السبت , أبريل 20 2024
معرض أردني للتجارة في سوريا بعد الحرب

انطلاق أول معرض أردني للتجارة في سوريا بعد الحرب

شارك أكثر من 130 رجل أعمال أردني وما يزيد على 50 شركة أردنية في “المعرض الأردني للتجارة والخدمات” الذي تقيمه وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية على مدى ثلاثة أيام في مدينة المعارض الجديدة بدمشق بالتعاون مع غرفة تجارة الأردن واتحاد غرف التجارة السورية في خطوة أردنية متقدمة تعد الأولى من نوعها بعد الحرب نحو الانفتاح الاقتصادي على سوريا .

شام تايمز

وتركزت أجنحة وأقسام المعرض على مجالات التجارة والوكالات والخدمات والطاقة والنقل واللوجستيك وعلى قطاعات المقاولات والإنشاءات والسياحة والجامعات والمستشفيات وقطاع المال والتأمين.

شام تايمز

وبعد افتتاح المعرض وفي مؤتمر صحفي أشار الدكتور محمد سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري إلى أن “معرض التجارة الأردني يعد نافذة هامة لعرض منتجات وخدمات الشركات الأردنية وفرصة أمام هذه الشركات لتتكامل مع ما هو موجود في سوريا إلى جانب كونه مطرحاً استثمارياً أمام رجال الأعمال في الوقت الحاضر و في الفترة المقبلة في إطار تعزيز التعاون التجاري الاستثماري بين البلدين”.

وأضاف الوزير الخليل أن “فرصة اللقاء مع ما يزيد عن /50/ شركة أردنية في مجالات متعددة هي بوابة لمزيد من العمل المشترك الذي شهد تطوراً مهماً خلال العامين الماضيين وتوقف لسنوات نتيجة توقف حركة المرور بسبب الحرب ثم عاد للتحرك مجدداً” .

“بعد فتح معبر نصيب الحدودي تم الاتفاق مع الجانب الأردني على تبادل لقوائم منتجات البلدين ليكون هناك تعاون لإيجاد حلول في مجالات محددة بما يحمي الإنتاج المحلي في البلدين وهناك عمل مشترك بين وزارتي النقل في البلدين لتوحيد رسوم العبور، وقد أصبحت زيادة عدد الشاحنات خلفنا بعد استكمال الإجراءات اللوجستية بين وزارات الداخلية والاقتصاد والنقل والوزارات المعنية في البلدين واليوم هناك حركة انسياب في الاتجاهين تجري بسلاسة ولا يوجد مشاكل على هذا الصعيد”.
محمد سامر الخليل
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في سوريا

وتابع الوزير الخليل: “اليوم ومن خلال هذا التعاون هناك فرصة للتواصل مع رجال الأعمال السوريين لبحث استيراد منتجات من الأردن بنوعية جيدة وسعر منافس بما يخفض تكاليف الشحن كما أن دخول الأسواق الأردنية فرصة جيدة من خلال تشاركية على مستوى شركات أردنية سورية تستثمر في منتجات تحتاجها الأسواق السورية والأردنية، والسوق السورية مفتوحة أمام الأردن في مجال التجارة والخدمات كما سيكون هناك حضور للشركات السورية في معرض المنتجات السورية في الأردن” .

الخليل: بناء شراكات بين سوريا والأردن

ورداً على سؤال مراسل “سبوتنيك” حول تأثير الضغوط الخارجية على فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سوريا والأردن ومدى نجاح هذا المعرض في إرساء مرحلة جديدة من التعاون قال الوزير الخليل: “الحركة التجارية بين سوريا والأردن لم تتوقف خلال السنوات الماضية مضيفاً أن وجود أكثر من 130 شركة أردنية في هذا المعرض دليل على أن الأشقاء في الأردن يسعون إلى بناء شراكات عمل مع سوريا، وما جرى خلال الأشهر القليلة الماضية يعد خطوات في الاتجاه الصحيح لتجاوز الصعوبات التي تعترض الحركة التجارية بين البلدين، وقد تم تجاوز الغالبية العظمى من الصعوبات ويتجه سير الحركة التجارية نحو الأفضل لبناء شراكات بين سوريا والأردن”.

