الأربعاء , أبريل 24 2024
هل يقود بن زايد جهود المصالحة بين اردوغان والأسد

هل يقود بن زايد جهود المصالحة بين اردوغان والأسد اثناء زيارته لأنقرة؟

بعد أسبوع على المكالمة الهاتفية التي أجراها رجب طيب إردوغان مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هارتزوغ، يستقبل الرئيس التركي الأربعاء (24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

الزيارة التي تتزامن مع الأزمة الماليّة الخطرة التي تعيشها تركيا، من المتوقع أن تساعد بن زايد على إقناع إردوغان بضرورة العمل المشترك بعد وعود إماراتية بمساعدات ماليّة ضخمة تساعد أنقرة على تجاوز أزمتها الحالية، وهو ما توقّعه وزير التجارة التركي محمد موشأمس، إذ قال “إن تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا والإمارات في جميع المجالات سيكون لمصلحة البلدين”. وأضاف: “أعتقد أنَّ تطوير التعاون القائم بين تركيا والإمارات مهم جداً من حيث تشكيله نموذجاً لباقي دول المنطقة ومحفزاً للاستقرار الإقليمي”.

وهنا، يجب التذكير بالدعم المالي القطري وتمويل الدوحة لكلِّ المشاريع الإقليمية التركية ومساعدة إردوغان خلال أزمته المالية 2018، وهو ما لم يكن كافياً لإنهاء هذه الأزمة، التي يرجع “سببها إلى سياسات إردوغان الداخلية والخارجية ومغامراته الخطرة التي أوصلت البلاد إلى حافة الدمار الشامل”، بحسب رأي المعارضة.

في جميع الحالات، لن تكون زيارة ابن زايد عابرة، شرط أن يقنع الرئيس إردوغان بمشروعه الإقليمي الجديد، مهما كانت التسمية التي لن تحقّق أهدافها إلا بضم سوريا إلى هذا المشروع، وهو ما يتطلب مصالحة إردوغان مع الرئيس الأسد، الأمر الذي سيشجعه الرئيس فلاديمير بوتين، بعد أن بات واضحاً أن موسكو لا تريد المزيد من المشاكل مع أنقرة في سوريا والقوقاز وآسيا الوسطى وأوكرانيا، التي اعترف لافروف بقلق بلاده من التعاون العسكري التركي فيها.

ويبقى الرهان على الجانب النفسيّ للرئيس إردوغان الذي لن يكون سهلاً عليه مصالحة الأسد، لأن ذلك سيعني تخليه عن مشاريعه ومخططاته العقائدية والتاريخية التي سعى لتطبيقها خلال السنوات العشر الماضية. وبتخلّيه عنها وعن عناصرها الخارجيّة، وهم الإسلاميون بمختلف أطيافهم السياسية والمسلّحة، فقد يحالف الخط إردوغان لحل مجمل مشاكله الخارجية، وبالتالي الداخلية، وهو ما سيضمن له البقاء في السلطة لفترات أطول.

القرار هنا لإردوغان؛ ففي حال اتّفق مع بن زايد حول ما سيقترحه عليه، فالأيام القليلة القادمة قد تحمل معها الكثير من المفاجآت التي ستحقق العديد من الانفراجات الإقليمية، وستحتاج في نهاية المطاف إلى الرضا الإسرائيلي أيضاً، وهو ما يسعى إليه الرئيس بوتين الَّذي لا يريد أي مشاكل في علاقاته مع “تل أبيب”، بسبب قوّة رجال الأعمال اليهود وتأثيرهم في روسيا، وبالتالي عدد اليهود من أصول روسيّة في “إسرائيل”، والذي لا يقلّ عن مليون.

وفي انتظار هذه الانفراجات، يبقى الرهان الأخير على مصير الاتفاق النووي ومستقبله، والذي تريد له واشنطن أن يساعدها على الحدّ من الدور الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

حسن محلي – الميادين / بتصرف

اقرأ أيضا: سوريون يوجهون نداء استغاثة من الحدود البيلاروسية ـ البولندية.. نحن نتجمد هنا!