الأربعاء , أبريل 24 2024

أمر خطير يحدث قرب أفران “ابن العميد” بدمشق

أمر خطير يحدث قرب أفران “ابن العميد” بدمشق

تقف “ميس” بالقرب من أفران ابن العميد بدمشق حاملةً 5 ربطات خبز لتبيعها للسيارات العابرة، وعلى الرغم من صغر سنها فهي تضع أحمر شفاه فاقع اللون وترتدي ثياباً نظيفة ولا يبدو عليها التحدّر من طبقة فقيرة، لكنها ككثير من أقرانها تساهم من خلال عملها في بيع الخبز على أوتوستراد الفيحاء، في مصاريف أسرتها الفقيرة، وتمارس نوع من التحايل على الزبائن بأن تترك في الربطة 6 أرغفة فقط لتشكّل مما تختصره من ربطات الخبز ربطة أو اثنتين تبيعها بسعر ألف ليرة سورية لزبائنها الذين يشترون على عجل.
تكشف الفتاة التي لا يزيد عمرها عن 11 عام، عن تعرّضها للتحرّش من قبل بعض الزبائن، ومحاولات إغواء من آخرين رغم أنها لا تبدو قد بلغت “سن الإناث المغريات”، وهي وبتحايل كبير تقبل بهذه اللعبة فغالباً ما يدفع الزبون لها مبلغاً مالياً إضافياً فوق ثمن الخبز في محاولة لإغرائها وقبول عرضه الذي سيكون سخياً مقابل أن تصعد للسيارة، لكنها تتلقف المال الزائد لتقول للزبون أنها ستقبل العرض إن عاد مرّة أخرى ثم تختفي بسرعة بعد أن تعطيه خبزه.
وتقول لـ “أثر برس” أن هذا الأسلوب تتبعه مجموعة من الفتيات ليحصلن على أكبر قدر من الأرباح ويختصرن فترة عملهن اليومي، فيما تزعم الفتاة أن هناك من بين العاملات ببيع الخبز تقبل بصعود السيارات والذهاب مع من يقدم عروضاً مالية كبيرة، فيتحول الأمر من بيع الخبز لممارسة الدعارة.
على ذات الجانب من أوتوستراد الفيحاء ينتشر عدد كبير من الأطفال حاملين ربطات خبز يبيعونها للمارة أو العازفين عن الوقوف في الطوابير الطويلة، وغالباً ما تجد فتيات دون سن 15 وأطفالاً تتراوح أعمارهم ما بين 7 – 10 سنوات يعملون ببيع الخبز حتى ساعة متأخرة من الليل، ومن بينهم طفلتان توأم هما “سمر وسحر” اللتان تقفان وأمامهما مجموعة من ربطات الخبز بالقرب من مفرق “جديدة عرطوز” بريف دمشق الغربي، وحين تسألها عن ثمن الربطة يبادرن بالقول (ربطتين بـ1500)، ولن تقبلان الزيادة التي سيحاول الزبون تركها لهما كنوع من البقشيش أو الصدقة وجوابهما في مثل هذه الحال سيكون “نحن مو شحّادين”، وهما لا تجيدان القراءة والكتابة لكونهما لم تذهبا للمدرسة نهائياً، وحالهما ليس فريداً وسط انعدام وجود إحصائيات دقيقة عن عدد الأطفال غير الحاصلين على حق التعلّم خلال فترة الأزمة، وخاصة ممن غادروا وعوائلهم مناطقهم الأصلية بفعل الحرب.
اثر برس