الكباريتي: ننظر إلى المرحلة القادمة بتفاؤل

ورداً على نفس السؤال أكد نائل الكباريتي رئيس غرفة تجارة الأردن أن “هناك تفاؤلا بعودة العلاقات الطبيعية بين سوريا والأردن وبإعادة سوريا إلى الحضن العربي” مضيفاً أن “العلاقة الاقتصادية التجارية بين سوريا والأردن قوية ومميزة رغم التدخل الخارجي وستبقى كذلك مع وجود رجال الأعمال والشركات من البلدين ويجب أن ننظر إلى المرحلة القادمة بتفاؤل”.

الدبس: المعرض فاتحة خير

في ذات السياق أوضح سامر الدبس رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها في تصريح خاص لـ سبوتنيك على هامش المعرض أن “معرض التجارة الأردني له أهمية خاصة في كونه من أوائل المعارض الأردنية التي تقام على الأراضي السورية بعد سنوات من الحرب الظالمة على سوريا” مضيفاً أن “أهمية المعرض تكمن في أنه سيشكل فاتحة خير بالنسبة لجميع الدول التي ترغب في أن تأتي إلى سوريا وتشارك وتعرّف بمنتجاتها وشركاتها الصناعية بالنسبة للمواطن السوري وأن تنال حصة من عملية إعادة الإعمار في سوريا” .

وأردف الدبس: “اليوم الأشقاء الأردنيون ساهموا في كسر الحصار وهذا شيء يسجل لهم وأيضاً سيكون هناك دول أخرى تريد أن تأتي وتقيم معارض متخصصة على أرض مدينة المعارض في سوريا، وقد أتانا العديد من الطلبات من عدة دول لا يمكن أن نفصح عن أسمائها ريثما تأتي بالإضافة إلى ذلك سيكون لنا زيارات قادمة إلى الأردن وإقامة معرض” صنع في سوريا” في عدة محافظات أردنية”.

اللحام: نتوقع انفراجات قريبة

من جانبه قال محمد أبو الهدى اللحام رئيس غرفة تجارة دمشق في تصريح خاص لـ سبوتنيك: “الأردن بلد عزيز علينا وتاريخنا الاقتصادي قوي معه، وقد كان لسوريا دور مهم في بداية تنمية الأردن فقد قدمنا المساعدة كسوريين من خلال الجامعات والأساتذة الجامعيين ومدراء البنوك واليوم نشهد تقدماً مهماً في هذا المعرض الأردني من النواحي العلمية والتكنولوجية العالية جداً والتي نحتاجها في سوريا اليوم من بلد شقيق وهذا الأفضل”، مضيفاً أن “التسويق الذي يقوم به الجانبان وتواصل رجال الأعمال بين البلدين ضروري جداً لتنمية هذه العلاقات سيما وأن سوريا تقدم تسهيلات كثيرة في السفر والقدوم والترانزيت والمداخل الحدودية والاستثمار في عدة مجالات”.

وتابع اللحام: “هذا هو الوقت المناسب للاستفادة المتبادلة كي نطور ونستكمل اقتصاداتنا وكل يوم يتم تذليل عقبة من العقبات ونحن لا نستعجل الوقت وما زلنا في مرحلة إعادة البناء وهي عملية بحاجة إلى كل شيء وإلى تكنولوجية قريبة وصيانة واستمرارية قريبة، والأردن بلد عزيز علينا وسنطور علاقاتنا الاقتصادية معها إلى أقصى حد”.

وعن نظرته للمشهد الاقتصادي في المنطقة خلال المرحلة المقبلة قال اللحام: “أنا أتوقع أن هناك انفراجات وسياسات جديدة في المنطقة وباعتقادي سنتجاوز الصعوبات والعقوبات، وبالرغم من ذلك نحن السوريين لدينا خبرة طويلة في الصناعة والتجارة وقد تغلبنا على كثير من الصعوبات المفروضة علينا في المرحلة الماضية واستطعنا الوقوف لسنوات بالرغم من نقصان المواد والغاز ويجب أن نتحمل وأن نتغلب على الحرب الاقتصادية، وفي هذا المجال صدرت قوانين الاستثمار وسيكون هناك بناء مناخ للاستثمار وبناء الثقة المتبادلة، ويعد مجيء الأردنيين دليلا على ثقتهم بسوريا ومستقبلها وبالعمل فيها ولم يأتوا عبثاً”.

اقرأ أيضا: لجان التسوية تختتم عملها في مدينة “الميادين” وتنتقل غداً باتجاه ريف ديرالزور الغربي

شام تايمز
شام تايمز