الجمعة , مارس 29 2024
أبطأ سرقة في التاريخ: عندما تم اختطاف جثمان الإسكندر الأكبر من بابل إلى مصر

أبطأ سرقة في التاريخ: عندما تم اختطاف جثمان الإسكندر الأكبر من بابل إلى مصر

أبطأ سرقة في التاريخ: عندما تم اختطاف جثمان الإسكندر الأكبر من بابل إلى مصر

شام تايمز

إذا أراد أحد اللصوص سرقة منزل أو محل تجاري أو حتى بنك مركزي فسيتأكد من تنفيذ مهمته بسرية تامة وبسرعة تضمن له النجاح في الحصول على أكبر كمية من المسروقات من جهة والهرب في الوقت المناسب قبل مجيء الشرطة من جهة أخرى. لكننا سنروي لكم اليوم قصة سرقة فريدة من نوعها، لأنها أبطأ عملية سرقة عرفها التاريخ، سنحدثكم عن قصة اختطاف جثمان الإسكندر الأكبر:

شام تايمز

اختطاف جثمان الإسكندر الأكبر: أبطأ عملية سرقة في التاريخ

تُوفِّيَ الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، ولا يخفى على أحد أنه كان من أعظم القادة العسكريين عبر التاريخ، لذلك تركت وفاته فراغاً في السلطة عبر إمبراطوريته الواسعة.

ومع عدم تحديد خليفة له، تلا ذلك صراعٌ محموم على السلطة للسيطرة على الأراضي الشاسعة.

وبحسب المؤرِّخ تريستان هيوز لدان، فقد “أصبح جثمانه تراثاً للإمبراطورية. كان من تحكَّم في الجثمان هو صاحب التأثير الكبير في العالم الجديد ما بعد الإسكندر”.

في البداية كان جثمان الإسكندر في قصر نبوخذ نصر ببابل حيث توفي هناك، وكان مدفوناً في ما يشبه المعبد المتحرِّك على عجلات للتوجه غرباً إلى مقدونيا حيث من المفترض أن يدفن هناك كما يليق به.

لكن رحلة الجثمان إلى مقدونيا لم تكن رحلة هينة، إذ يقال إن أحد العرافين تنبأ بأن البلد التي سيُدفن فيها الإسكندر “ستعرف السعادة طيلة أيامها ولن يقوى أحد على غزوها وقهرها”.

عوضاً عن ذلك فقد كانت الأطراف المتنازعة على السلطة آنذاك تعتقد أن امتلاكها لجثمان الإسكندر سيعطيها الشرعية والأحقية للحصول على العرش.

أبطأ سرقة في التاريخ: عندما تم اختطاف جثمان الإسكندر الأكبر من بابل إلى مصر
جثمان الاسكندر الأكبر

الأناضول أم مصر؟

كان بيرديكاس جنرالاً في جيش الإسكندر ووصياً على الإمبراطورية المقدونية بعد وفاته، ولتعزيز سلطته أمر موكب الجنازة بأن يشق طريقه إلى وسط الأناضول، حيث كان بيرديكاس يتمركز هناك.

لكن بيرديكاس لم يكن الطامع الوحيد في الجثمان أو بعرش الإمبراطورية العظيمة، فلدينا أيضاً بطليموس، منافس بيرديكاس وحاكم مصر والذي لم يكن ينوي أن يترك الجثمان والسلطة لمنافسه بهذه السهولة البالغة.

وبالتالي وضع بطليموس خطةً جريئةً لسرقة التابوت المطلي بالذهب من يد بيرديكاس.

ولقد تواطأ بطليموس مع الجنرال أريدايوس، المرافق الرئيسي لعربة الجنازة، لجعل الموكب يتَّجه جنوباً نحو ممفيس، في مصر، بمجرد وصوله إلى شرق سوريا، حيث كان قد وصل على الأرجح إلى القرب من مدينة حلب الحالية. وهكذا سُرِقَ جثمان الإسكندر، بشكل رسمي.

مع ذلك، فإن ما ساعد الخاطفين في المقام الأول على تسهيل عملية الخطف كان عاملاً معيقاً لهم في الوقت ذاته، فقد كان الموكب الذي يجره 65 بغلاً يسير ببطء شديد.

ووفقاً لما ورد في موقع History Net الأمريكي، يقول هيوز: “لم يمضِ وقتٌ طويل قبل أن يتلقَّى بيرديكاس معلوماتٍ عن مسار العربة، فأرسل فرقة عملٍ خاصة مُسلَّحة تسليحاً خفيفاً لمتابعة العربة. وكان غرض الفرقة هو استرداد العربة وحمولتها -بالقوة إذا لزم الأمر”.

تمكَّنَت فرقة العمل من اعتراض الموكب جنوب دمشق، لكن بطليموس كان قد توقَّع ذلك بالفعل، وسار بقوةٍ كبيرة مُدجَّجة بالسلاح لاستقبال العربة عند وصولها إلى المدينة السورية، لتقديم “الترحيب الذي يستحقه” الجثمان.

عاد جيش بيرديكاس الصغير غير قادرٍ على إجبار العربة على العودة شمالاً وصولاً إلى الجنرال الذي كان يتوق إلى السيطرة على الجثمان.

وهكذا دُفِنَ جثمان الإسكندر بنهاية المطاف في ممفيس، ومع ذلك كانت المعركة من أجل الجثمان قد اندلعت بالفعل، مِمَّا أشعل أول حربٍ بين ورثة الإمبراطورية.

سرقة للمرة الثانية

يبدو أن الإسكندر المقدوني العظيم قد استنفد نصيبه من الحظ الجيد في أثناء حياته، فقد رافق الحظ السيئ جثمانه بعد الوفاة لدرجة أنه سُرق مرتين.

المرة الثانية لم تكن سرقة بطيئة كما المرة الأولى، وكانت دوافعها ليست الاستحواذ على الجثمان الذي كان يمثل مصدر قوة وسلطة، إنما كان الهدف منها الحصول على الذهب.

فقد قام بطليموس الثاني، خليفة بطليموس الأول، بنقل التابوت إلى الإسكندرية حيث بقي هناك حتى ما قبل بداية العصور الوسطى بقليل. وأقدم بطليموس التاسع، وهو من أواخر خلفاء بطليموس الأول، على نقل مومياء الإسكندر من التابوت الذهبي إلى تابوت آخر مصنوع من الزجاج؛ وذلك حتى يتسنى له تذويب التابوت الذهبي وسكّ العملات من سائله.

ليس هذا فحسب، بل يروى أيضاً أن القائد الروماني أغسطس قيصر قد زار ضريح الإسكندر واقتلع أنفه عن طريق الخطأ!

عربي بوست

اقرأ أيضا: سميرة سلحدار.. قصة أول سيدة تدخل بلدية حلب

شام تايمز
شام تايمز