الثلاثاء , أبريل 23 2024
مهن تعود إلى الحياة في مدينة الحسكة السورية

بسبب الحرب والحصار..مهن تعود إلى الحياة في مدينة الحسكة السورية

بسبب الحرب والحصار..مهن تعود إلى الحياة في مدينة الحسكة السورية

شام تايمز

فرض الواقع الاقتصادي في سوريا، عودة الحياة إلى العديد من المهن، التي أوشكت على الاندثار، قبل أن تأتي الحرب على البلاد، وتعيد الحياة إليها من جديد.

شام تايمز

ينهمك العم أبو حسين، داخل كولبته الصغيرة في سوق السمكرية في مدينة الحسكة، بصيانة “طباخ الكاز”، والمعروف شعبياً بـ”ببور الكاز”، وهي الآلة التي تعمل على الكاز، الرخيص نسبياً، لاستخدامها لأغراض الطبخ وغيرها، في ظل فقدان مادة الغاز، وارتفاع أسعاره، والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي.

ويقول أبو حسين “62 عاماً” للميادين نت، أن ” طباخات الكاز عادت لمنازل السوريين، بعد غيابها لسنوات طويلة، نتيجة توافر الغاز، بأسعار رخيصة، في سنوات ما قبل الحرب، والتي كانت تباع فيه إسطوانة الغاز بنحو 3 دولارات”.

ويضيف، أنه ” بقي يعمل في المهنة نحو 30 عاماً، منذ كان عمره عشر سنوات، لكنّه أغلق ورشته مطلع العام 2000، بسبب انعدام الزبائن”، لافتاً إلى أن ” ظروف الحرب، أجبرت الأهالي، وخاصة سكان الريف، على العودة لطباخات الكاز، بعد شح مادة الغاز، وغلاء أسعارها”.

ويتمنى الرجل، أن ” تتحسن الأحوال الاقتصادية، ويتوقف عن العمل في هذه المهنة”، وبلهجته العامية يقول، ” يا أخي تخلص الحرب، وترجع البحبوحة الاقتصادية، وبلاها هالرزقة”.

فيما تنتظر، أم محمد، أن ينتهي أبو حسين من صيانة ” طباخها المنزلي”، لتتمكن من العودة باكراً، إلى قريتها الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي، وتعد الطبخة لعائلتها. تقول السيدة، لـ”الميادين نت”، أن ” الغاز غير متوفر، وإذا توفر هو فوق الطاقة الشرائية لعائلتي .. لذلك أفضل استخدام طباخ الغاز، رغم خطورته على الحياة، وتسببه بالحرائق، لكنه أوفر اقتصادياً، وتكلفته بسيطة”.

مهن تعود إلى الحياة في مدينة الحسكة السورية

وتلفت إلى أنه ” قبل الحرب لم يعد أحد يستخدم الطباخ، وبات من الأدوات التراثية، قبل أن تأتي الحرب الملعونة وتعيده إلى الواجهة من جديد، ليكون سبباً في توفر ما نقضي فيه حاجاتنا المنزلية، الخاصة بإعداد الطعام والمشروبات الساخنة”.

وعلى بعد أمتار قليلة، في ذات السوق، أعاد أحمد بيع وصيانة مدافىء الحطب، إلى جانب المدافىء التي تعمل على المازوت والكهرباء، بعد أن غابت مدافىء الحطب عن محله لسنوات طويلة، بسبب عزوف السوريين عن استخدامها، نتيجة توفر المحروقات، والكهرباء على مدار الساعة.

ويبين أحمد لـ”الميادين نت”، أن ” انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وعدم توفر المحروقات، وغلاء أسعارها، أجبر السكان وخاصة في الأرياف، على العودة لاستخدام الحطب في التدفئة”. ويرى أن ” الحرب على البلاد، أعادت الحياة إلى الكثير من الأدوات والمهن، التي باتت مهن وأدوات تراثية، قبل أن تعيدها الظروف الاقتصادية والخدمية إلى الحياة من جديد”.

ويكشف، أن “الإقبال على شراء مدافىء الحطب، هو أفضل نسبياً من الاقبال على شراء مدافىء الكهرباء والمازوت، بسبب عدم توفر الأخيرين، وتوفر مادة الحطب ورخص أسعارها، واعتياد غالبية سكان الريف على استخدامه في التدفئة”.

وتأثر الاقتصاد السوري، بشكل لافت خلال عشرية الحرب على البلاد، ما أدى لدمار كبير في البنى التحتية، وخروج غالبية حقول النفط والغاز والطاقة عن سيطرة الدولة السورية، ما تسبب بأزمات خانقة.

وتعمل الحكومة السورية، على تجاوز آثار الحرب، ورسم خطة للتعافي الاقتصادي، في ظل استمرار الصعوبات في توفير المواد الأولية الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية، إلى جانب صعوبات كبيرة في توفير المحروقات، نتيجة ظروف الحصار الغربي المستمر على البلاد.

الميادين

اقرأ أيضا: هلال الهلال: الأيام العجاف صارت خلفنا

شام تايمز
شام تايمز