الثلاثاء , أبريل 23 2024

تل رفعت تنتفض

تل رفعت تنتفض

استهدف الطيران الحربي الروسي، أمس، بغاراتٍ جويةٍ مكثفة مقار ومستودعات لـتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في جبل الزاوية جنوب إدلب، ما أدى إلى تدمير تحصينات للإرهابيين وقتل وجرح عدد منهم، في حين أكد خبراء عسكريون أن حلم رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، بالسيطرة على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي بعيد المنال، وأن وضع المدينة مختلف تماماً عن وضع عفرين التي احتلها في آذار ٢٠١٨.
وبيّن الخبراء في تصريحات لـ«الوطن»، أن تل رفعت ليست لقمة سائغة في حال شن النظام التركي عملية عسكرية تجاهها.
وأوضح الخبراء، أن أردوغان يحتاج إلى توجيه أنظار الشارع التركي إلى عدوان خارجي يشنه نظامه في سورية بسبب مأزقه الداخلي على خلفية انهيار عملته وتردي وضعه الاقتصادي، بالإضافة إلى سوء علاقته بحليفه الأميركي الذي تخلى عنه وتركه وحيداً في وجه الضغوطات الروسية لتنفيذ الاستحقاقات التي أوجبتها الاتفاقات الثنائية مع موسكو بخصوص منطقة «خفض التصعيد» بإدلب.
وشددوا على أن روسيا، التي تحتفظ بوجود عسكري إلى جانب الجيش العربي السوري في تل رفعت، ليست بصدد منح أردوغان مكسباً عسكرياً مجاناً في المنطقة الحيوية التي عادت إلى سلطة الحكومة السورية منتصف شباط ٢٠١٦.
وواصل أهالي تل رفعت أمس التظاهر تنديداً بتهديدات الاحتلال التركي شن عدوان جديد على الأراضي السورية، وأكد الآلاف من المشاركين دفاعهم عن تل رفعت في حال تعرضت لأي هجوم مهما كانت النتيجة، وسيواصلون نضالهم حتى اندحار الاحتلال من جميع الأراضي السورية.
وانطلقت التظاهرة من دوار تل رفعت الواقع في القسم الشرقي من الناحية، وجابت الشوارع الرئيسة فيها حتى الساحة الرئيسة وسط المدينة.
وحسبما ذكر مواقع «المونيتور» الأميركي، فقد أوعز النظام التركي إلى متزعمي ميليشيات «الجيش الوطني» الموالية له بتجهيز مسلحيها وعتادهم تمهيداً لشن عدوان جديدة في شمال سورية.
ونقل الموقع عن متزعم ميداني في الميليشيات، رفض ذكر اسمه، أن النظام التركي أرسل تعليمات للميليشيا بزيادة الاستعداد العسكري وتجهيز الآليات الحربية لخوض ما أسماه المعركة المرتقبة.
وأضاف: إن القيادة العسكرية للنظام التركي لم تحدد بعد موعد العدوان، لكنها طلبت من المعنيين في «الجيش الوطني» الحضور إلى أنقرة لمناقشة العملية.
وذكر المتزعم، أن الهدف من المرجح أن يكون هو تل رفعت، إلا أن وجود قوات الجيش العربي السوري والقوات الروسية فيها قد يشير لوجود ميدان آخر وهو مدينة عين العرب بريف حلب.
واستمر سلاح الجو الروسي بتوجيه الرسائل النارية ضد النظام التركي وإرهابييه في «خفض التصعيد»، حيث استهدفت المقاتلات الروسية تجمعات لمسلحي ما يعرف بـ«غرفة عمليات الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «النصرة» في محيط بلدتي البارة وكنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وتمكنت من تدمير تحصينات للإرهابيين وقتل وجرح عدد منهم.
في الأثناء، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري رد على خرق تنظيم «النصرة» وحلفائه لاتفاق وقف إطلاق النار في «خفض التصعيد» ودك صباح أمس بمدفعيته الثقيلة، مواقعهم، في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفي محيط معرتمصرين والفوعة والفطيرة والبارة وكنصفرة وسفوهن وبينين بريف إدلب الجنوبي.
في المقابل، اعتدت مجموعات إرهابية من «الفتح المبين» بقذيفتين صاروخيتين، على بلدة جورين بسهل الغاب الشمالي الغربي، وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن المواطنين أصيبا بشظايا الصواريخ إصابات بليغة، وهما الشاب محمود عباس ريحان وأمه حسنة محمد ريحان، وقد أسعفا إلى مشفى السقيلبية الوطني.
وفي ريف حلب دك الجيش العربي السوري بالقذائف الصاروخية تجمعات التنظيمات والميليشيات الإرهابية الموالية للاحتلال التركي على أطراف بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي، ضمن المناطق التي تحتلها قوات الاحتلال التركي، حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
شرقاً، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، خاضت اشتباكات ضارية في البادية الشرقية مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي، خلال تمشيطها قطاعات من باديتي تدمر ودير الزور.
وأوضح، أن الوحدات المشتركة، قضت على العديد من الدواعش في السخنة ببادية حمص الشرقية والبشري جنوب دير الزور وأصابت آخرين إصابات بليغة.

| حلب – خالد زنكلو – حماة – محمد أحمد خبازي – دمشق – الوطن – وكالات