السبت , أبريل 20 2024

توقف الاشتباكات يكشف هول الدمار الذي خلفته الطائرات الأمريكية في الحسكة

توقف الاشتباكات يكشف هول الدمار الذي خلفته الطائرات الأمريكية في الحسكة

شام تايمز

مع توقف الاشتباكات بين المسلحين الموالين للجيش الأمريكي وبين معتقلي تنظيم “داعش” الإرهابي في سجن (الثانوية الصناعية)، تبدى هول الدمار الذي لحق بالأبنية الحكومية التعليمية والمنازل والأملاك الخاصة، جراء الغارات الجوية العنيفة التي شنتها طائرات “التحالف الدولي” اللاشرعي على مدينة الحسكة شرقي سوريا.
تدمير ممنهج لجامعة الفرات
من الأبنية التي تعرضت للتخريب والتدمير الممنهج كانت مباني كليات ومعاهد فرع جامعة “الفرات” في محافظة الحسكة، والتي أخرجتها عن إكمال العملية التعليمية.
مدير فرع جامعة الفرات الحكومية في محافظة الحسكة، الدكتور جمال العبد الله، كشف في تصريح لـ “سبوتنيك” عن أن دماراً كبيرا لحق بالأبنية التعليمية التابعة لجامعة الفرات جنوب المدينة، نتيجة قصفها من قبل طائرات المحتل الأمريكي بذريعة ملاحقة فارين من سجن الثانوية الصناعية خلال الأيام الماضية.
صناعة الصابون بتقنية 800 عام تعود من جديد في حلب

شام تايمز

وبين الدكتور العبد الله أن التقييم الأولي لحجم الأضرار والدمار الذي لحق بكليتي الهندسة المدنية والاقتصاد والمعهد الهندسي (معهد المراقبين) يظهر دماراً كلياً لبعض الأبنية والكتل البنائية التعليمية وأضراراً خارجية مختلفة، حيث حاولنا الاطلاع على الواقع بشكل مباشر، لكننا لم ندخل الكليات وذلك لحصر الأضرار لنتمكن من البدء بعمليات الصيانة والترميم وإعادة عجلة التعليم والعلم من جديد فيها.
وأوضح مدير فرع جامعة الفرات أن القصف العنيف لقوات الاحتلال الأمريكي دمر بشكل كامل مبنى المعهد الهندسي الذي يضم عددا كبيرا من المخابر الهندسية العلمية التي تفوق تكلفتها المليارات من الليرات السورية، كما شاهدنا وجود آليات هندسية ثقيلة تابعة لتنظيم “قسد” تقوم بترحيل الأنقاض إلى جهة مجهولة.

كما دمرت غارات الطائرات الأمريكية بشكل كامل مدرج المؤتمرات والمدرج الثاني والثالث ومخبر الفيزياء ومخبر الصحة في كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد، بالإضافة إلى مبنى الإدارة الجنوبية لفرع جامعة الفرات، والكتلة الجنوبية المؤلفة من طابقين مع المستودع المركزي، ومبنى شؤون الطلاب، والمكتب الهندسي، والمكتب المالي، ومكتب لجنة المشتريات، ومكتب معتمد الرسوم الجامعية للهندسة المدنية والنقل، وكذلك الكتلة الشمالية لمبنى إدارة الفرع والتي تضم (مكاتب مدير الفرع ومحاسب الرواتب والشؤون الإدارية ومستودع الإرساليات).
وأشار الدكتور العبد الله إلى أن الحرائق والحطام انتشر في بقية المباني، أما استراحة أعضاء الهيئة التدريسية الجديدة والمقصف، فهناك أضرار خارجية تمت معاينتها ولم تتم معرفة حجم الأضرار داخلها.
ونفى مدير فرع جامعة الفرات في محافظة الحسكة بأنه تم نقل الدوام والعمل من كليتي الاقتصاد والهندسة المدنية بشكل كامل ونهائي، مشيرا إلى أن هذا إجراء مؤقت لتقديم الامتحانات المتبقية للطلاب في جميع السنوات، مؤكداً أن رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي سوف تقومان بترميم الدمار والأضرار لإعادة عجلة العلم والدراسة إليها في المستقبل القريب.
وتابع العبد الله بأنه تم نقل عمل إدارة فرع جامعة الفرات في الحسكة والعاملين فيه إلى كلية الحقوق وسط المدينة بشكل مؤقت، كما تم نقل كلية الهندسة المدنية وجميع العاملين فيها إلى كلية الآداب والتربية في حي النشوة فيلات لإجراء امتحاناتهم فقط، كما تم نقل كلية الاقتصاد وجميع العاملين فيها إلى كلية العلوم في حي المشيرفة بشكل مؤقت لإجراء الامتحانات أيضاً، بحسب مدير فرع جامعة الفرات في الحسكة.

انتهاكات مستمرة
تستمر قوات تنظيم ” قسد” مدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي انتهاكاتها في أحياء مدينة الحسكة بذريعة البحث عن فارين من (سجن الثانوية الصناعية)، حيث داهمت أحياء غويران والعزيزية والزهور والصالحية والمعيشية والصالحية و النشوات واختطفت عدداً كبيراً من المدنيين وهدمت منازلاً فيها.
وتحدثت مصادر محلية وأهلية لـ”سبوتنيك ” إن مسلحي تنظيم “قسد” مستمرون في مداهمة منازل أبناء القبائل العربية في أحياء محددة بمدينة الحسكة، حيث داهمت منزل أحياء المعيشية والعزيزية وخشمان والصالحية ومستمرة في مداهماتها اليومية في حيي غويران والزهور ( حوش الباعر ) بعد تطويقها بشكل شبه كامل وفرض حظر كلي على دخول وخروج الأهالي واختطفت عدداً كبيراً من المدنيين وصل عددهم الى ما يقارب الــ 1000 مدني، بذريعة ملاحقة فارين من سجن الثانوية الصناعية واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وأضافت المصادر أن “قسد” أقدمت أيضاً على هدم 7 منازل جديدة وصيدلية في حي غويران خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 1 و2 شباط/ فبراير، وشنت حملة مداهمات واسعة في الحي، ليصل عدد المنازل التي تم جرفها عبر الآليات الثقيلة والجرافات إلى أكثر من 50 منزلاً في حيي غويران والزهور.
وكشفت المصادر أن تنظيم “قسد” قام بالاستيلاء على مجموعة من الأبنية الخاصة في منطقة الفيلات الحمر المحيطة بمبنى سجن الثانوية الصناعية من الجهة الشرقية، عددها 55 فيلا خاصة تعود ملكيتها لمدنيين من سكان مدينة الحسكة، بعد طرد جميع العوائل منها والذي يصل عددهم الى 70 عائلة بينها عدد من العوائل النازحة، لتحويلها إلى منطقة عسكرية.
ولفتت المصادر إلى أن تنظيم “قسد” فرض حالة من الحظر الكلي على أحياء مدينة الحسكة رافقها منع دخول الآليات ومنع تجوال الدرجات النارية بشكل تام، الأمر الذي أثر سلباً على توافر المواد الغذائية وفقدت أصناف كثيرة من السلع وسط حالة من الاستياء من قبل الأهالي ونزوح الأغلبية منهم ومنعهم من العودة إلى الحي.
وأعلن تنظيم ” قسد” عن استمراره فيما أسمه عمليات المسح الأمني والبحث والتحري والتمشيط في أحياء مدينة الحسكة، بينما تشهد المدينة انتشاراً كثيفاً لحواجزها ودورياتها، مع فرض حظر كلي على سكانها يبدأ من الساعة الـ 6 مساء وحتى الساعة الـ 6 صباحاً.

حصيلة القتلى
أعلن تنظيم ” قسد” عن انتهاء الاشتباكات وسيطرتها الكاملة على مبنى (سجن الثانوية الصناعية) في محيط حي غويران بمدينة الحسكة بعد اشتباكات وقصف استمر لأكثر من 10 أيام متتالية، والتي أعادت لأذهان سكان مدينة الحسكة، أحداث اشتباكات عام 2015م مع التنظيم وانتصار الجيش العربي السوري عليه.
وكشفت ميليشيا “قسد” عن الحصيلة النهائية للعمليات العسكرية وأن عدد قتالها وصل إلى 121 قتيل منهم 77 من العاملين في مؤسسات السجن والحراس، أما في الاشتباكات والمعارك خارج السِّجن التي استمرّت سبعة أيّام، فقد قتل /40/ من مقاتلي الميليشيا، بينما قتلى تنظيم “داعش” الإرهابي وصل إلى 374.
وكشف بيان “قسد” أن المهاجمين قَدِموا من المناطق المحتلّة مثل رأس العين وتل أبيض بريفي الحسكة والرقة الواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال التركي، وقسمٌ آخر قَدِمَ من العراق كمؤازرة لهم، لكن أساس المخطّط وإدارة الهجوم “أي غرفة العمليّات”، ووفق الوثائق، تَمَّ الإعداد لها خارج الحدود السُّوريّة.

معلومات منقوصة
بدورها أكدت مصادر مطلعة لـ “سبوتنيك” أن بيان “قسد” جاء منقوصاً فان قتلى مسلحيها يصل إلى أكثر من 300 قتيل وليس 121 فقط، مع وجود العشرات من الجثث المجهولة في برادات المشافي في مدينة الحسكة، ووجود عدد كبير من المفقودين الآخرين من قواتها.
وأضافت المصادر بأن بيان ” قسد” لم يكشف بالضبط أعداد معتقلي تنظيم “داعش” الذي هربوا من السجن ولم يعرف مصيرهم أثناء وخلال الهجوم والاشتباكات التي جرت بتاريخ 20 الشهر الماضي عبر سيارة مفخخة استهدفت أسوار السجن، مع معلومات مؤكدة عن الكثير منهم لا يزال مجهول المصير.
كما لم تكشف قوات ” قسد” مصير أكثر من 750 طفلاً من أفراد ما يسمى “أشبال الخلافة”، كما لم يكشف البيان الأماكن أو المعتقلات الجديدة التي تم نقل ما تبقى من معتقلي تنظيم “داعش” إليها خلال الأيام الماضية، بحسب المصادر.

شام تايمز
شام تايمز