في عمليات قصفها الذي تحول إلى ما يشبه التمهيد الناري في ظل اقتراب العملية، باتجاه القرى الواقعة في محيط تل رفعت، فنفّذت سلسلة متلاحقة من عمليات القصف المدفعي باتجاه “عين دقنة” والعلقمية والبيلونية ومرعناز والمالكية وشوارغة”، متسببة في إلحاق أضرار مادية كبيرة بممتلكات المدنيين، وفق ما نقلته المصادر المحلية لـ “أثر”، والتي أشارت إلى أن القصف التركي كان متزامناً مع تحليق مكثف غير مسبوق للطائرات التركية المسيرة فوق عموم أرجاء المناطق المستهدفة.

وبينما كانت كل الأنظار تتجه إلى شمال حلب وتترقب بدء العملية العسكرية التركية، وألسن الفصائل المسلحة التابعة لتركيا ومعرفاتها تلهج بالحديث عن صفقة مقايضة لتسليم “تل رفعت” لتركيا مقابل تسليم إدلب للدولة السورية، تحرّك الجيش السوري خطوة واحدة فقط، حملت معها جواب الدولة السورية وردها على تلك التحركات بالكامل.

الجيش السوري وخلال ساعة واحدة أو أقل، تمكن من نفي كل ما يقال عن صفقة تبادلية، وأحبط آمال مسلحي تركيا وأغضى أبصارهم الناظرة إلى احتلال “تل رفعت”، فكانت التعزيزات العسكرية الكبيرة التي أرسلها خلال ساعات أمس السبت، بمثابة رسالة واضحة لأنقرة تبيّن موقف الدولة السورية من أطماعهم التوسعية.

ووفق ما نقلته المصادر من معلومات لـ “أثر”، فإن التعزيزات التي أرسلها الجيش السوري إلى تخوم “تل رفعت” تضمنت عربات ومدرعات حديثة متطورة، في مقدمتها دبابات “T90″، وعربات مدفعية من نوع “فوزديكا”، ومصفحات وعربات نقل الجند “B.M.B”، إلى جانب عدد كبير من قوات المشاة، الأمر الذي أدخل القوات التركية والمسلحين الموالين لها المتمركزين على خطوط التماس في حالة من التخبط والفوضى والانهيار.

من الجدير ذكره أن بلدة “تل رفعت” تعد من أهم المواقع الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي، نظراً لموقعها الاستراتيجي المتاخم لمنطقتي إعزاز وعفرين الخاضعتين لسيطرة تركيا ومسلحيها، إضافة إلى العدد الكبير من القرى التابعة لها، كما أنها تعد الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الريف الشمالي نظراً لاحتضانها مئات الآلاف من أهالي منطقة عفرين الذين هُجروا من منازلهم بفعل الاجتياح التركي لقراهم وبلداتهم مطلع العام /2018/.

زاهر طحان – أثر برس

اقرأ ايضاً:مسؤول سوري: الجيش جاهز لمنع إقامة “إمارة” شمالي البلاد