الخميس , مارس 28 2024

اللعنة القطرية على الفصائل

اللعنة القطرية على الفصائل
ايفين دوبا
إذن المشكلة في فشل التطرف المسلح، إخوانيا كان أم وهابيا، في تقسيم سورية وتفكيك الدولة هو أن الفصائل المسلحة التي عملت على تنفيذ ذلك المشروع، وبحسب رأي قطري غير رسمي حتى الآن، هو عدم توحد تلك الفصائل وتضارب مصالح داعميها الخارجيين، هذه التصريحات ستجدونها حرفيا على حسابات منظري “الثورة” المفرغين لصالح الدعاية والترويج في هذا الإطار.
يبدو الرأي القطري قبل أن يبلور نفسه ويخرج بشكل رسمي مبحوح الصوت وخافتا، وذو غصة، فالمصيبة كبيرة تصل إلى حد الفاجعة بعد توالي التقهقر في تحصينات المسلحين وبقاع انتشارهم في الغوطة الشرقية أمام تقدم الجيش السوري، ويدل رأي الدوحة أن السعودية أصبحت غير مكترثة وتقابل ما يجري بلا مبالاة قد تترك قطر وحيدة في ميدان الهزيمة، لتنصرف الرياض إلى عقد تحالفات مفاجئة من شأنها أن تفتح أبواب مواجهة، كما ينبعث الرائحة الآن، مع الدول الحاضنة للفكر الإخواني.
وبحسب التشخيص لما يجري بين أوروبا ودول الخليج، وتلك الزيارات التي ظهر فيها مسؤولون سعوديون رفيعو المستوى ينصتون بشكل أكبر بكثير مما يتحدثون، في الوقت الذي يرفعون فيه شدة لهجتهم في وجه قطر، فإن كلا من تركيا والسعودية تبحث عن معابر آمنة سياسيا لعقد تحالفات جديدة إقليمية تضمن لهم سلامة الخاتمة بعد فشل الحرب على سورية، وعلى هذا يجري السباق والتنافس، الذي لم تستطع الدوحة إلى الوقت الحالي من حجز دور لها فيه.
يدرك الرأي القطري غير الرسمي أن الفصائل التي أنفق طويلا عليها ستزول في وقت قريب، ولن يبقى في الغوطة الشرقية إلا الأطلال، وأن ارتباطات تلك الفصائل في الداخل السوري فيما بينها على مستوى البقعة الواحدة والبقاع الأخرى الواصلة إلى الجنوب السوري لم تكن أكثر من كلام فارغ، راهنت عليه الدوحة، ووثقت فيه إلى حد بعيد، هنا يوضع رأس الأصبع على هزيمة استخبارية فادحة تكبدتها الدوحة ومن دفعها إلى هذه المواجهة، ومن ثم، ترى قطر أن ما يزيد في مصيبتها أن لا أحد في الأرض قاطبة يهتم لسماع صوتها المبحوح ولا يريد أن يشركها أو يفيدها حول الخطط البديلة بعد تفكك البنية المتطرفة المسلحة حول العاصمة السورية وما يعقبه من تداعيات على المستوى السياسي.
إنها حالة قاسية من العزلة التي تعانيها قطر، قبل سنوات لم يكن لديها أدنى شك من أنها ستدخل في هذا النفق وتجلس القرفصاء، هذه الحال التي ستودي بالدوحة إلى ما يشبه الكآبة والهيستيريا ستدفعها أيضا لنخر العظم السعودي بكل ما أوتيت من قوة، والنظام السعودي يعرف ذلك، لكنه لن ينثني عن خنق قطر وصفعها قبل تلبيسها التهمة كاملة والتخلص منها نهائيا.
يبدو الخوف عميقا حيث يسكن في المزاج الحاكم لقطر، انظروا إلى الناطقين الرسميين وغير الرسميين في الدوحة، جميعهم يتألمون ويوزعون الاتهامات ويفتحون النار بألسنتهم يمنى وشمالا، حتى تركيا حينما تجد أن العلاقة الوثيقة مع قطر ستكون وبالا عليه ستبلغ الدوحة أنها غير مرغوب فيها بجميع الأحوال وعليها ألا تتصل مع أنقرة من جديد، لأن ذلك مقتضيات السياسة التي ليس بالضرورة أن تفتح باب اللجوء لمشردي السياسة القطرية حينما يصبح لزام عليهم أن يغادروا عباءة آل ثاني الحاكمة بعد الإفلاس والتدهور.
عاجل

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً