الجمعة , مارس 29 2024
نقص أطباء التخدير في سورية يدق ناقوس الخطر

نقص أطباء التخدير في سورية يدق ناقوس الخطر

نقص أطباء التخدير في سورية يدق ناقوس الخطر

شام تايمز

بدأ الحديث مؤخراً عن التراجع الحاد الذي طرأ على عدد الأطباء المختصين في التخدير و الذي يشكل خطراً على باقي الاختصاصات المختلفة الأخرى باعتبارهم الشركاء الرئيسيون لهم و التي ستتوقف حكماً في حال غيابهم عن غرف العمليات، هذا الوضع القاتم الذي وصل إليه حال أطباء التخدير و الذي تعكسه الأرقام الصادمة لإحصائيات أجرتها رابطة أطباء التخدير في سورية سببه عدم التحفيز المستمر لدخول أطباء جدد لهذا الاختصاص من جهة ، و من جهة أخرى بسبب هجرة الأطباء نتيجة الحرب من مختلف الاختصاصات و خاصة التخدير فأصبح هناك نقصاً واضحاً في العدد و ظهرت الفجوة كبيرة .

شام تايمز

حيث أفادت الدكتورة “زبيدة شموط” رئيسة أطباء التخدير و تدبير الألم في نقابة أطباء سورية أنه بلغ عدد أطباء التخدير ممن هم تحت سن الثلاثين أربعة أطباء فقط في طول البلاد و عرضها، 3 منهم موجودون في اللاذقية و طبيب واحد في طرطوس، بينما لا يتجاوز عدد الأطباء الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 40 عاماً (65) طبيباً أغلبهم موجود في دمشق و عددهم (25) طبيباً ، أما باقي المحافظات فهي أعداد دون العشرة، و قرابة 300 طبيب للأطباء من أعمار بين 40 و 50 عاماً ما يعكس خطورة الأمر ، و خاصة مع وجود العدد نفسه تقريباً لمن تجاوزوا الخمسين و أصبح معظمهم في سن التقاعد .

و شددت د. شموط على أننا دخلنا دائرة الخطر مع غياب كلي لأي طبيب تخدير في محافظات بأكملها كالرقة و إدلب، و تواجد خجول جداً في محافظات أخرى كالقنيطرة التي وصل عدد أطباء التخدير فيها إلى 5، و في درعا 6، و 9 أطباء في الحسكة، و 11 في دير الزور و 15 في السويداء، أما الوضع بالنسبة لدمشق و اللاذقية و طرطوس و حلب و حمص تعتبر الأعداد فيها متوسطة تقريباً، وتأتي حماه بالمركز التالي لباقي المحافظات، أما ريف دمشق فالعدد قليل جداً و يبلغ 13 طبيباً بسبب خروج أغلب المشافي من الخدمة .

و تتابع شموط : أن هذه الأعداد إذا ما قارناها مع عدد غرف العمليات الموجودة في كل القطاعات الطبية سواء العام و الخاص و التي يصل عددها كاملاً إلى 116 غرفة عمليات و هي أعداد مأخوذة من مشافي وزارة التعليم العالي و وزارة الصحة و الخدمات الطبية العسكرية بالإضافة لمشافي الشرطة، منها 279 غرفة عامة و 657 غرفة خاصة، ستُظهر بشكل واضح حجم المشكلة و الفارق الشاسع و الضغط الكبير الممارس على أطباء التخدير ، حيث أن الأعداد المتبقية التي تخدم غرف العمليات هي 700 طبيب، من بينهم 587 طبيباً موظفاً .

و تضيف شموط قائلة : أن المعنيون لا يستشعرون حجم الخطر و المشكلة فهناك بعض المشافي لا يوجد فيها أطباء تخدير وهناك أطباء يغطون النقص الحاصل في أكثر من مشفى مع العلم أن هذا الأمر مخالف للقانون، مثل مشفى ( التوليد الجامعي) و مشفى ( الزهراوي) و يجب أن يكون هناك حلول جذرية لحل هذه المشكلة .

و بينت شموط أن اختصاص التخدير من الاختصاصات الصعبة التي يتعرض فيها الطبيب إلى الشدة النفسية و الضغط الناتج عن العمل به نتيجة الخطورة الكبيرة و المسؤولية المترتبة على الطبيب و الساعات الطويلة التي يمضيها في العمل مما يعرضه لأزمات قلبية و جلطات بسبب الجهد المضني الذي يبذله ، و أن هناك أطباء ذو سوية جيدة نخسرهم لهذا السبب .

إضافة لذلك أن هناك أسباب جوهرية تسبب إشكالية في جعل هذا الاختصاص غير مرغوب و هو الدخل المتدني جداً لطبيب التخدير و قلة المردود المادي سواء في القطاعين العام و الخاص حيث تتم معاملته بشكل مختلف عن باقي الأطباء في الاختصاصات كافةً بالنسبة للحوافز و الأجور التي تعتبر متدنية جداً مقارنةً بالمبالغ الهائلة التي تعطى للاختصاصات الأخرى، غير أن طبيب التخدير عندما يحصل على مكافأة لا يتم منحه الحوافز و هذا ظلم يتعرض له أطباء هذا الاختصاص .

موضحةً أننا قد نحتاج في السنوات المقبلة إذا لم يتم حل المشكلة إلى استجرار أطباء تخدير من الخارج ، مع العلم أن الطبيب السوري مشهود له بالسوية العالية و هذا ما يجعل دولاً كدول الخليج و غيرها لاستقطابه بأي وسيلة، متسائلة باستنكار شديد : لماذا نترك أطباءنا الذين يكلفون الدولة ملايين الليرات لدول أخرى كي تستفيد مما قدمناه نحن، لماذا نقدمهم على طبق من فضة؟ .

ألا نستطيع أن نعطي الطبيب جزءاً مما يستحقه لنحتفظ به، أليس من حق الطبيب الذي يعمل أن يكون على سوية معينة من الدخل؟ .

كما يجب إيجاد حلول للمشافي الخاصة و مراقبتها بشكل دوري لأنها تضطهد أطباء التخدير و تعاملهم بغبن شديد حيث يضطر الطبيب للعمل بأكثر من مشفى و أكثر من غرفة عمليات ليؤمن قوت عياله .

و أنهت شموط حديثها قائلة : نحن في حالة خطر و الجميع يشكو من النقص الحاصل و الكل يعلم الضغوط التي يتعرض لها أطباء التخدير خاصة مع عملهم في المشافي الحكومية و الخاصة لذلك إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية فهذا يعني أننا ندمر الوضع الصحي، و أتمنى من المسؤولين و الجهات المعنية أخذ كلام رابطة أطباء التخدير بعين الاعتبار لأنه في حال عدم حل هذه المشكلة سيتوقف العمل الطبي في سورية و ليس التخدير فقط .

المشهد

اقرأ أيضا: قرداحي بعد الحملة التي تعرّض لها: “أنا لم أخطئ بحق أحد كي أعتذر”

شام تايمز
شام تايمز