الجمعة , أبريل 19 2024
اشتباكات عنيفة بريف الحسكة ونزوح للأهالي

اشتباكات عنيفة بريف الحسكة ونزوح للأهالي

تشهد قرى وبلدات في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، قصفا عنيفا متبادلا بين مسلحين موالين للجيش الأمريكي، وآخرين خاضعين للجيش التركي، ما تسبب بحركة نزوح كثيفة للسكان باتجاه المناطق الآمنة.

شام تايمز

وقال مراسل “سبوتنيك” أن قصفا واشتباكات عنيفة تتعرض له بلدتي أبو راسين وتل تمر وقراهما شمالي غربي محافظة الحسكة، لليوم الثالث على التوالي بين الفصائل “الكردية” الموالية للجيش الأمريكي من طرف، والفصائل”التركمانية” الخاضعة للجيش التركي من طرف آخر، ما تسبب بوقوع ضحايا مدنيين ونزوح عشرات الأسر من منازلها هربا من القصف العشوائي.

شام تايمز

وأفادت مصادر محلية لمراسل “سبوتنيك” أن الاشتباكات والقصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين الفصائل “الكردية” الممثلة بتنظيم “قسد”، و”التركمانية”، استمرت اليوم الخميس 23 كانون الأول/ ديسمبر في محيط أبو راسين وتل تمر الواقعتين على الطريق الدولي (الحسكة- الرقة- حلب) المعروف باسم (M4).

أنفاق ونزوح

وأضافت المصادر بأن مسلحي”قسد” يستخدمون الأنفاق والخنادق التي حفروها في وقت سابق بالقرب وتحت منازل المدنيين في قرى المطمورة وأم حرملة ودادا عبدال وبلدة أبو راسين، لتنفيذ عمليات القصف والاختباء، حيث يقومون بقصف مواقع الفصائل “التركمانية” والجيش التركي على خطوط التماس في قرى منطقة رأس العين المحتلة بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة، ثم يختفون ضمن الخنادق والأنفاق.

وتابعت المصادر بأن الرد على قصف تنظيم “قسد” من قبل الفصائل “التركمانية” يكون بشكل عشوائي على منازل المدنيين ومزارعهم ما أدى لتدمير عدد كبير من المنازل في هذه القرى الريفية مع حركة نزوح كثيفة للعوائل منها باتجاه مدينة الدرباسية وبلدة تل تمر والقرى الآمنة وباتجاه مدينة الحسكة.

350 قذيفة

مصادر ميدانية قالت لــ”سبوتنيك” بأن الجيش التركي والفصائل”التركمانية” الخاضعة له، استهدفوا بلدة أبو راسين وقراها ومحيط بلدة تل تمر وقراها المحيطة، منذ ثلاثة أيام بأكثر من 350 قذيفة صاروخية ومدفعية، أدت إلى استشهاد 4 مواطنين، وإصابة 14 آخرين، بينهم نساء وأطفال، مع تدمير ما يقارب 15 منزلا للمدنيين.

وأضافت المصادر بأن بلدتي أبو راسين وتل تمر، تشهد تصعيدا عسكريا كبيرا، بدأ منذ ساعات المساء الأولى من يوم الثلاثاء الماضي بقصف من قبل “قسد” ردت عليها الفصائل”التركمانية” بقصف عشوائي، وتحول إلى محاولة تسلل إلى بعض نقاط تنظيم “قسد” من قبل الفصائل “التركمانية”، نشبت على إثرها اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت لوقوع إصابات مباشرة في صفوفهما.

وأفادت المصادر أن بلدة أبو راسين تعرضت، مساء يوم الثلاثاء، لاستهداف بالأسلحة الثقيلة من قبل الجيش التركي والفصائل”التركمانية”، من داخل قواعدهم العسكرية في قرى (الداودية وعنق الهوى وباب الخير) التابعة لمنطقة رأس العين المحتلة، استهدفت مواقع”قسد” ومنازل المدنيين.

وطال القصف على مدار اليومين الماضيين، الأحياء الغربية في بلدة أبو راسين، بالإضافة إلى الجهة الشمالية والغربية والجنوبية للبلدة، وتركز القصف على قرى (الأسدية وخربة الشعير ودادا عبدال وتل الورد وتل حرملة والربيعات وتل أمير) بالقذائف والصواريخ بشكل مكثف، وصل عددها إلى أكثر من 170 قذيفة، بحسب المصادر.

وأضافت المصادر: “كما وسّع الجيش التركي والفصائل “التركمانية” من قصفهم، ردا على قصف تنظيم “قسد”، ليستهدفوا قرى بلدة تل تمر الشرقية والغربية (تل شنان وتل جمعة الآشوريتين، وقرى أم الكيف وتل كرابيت والطويلة العربية)، ما أدى إلى وقوع إصابات بشرية وإلحاق أضرار كبيرة بممتلكات المدنيين، حيث وقعت أكثر من 180 قذيفة صاروخية ومدفعية على القرى المذكورة”.

وتعتبر بلدة أبو راسين من البلدات العربية المعروفة بخصوبة أراضيها الزراعية، و يقطنها 45 ألف نسمة، ويعتمد سكانها في تدبر أمورهم المعيشية على الزراعة وتربية الماشية، وتمت السيطرة عليها من قبل تنظيم “قسد” في عام 2013 م، وانتشر فيها عدد من النقاط العسكرية التابعة للجيش العربي السوري في أواخر عام 2019م، إبان “العدوان التركي” على الشمال السوري.

تهجير 300 ألف مدني

وتسببت هجمات الفصائل “التركمانية” والقصف المتبادل بينها وبين الفصائل “الكردية”، بتهجير أكثر من 300 ألف مدني من سكان منطقتي رأس العين شمالي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة، وتوطين أسر المرتزقة السوريين والعراقيين والأفغان والتركمان فيها بدلا منهم، وممارسة التغيير الديمغرافي بعد عملية التهجير.

إلى جانب ذلك قامت الفصائل “التركمانية” بإخلاء وتهجير سكان 15 قرية إيزيدية في منطقة رأس العين ومحيطها والاستيلاء على 65 منزلا وجميع أملاك الإيزيديين، وتدمير 80 منزلا في قرى الداودية وخربة جمو، وبناء ثكنات عسكرية مكان تلك المنازل، بالإضافة إلى نبش قبور الإيزيديين وإخراج الرفات منها.

وبحسب إحصائيات تعود لمنظمات تعمل في هذا المجال فإن 136 شخصا فقدوا حياتهم بينهم 14 امرأة وأصيب 293 شخصا بينهم 74 امرأة، منذ سيطرة الجيش التركي على المنطقتين حتى نهاية شهر آب المنصرم، وذلك بسبب القصف والاشتباكات المتبادلة مع الفصائل “الكردية” بتواطئ القوات الأمريكية لصالح تركيا، وذلك إثر انسحابها من قواعدها على الحدود السورية – التركية، وترك مسلحي تنظيم “قسد” يواجهون مصيرهم هناك.

اقرأ أيضا: رئيس بلدية في درعا يفارق الحياة بعد انفجار عبوة مزروعة بسيارته

شام تايمز
شام تايمز