الجمعة , أبريل 19 2024

فايننشال تايمز: دول عربية تتحدى أمريكا وتعيد علاقاتها مع الأسد

فايننشال تايمز: دول عربية تتحدى أمريكا وتعيد علاقاتها مع الأسد

شام تايمز

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن دولا عربية تتحدى الموقف الأمريكي من الأسد وتقيم علاقات دبلوماسية معه.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أعدته مراسلتها كلوي كورنيش أن الدول العربية تقوم بإعادة علاقاتها مع الرئيس السوري وسط قلق من التأثير الإيراني والتركي والذي يترافق مع مخاوف اقتصادية وأمنية.
وكان الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، تلقى في الثالث من الشهر الجاري، اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد، بعد قطيعة دامت عقدا من الزمن، فيما التقى وزير الخارجية المصري مع نظيره السوري لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية، ولوحت الإمارات العربية المتحدة التي أعادت فتح سفارتها في دمشق نهاية 2018 بإمكانية التعاون التجاري، حيث شارك وفد سوري في المعرض التجاري، دبي إكسبو، واتصل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد الأسبوع الماضي مع الأسد، وهذه هي المرة الثانية.
ورغم قانون قيصر الصادر عام 2019 عن الكونغرس وبدء تطبيقه في العام الماضي والذي يمنح الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على أي شخص يتعامل تجاريا مع كيانات وأفراد ستفرض عليهم عقوبات، إلا أن أمريكا لم تكن قادرة على أو غير مستعدة لمنع الزحف البطيء نحو التعامل مع دمشق.
وتتهم الولايات المتحدة السلطات السورية بانتهاكات حقوق الإنسان، حيث قال مسؤول بارز في إدارة بايدن: “أعتقد أن الكثير من هذه الدول العربية قامت باتخاذ قراراتها رغم مساعي الحكومة لعدم القيام بهذا”، مضيفا أن التقارب في العلاقات بدأ في عهد إدارة دونالد ترامب، حيث أعادت البحرين فتح سفارتها في دمشق عام 2019، وأعادت عمان سفيرها عام 2020، وعرض ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد دعما مباشرا للأسد كي يواجه وباء كورونا.
وأضاف المسؤول: “يقومون بعمل هذا إما من وراء ظهورنا أو أمام أعيننا”، واصفا مكالمة الملك عبد الله بأنها “حقيقة مفاجئة”، و “لم نتوقع هذا أو أعطينا الضوء الأخضر”، و”ذكرناهم بأنهم سيواجهون مخاطر العقوبات الأمريكية من خلال فتح الحوارات”، مشيرا إلى العلاقات الإقليمية مع دمشق.
لكن سبب فتح العلاقات بالنسبة لجيران سوريا، هو أن الأردن ولبنان، استقبلا مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، في الوقت الذي أدت الحرب فيه لتوقف التجارة بين البلدين ويعاني اقتصادهما من أزمة سيولة مالية، ويخشى الأردن تحديدا من بقايا تنظيم الدولة والفصائل التي تدعمها إيران في جنوب سوريا.
وقال الملك عبد الله في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” بداية هذا العام: “الأسد هنا وعلينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا، هل نريد تغيير النظام أم سلوكه؟”، و”إذا كان المقصود هو تغيير السلوك فما نفعله هو الحديث مع النظام لأن الجميع يفعلون نفس الأمر”.
ويرى بعض صناع القرار في الخليج أن قطع العلاقات مع الأسد كان خطأ استراتيجيا، وتم تهميش دول الخليج والقوى الغربية منذ وقف الدعم للمعارضة، في ظل إدارة ترامب عام 2017. وفي الوقت نفسه وسعت إيران وروسيا من مجال تأثيرهما من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري للأسد.
وقالت دارين خليفة، المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية إن “تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية هي لفتة سياسية”، وتعبير عن مظاهر القلق من التأثيرين الإيراني والتركي وكذا مظاهر اقتصادية وأمنية إقليمية، كما وعزز الخروج الأمريكي من أفغانستان لدى قادة المنطقة بشأن الرغبة الأمريكية للخروج من المنطقة.
وقالت خليفة: “قدمت الإدارة رسالة هشة وضعيفة حول هذا الموضوع (التطبيع) مما قاد الكثيرين للتفكير بأنها منحتهم موافقة تكتيكية” في إشارة للدول العربية، فيما لم تعلن إدارة بايدن بعد عن نتائج مراجعتها للسياسة من سوريا.
ويرى إميل هوكايم، المحلل لشؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أنه “بدون توجيهات أمريكية واضحة وانشغال الاتحاد الأوروبي بالهجرة والأمن بدلا من النتائج السياسية فمن الواضح أن مظاهر القلق الاقتصادية والأمنية تسيطر على تفكير الجيران”، ولكنه أضاف: “هناك تفاهم أن العودة لهذا الانفتاح سيكون محدودا، فليس الأمر كإعادة اللاجئين واستئناف التجارة والعلاقات الأمنية، فالأمر أصعب”.
ومع محاولة الحكومة السورية الخروج من عزلتها، يرى المراقبون أن السعودية قد لا تقف أمام عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
وقال محلل مقيم في الإمارات: “تنتظر الرياض لفتة من دمشق مثل الإفراج عن السجناء أو أي شيء يعبر عن حسن النية”، ولن يتنازل الأسد في موضوعات تتعلق بالسجناء والعودة الآمنة للاجئين أو المشاركة في العملية السياسية الراكدة، وقد تقوى موقعه الإقليمي من خلال الخطة التي دعمتها الدول الغربية لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية.
وكان ذلك وراء زيارة أول وفد حكومي لبناني وعلى مستوى عال إلى دمشق منذ بداية الأزمة السورية.
وفي جناح سوريا بمعرض دبي إكسبو 2020 قال ممثل مبيعات سوري في الجناح: “نأمل بالعودة إلى الوضع الطبيعي”، و”نريد البيع في هذه الأسواق ولهذا السبب فنحن هناك في إكسبو لكي نبيع للعالم من دبي”.
وكالات.

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز