الجمعة , مارس 29 2024
سوري بعمر خمس سنوات يكتب اليابانية والصينية ولغات أخرى

سوري بعمر خمس سنوات يكتب اليابانية والصينية ولغات أخرى

سوري بعمر خمس سنوات يكتب اليابانية والصينية ولغات أخرى

شام تايمز

باليونانية والصينية والعبرية والروسية والألمانية وغيرها من اللغات يكتب ويقرأ الطفل السوري، ساري عزام، 5 سنوات، إضافة إلى إجراء عمليات حسابية بالغة الصعوبة خلال ثوانٍ، فما قصة هذا الطفل؟

شام تايمز

ساري من مدينة دمشق، يعاني من اضطراب التوحد الذي اكتشفته والدته عن طريق الصدفة بعمر 3 سنوات، حينما ذهبت إلى الطبيبة من أجل أخته المصابة بالتوحد، ولفتها آنذاك تركيبه للمكعبات بأشكال ملفتة، وفق ما روت الأم لعدد من وسائل إعلام محلية.

ذاكرة بصرية قوية تميّز ساري عن أقرانه الأطفال، إذ يحفظ ما يشاهده من مرة واحدة أومرتين فقط، بدأت مهاراته الحفظية تظهر منذ عمر السنتين و8 أشهر، حيث أجاد تلاوة القرآن وحده دون أي تعليم من أحد، بعد سماعها عبر التلفاز، وهو ما صدم عائلته، رغم صعوبة التواصل معه من حيث النطق والكلام، بحسب والدته.

يستخدم ساري اليوتيوب لتعلّم اللغات ومفرداتها، مثل اللغة الروسية والإسبانية، فضلاً عن لغات غريبة مثل اللغة الحميرية لأهل اليمن منذ القدم، ومؤخراً أصبح لديه اهتمام بعلم الأرقام والحسابات، إذ يستطيع عد الأرقام إلى ما فوق الترليون.

وبحسب أطباء مختصين فإنّ الطفل يمتلك ذاكرة بصرية قوية، لهذا يحفظ عن طريق البصر، لكنه لا يستطيع التواصل بالشكل الصحيح مع الآخرين، كما لا يستطيع الإجابة على أسئلة الآخرين إلا حين حفظ المعلومات مسبقاً عن طريق البصر.

وأشارت والدة الطفل إلى أنّ قدراته تتنامى يومياً، لكن لا قدرة للأهل على تحمّل تكاليف مدرسة خاصة مناسبة لوضعه، بسبب تردي الوضع المادي.

ماذا يقول العلم؟

يستخدم مصطلح “التوحد عالي الأداء” للإشارة إلى الأشخاص المصابين بالتوحد الذين يقرؤون ويكتبون ويتحدثون دون مساعدة كبيرة، وهو اضطراب في النمو العصبي يتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل.

الاختصاصي النفسي بسام حوراني، يقول لـ”روزنة”: إنّ الطفل في هذه الحالة يوصف علمياً بـ”التوحدي من ذوي الأداء العالي” أو “توحدي ذو قدرات وظيفية عالية”، حيث أن الطفل قادر على اكتساب الأشياء البصرية أو المرسومة واسترجاعها، لكن لا يوجد لديه قدرة على توظيف تلك القدرات.

وأضاف أنّ الأشخاص الذين يملكون قدرات وظيفية عالية كالحفظ عن ظهر قلب من أول مرة، قد يفتقرون للقدرة على القيام بأبسط المهام مثل تناول الطعام لوحدهم، لافتاً إلى أنه ليس من الضروري أن الذين يمتلكون قدرات عالية أن يكون ذكاؤهم عالٍ، فمن الممكن أن يكون ذكاؤهم طبيعي أو أدنى من أقرانهم أو أعلى.

ويفتقر الطفل المصاب بـ”اضطراب التوحد”، بشكل متدني إلى التواصل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي، أو إقامة النشاطات والعلاقات، وفق حوراني.

ويحتاج مريض التوحد إلى رعاية خاصة من خلال مراكز متخصصة، تقدّم له أنظمة غذائية محددة، إضافة إلى علاجات دوائية ومتممات غذائية في حالات معيّنة كوجود فرط نشاط

حالات مشابهة

ومن الحالات المشابهة، ابن الولايات المتحدة الأميركية، كم بيك الذي ولد عام 1951، وهو مصاب بـ”اضطراب التوحد مع قدرات فائقة”، حيث لاحظت عائلته، وهو في السنوات الأولى من عمره، أن بإمكانه تذكر الكتب التي تقرأ له مرة واحدة.

ومع مرور الوقت بدأت تأخذ حالة كيم منحى أكثر صعوداً، حتى وصل به الأمر إلى تذكر نحو 12 ألف كتاب كامل، مع تمكنه من قراءتها بسرعة متناهية، بطريقة غريبة، تتطلب مطالعة كل صفحتين متجاورتين في نفس الوقت، واحدة باستخدام العين اليمنى والأخرى عن طريق العين اليسرى، إضافة إلى حفظ النوتات الموسيقية، والطرق والعناوين بأي دولة بالعالم.

استلهم الكاتب السينمائي، باري مورو، فكرة فيلم “رجل المطر” من خلال كيم، بعدما قابله صدفة، لينتج الفيلم بالفعل عام 1988، ويحصد الفنان العالمي داستين هوفمان جائزة الأوسكار، عن تأديته لشخصية كيم المثيرة بأحداث الفيلم. وتوفي كيم عن عمر يناهز الـ 58 سنة، عام 2009.

ومن السمات المميزة لظهور مرض “اضطراب التوحد” وفق منظمة “الصحة العالمية” التأخر أو التراجع المؤقت في تطوير الطفل لمهاراته اللغوية والاجتماعية، وتكرار القوالب النمطية في سلوكياته، مشيرة إلى أن من الصعب تحديد المرض قبل بلوغ الطفل عامه الأول.

روزنة

اقرأ ايضاً:حادث مؤلم على طريق مطار دمشق الدولي

شام تايمز
شام تايمز