السبت , أبريل 20 2024

تقارب متزايد بين سوريا والأردن.. من المستفيد الأكبر؟

تقارب متزايد بين سوريا والأردن.. من المستفيد الأكبر؟

شام تايمز

في خضم التحولات السياسية التي في تدور في فلك الملف السوري، شهد عام 2021 تقاربا أردنيا سوريا في المجال الاقتصادي بشكل خاص، لاسيما بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين العاهل الأردني والرئيس السوري بشار الأسد، وافتتاح معبر جابر الحدودي واستئناف الرحلات الجوية والبرية بين البلدين.
كشف مسؤول أردني مؤخرا، أن نسبة البضائع التي وصلت إلى سوريا عن طريق ميناء العقبة خلال العام الماضي تجاوزت 900 بالمئة مقارنة مع أعوام سابقة.
إذ قال نقيب أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع الأردني ضيف الله أبوعاقولة، في 5 كانون الثاني/ يناير، خلال مشاركته في مؤتمر صحفي على هامش مشاركته بفعاليات المعرض الأردني للتجارة والخدمات المقام حاليا في دمشق، إن “الحكومة الأردنية قدمت تسهيلات كبيرة بخصوص عمليات انسياب البضائع للسوق السورية، وفق وكالة “البترا” الأردنية.
الأردن تأزم من الحرب السورية
الباحث الاقتصادي، يحيى السيد عمر، قال، إن “التقارب بين الأردن والحكومة السورية ليس وليد الساعة، فهو يعود لأكثر من عام وإن بدء بشكل سري ولاحقاً انتقل للعلن”.
واعتبر السيد عمر، أن التقارب الأردني مع دمشق لا يمكن تفسيره من منطلق ضيق، فهذه القضية لا يمكن فصلها عن القضايا الإقليمية في المنطقة، وهنا لا بد بالتذكير بأن التسوية السياسية في درعا قبل عدة أشهر لا يمكن فصلها عن هذه القضية.
وأضاف الباحث الاقتصادي، أن “تلويح السلطات السورية وروسيا بعملية عسكرية آنذاك كان في ظل صمت دولي مما يدل على موافقة ضمنية على انفتاح الأردن على سوريا، لا سيما أن درعا هي صلة الوصل بين البلدين”.
وعانى الأردن بشكل حاد من تبعات الحرب السورية خاصة، لاسيما أنه فقير بالموارد ويعتمد على السياحة وعلى تجارة الترانزيت، وأغلب هذه التجارة كانت تأتي عن طريق سوريا إلى دول الخليج، لذلك يحاول الأردن من خلال زيارات عدة سابقا للعواصم الكبرى الحصول على موافقة لتقاربه الاقتصادي مع دمشق. وفق ما قاله السيد عمر.
وأوضح الباحث الاقتصادي، أن الاقتصاد الأردني المنهك عموما يحتاج للاقتصاد السوري لذلك يسعى لدعمه، فالمستفيد من هذا التقارب الأردن وسوريا، لافتا، إلى أن هذا الأمر ما كان ليتم لولا موافقة ضمنية لكبار اللاعبين في الملف السوري.
تسهيلات أردنية
ولفت، نقيب أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع، أن الحكومة الأردنية قدمت تسهيلات كبيرة بخصوص عمليات انسياب البضائع للسوق السورية ومنحت امتيازات وحوافز لنقل وإيصال البضائع السورية التي تمر عبر أراضي المملكة سواء عن طريق المراكز البرية أو ميناء العقبة بأسرع وقت وأقل التكاليف.
وأضاف، أن قطاع شركات التخليص ونقل البضائع الأردني، لديه تعاملات كثيرة مع مختلف الشركات السورية التجارية والصناعية، وبدأ يشهد نشاطا ملحوظا منذ افتتاح الحدود البرية وإلغاء نظام ( باك تو باك).
كما أشار أبو عاقولة، إلى أن ارتفاع أجور الشحن البحري العالمي، دفع الكثير من التجار والمستوردين السوريين، لتحويل عمليات الاستيراد والتزود بالبضائع عن طريق ميناء العقبة بدلا عن ميناء طرطوس واللاذقية، لتخفيف التكاليف وتوفير وقت الاستيراد.
وبدأ الأردن بإعادة العلاقات مع سورية في أكتوبر 2018 مع إعادة فتح معبر جابر – نصيب بين البلدين بعد إغلاق استمر ثلاث سنوات بهدف إنعاش اقتصاده، حيث كان المعبر شريان الأردن التجاري قبل العام 2011 ومعبره البري الرئيسي بالنسبة للوصول إلى الأسواق الأوروبية وتركيا ولبنان كما أنه مهم لوصول الصادرات السورية إلى الأردن ودول الخليج.
الحل

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز