الخميس , أبريل 25 2024
مشاهد خطيرة في الإسكندرية لأول مرة

مشاهد خطيرة في الإسكندرية لأول مرة.. مياه البحر تتجاوز الكورنيش وتضرب المباني المجاورة

تسبب ارتفاع أمواج البحر في مدينة الإسكندرية في تجاوز المياه المحملة بالرمال طريق كورنيش الإسكندرية، أول أمس الأربعاء، بعدة مناطق منها “المكس والجمرك والمنتزه أول والمنتزه ثان”.
وضربت نوة قاسم سواحل الإسكندرية ولا تزال مستمرة.

النوة صاحبها رياح جنوبية غربية وعواصف، وأمطار غزيرة.

وتعد قاسم من أخطر نوات الشتاء حيث تسببت في عام 2010 في تحطيم سور كورنيش الإسكندرية وتجاوز مياه البحر للطريق في مناطق مثل لوران ومحطة الرمل.

مشاهد تجاوز الأمواج للكورنيش ذكّرت بتحذير رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة غلاسكو، من اختفاء 3 مدن؛ وهي ميامي والإسكندرية وشنغهاي، وذلك في حال لم يتم اتخاذ إجراءات لمنع ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض.

جونسون قالها صراحة: “4 درجات حرارة ونقول وداعا لمدن بأكملها؛ ميامي، الإسكندرية، شنغهاي، كلها ستضيع تحت أمواج البحر”.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الري المصرية، محمد غانم، إن مصر بدأت في تدشين مشروعات حماية الشواطئ ومنها مدينة الإسكندرية، مشيرا إلى تنفيذ 120 كيلومترا، والعمل على تنفيذ 110 كيلومترات أخرى لحمايتها من التغيرات المناخية.

أكبر تحد

من جهته قال عالم الفضاء المصري عصام حجي إن ‏ما يحصل من غرق متزايد في سواحل في الاسكندرية مربوط بالتآكل السريع للشواطئ الذي حذره منه في بحثه المنشور أول هذا العام.
وأضاف حجي أن التغير المناخي بكل آثاره سيمثل أكبر تحد أمام مصر في العقود القابلة إذا لم نتدارك الامر.

ليس جديدا

في ذات السياق قال الكاتب الصحفي عبد الله عبد السلام إن تحذير جونسون ليس جديدا ولا مفاجئا ، مشيرا إلى وجود دراسات عديدة أشارت إلى أن حاضرة مصر الثقافية من أكثر المناطق الساحلية المنخفضة عرضة للغرق بالعالم.

وأضاف عبد السلام أن الغريب والمثير للأسى أن جونسون لم يحّمل بلاده والدول الغنية مسئولية ما يحدث على كوكبنا من تغير مناخى يكاد يقضى على الحياة البشرية.

وقال إن مصر ليست دولة صناعية كبرى تستخدم مليارات التوربينات والأفران التى لوثت الأرض وكانت السبب الرئيسى فيما وصلنا إليه ،مشيرا إلى أن بريطانيا مهد الثورة الصناعية أول من لوثت الأرض نهايات القرن 18 وتلتها أوروبا وأمريكا قبل أن تدخل اليابان والصين ثم الهند وغيرها سباق الصناعة والتلوث.

وتابع قائلا: “الأمر يستدعي دراسة تجارب الحفاظ على مدن إيطالية وقبلها هولندية من تغول البحر، وهى ظاهرة بدأت تحدث بمصر، فقد تراجع شاطئ دمياط 2.6 كيلو متر ورشيد 4.8 كيلو بالإضافة لزيادة نسبة الملوحة. ومع ذلك، كل هذه الجهود لا تكفى، فالخطر لا يمسك بتلابيب مصر فقط بل بمنطقة البحر المتوسط والعالم، مما يستدعى خطة كونية عملاقة لمواجهة أخطر تحد يواجه البشر منذ بدء الخليقة”.

واختتم عبد السلام قائلا: وبدلا من أن يكون جونسون نذير شؤم فقط ربما تعيّن عليه، باعتباره رئيسا لمؤتمر جلاسجو، قيادة حملة دولية لمساعدة الدول النامية ماديا وتقنيا على مواجهة الكارثة، التى لو وقعت ـ لا قدر الله ـ فلن ينجو منها أحد، فقيرا كان أم غنيا.

اقرأ أيضا: “أونروا” تبدأ ببناء مقراتها في مخيم اليرموك جنوبي دمشق من جديد