الأربعاء , أبريل 24 2024

المسلحون الصينيون يبدؤون موجة تنقيب جديدة عن الآثار في ريف إدلب

المسلحون الصينيون يبدؤون موجة تنقيب جديدة عن الآثار في ريف إدلب

بدأ مسلحو تنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني” موجة جديدة من التنقيب عن الآثار في بلدة (دركوش) الحدودية مع تركيا، في ريف إدلب الغربي، شمال غربي سوريا.
وقالت مصادر محلية لـ “سبوتنيك” إن انتشارا أمنيا كثيفا للمسلحين الصينيين في الحزب الإسلامي التركستاني، يشهده محيط بلدة (دركوش) في ريف إدلب الشمالي الغربي منذ أيام، مشيرة إلى أن مسلحي التنظيم وأقرانهم في “هيئة تحرير الشام”، الواجهة الحالية لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، قطعوا عددا من الطرق الزراعية والرئيسية التي تصل إلى البلدة، تزامنا مع إدخال معدات هندسية ولوجستية خاصة بالتنقيب عن الآثار.
المصادر المحلية أكدت أن المعدات، التي وصلت إلى محيط البلدة، تم إدخالها مؤخرا عبر طريق زراعية محاذية لمجرى نهر العاصي، الذي يقطع خط الحدود السورية التركية، على بعد 2 كم من البلدة غربا.
وكشفت المصادر أن عملية إدخال المعدات جرت بحضور خبراء أتراك كانوا قد بدأوا عملية سبر واسعة لمنطقة (دركوش) الغنية بالآثار، مشيرة إلى أن هؤلاء الخبراء نجحوا على ما يبدو بتحديد موقع يحوي قطعا أثرية، الأمر الذي يدعمه قيام آليات تابعة لـجبهة النصرة بنقل كتل حجرية مختلفة الأحجام بشكل دقيق عبر الطرق الزراعية باتجاه الحدود مع تركيا.
روسيا تختار جمال التتار لتمثيلها في ملكة جمال الكون 2021.. صور

ووفقا للمصادر، فإن الجانب التركي قام بتسيير دورية عسكرية هي الأولى من نوعها بالقرب من هذه المنطقة، الأمر الذي يشير إلى تنسيق عالي المستوى مع الجماعات المسلحة التي تنشط في استخراج القطع الأثرية من محيط البلدة تمهيدا لنقلها باتجاه تركيا، لتباع هناك عبر تجار وسطاء، ما يحقق موردا تمويليا مهما لكل من الحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة، يساعدهما في تمويل أعمالهما العسكرية شمال غربي سوريا.
وتعد (دركوش) بلدة عريقة في القدم، وهي تعود إلى العهود اليونانية والرومانية، وقد تمت تسميتها تيمنا بـ (دير كوش بن كنعان)، كما ذكرها الجغرافي الروماني سترابون باسم (خاريبد) في موسوعته (التاريخ الجغرافي) التي كتبها منذ ألفي عام.
ويوجد في محيط البلدة العديد من الأوابد التي تعود إلى العهد الروماني، وكذلك الحمام التاريخي الذي يعود للعصر ذاته، والذي تم تجديده في عهد الملك الظاهر، كما تضم (خان الحريري)، بالإضافة إلى جسر روماني قديم على نهر العاصي، إلى جانب (مغارة الحكيم)، وهي مكان الحكمة لأحد الأطباء القدماء، بالإضافة إلى مدفن السلطان بدر الدين الهندي، وجامع قديم مع مئذنة تاريخية، بالإضافة إلى طاحونة أثرية على مياه العاصي.
ولعبت عمليات التنقيب عن الآثار في إدلب دورا بارزا في ترميم نقص التمويلات الخارجية التي كانت تصل إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تسيطر على أجزاء واسعة من هذه المحافظة السورية الحدودية الغنية بالأوابد التاريخية.
ویسیطر تنظیم جبهة النصرة الإرهابي على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، إلى جانب عشرات التنظیمات الحلیفة له، كتنظیمي الحزب التركستاني وجماعة الألبان اللذان یسیطران على أجزاء من ریفي اللاذقیة الشمالي وحماة الشمالي الغربي.
وإلى جانب هؤلاء جمیعا، وبشكل متداخل جغرافيا، تنتشر أیضا تنظیمات مسلحة حلیفة لتركیا، ومعها تشكیلات إرهابیة أقل شأنا كتنظیمي “أنصار التوحید
” الداعشي، و”أجناد القوقاز” و”حراس الدین” المبایع لزعیم تنظیم القاعدة في أفغانستان، وغیرهم..
ولعب التركستان الصينيون، إلى جانب المقاتلين الشيشان والأوزبك والألبان ممن يتشاركون معهم الخلفية القومية، دورا كبيرا في السيطرة على شمال وشمال غربي سوريا، قبل أن يتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات، التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان.
ويعرف تنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام” بقربه العقائدي من تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي المحظور في روسيا، ويُقدّر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين، الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في “شينغ يانغ” الصينية.