الخميس , مارس 28 2024
تعرف إلى السلاح الغريب الذي حرر باريس من النازيين
A column of infantrymen from units of the 502nd and 506th regiments of the 101st Airborne Division enter the town of Sainte-Mere-Eglise on 11th June 1944 in the Normandy region of northern France. (Photo by Peter J. Carroll/Keystone/Hulton Archive/Getty Images).

تعرف إلى السلاح الغريب الذي حرر باريس من النازيين

تعرف إلى السلاح الغريب الذي حرر باريس من النازيين

شام تايمز

سلَّط بيتر سوسيو، كاتب صحافي يهتم بشؤون الدفاع، الضوء على دبابات وحيد القرن التي استخدمتها قوات الحلفاء في معركة نورماندي، موضحًا أن هذا الابتكار البسيط كشف عن قدرة الجنود في الميدان على التكيف مع الظروف الصعبة، والتغلب عليها، وتحقيق النصر. وقد نشر هذا المقال في مايو (آيار) 2020، وأعادت مجلة «ناشيونال» الأمريكية نشره مرةً أخرى بسبب اهتمام القرَّاء.

شام تايمز

وفي مطلع مقاله أشار الكاتب إلى أن الدور الذي قامت به دبابات الحلفاء كان حاسمًا وجوهريًّا لتأمين رأس جسر ساحلي في منطقة نورماندي الفرنسية بعد إنزال D-Day (يوم النصر) في 6 يونيو (حزيران) 1944 – وبينما كان هناك كثير من الدبابات المصمَّمة والمعدَّلة خصيصًا، كان أحد أكثر الابتكارات نجاحًا ليس إلا تعديلًا ميدانيًّا بسيطًا في الدبابات. ومع ذلك ثبت أن هذا التعديل كان حاسمًا في اختراق السياج الفرنسي.

تطويرات عديدة

لفت الكاتب إلى أنه من بين الأسلحة العديدة التي خضعت للتطوير خصيصًا لعملية أوفرلورد (الاسم الذي أُطلِق على معركة نورماندي) كانت دبابات هوبارتس فانيز (Hobart’s Funnies)، وهي سلسلة من الدبابات التي صُمِّمت خصيصًا لأداء أدوار محددة أثناء عمليات الإنزال في يوم النصر (جرى إنزال حوالي 156 ألف جندي من القوات الأمريكية، والبريطانية، والكندية، على امتداد 50 ميلًا من الساحل المحصن لِمنطقة نورماندي). وقد صمَّم هذه الدبابات اللواء البريطاني السير بيرسي هوبارت وسُمِّيت باسمه، ومن أشهرها دبابات دوبلكس درايف، والتي كانت عبارة عن خزان برمائي مزوَّد بغطاء كبير من القماش المانع لتسرُّب الماء والذي مكَّن الدبابات بالفعل من الطفو على سطح الماء، بينما يقوم زوج من المراوح بعملية الدفع كي تسبح الدبابات في الماء.

دبابة وحيد القرن في الخلفية بين دبابات شيرمان

وبحسب التقرير فقد استُخدِمت دبابات دوبلكس درايف ذات الخزان الوسيط إم 4 شيرمان على جميع الشواطئ الخمسة في «يوم النصر». وتحركت دبابات دوبلكس درايف جيدًا في المياه الهادئة إلى حدٍ ما قبالة شواطئ جولد وسورد وجينو، بينما وصلت 27 دبابة من أصل 28 دبابة إلى شاطئ يوتا، ولكن عندما وصلت الدبابات إلى المياه المضطربة لشاطئ أوماها، فُقِدت جميع الدبابات تقريبًا التي جرى إنزالها في البحر.

وشملت خط دبابات «فانيز» دبابة «كركودايل»، وهي دبابة تشرشل المعدَّلة بإضافة قاذف اللهب؛ مما جعلها واحدة من أكثر الأسلحة فتكًا في ترسانة الجيش البريطاني. وأثبتت هذه الدبابات نجاحها عند استخدامها خلال المراحل الأخيرة من الحرب في أوروبا. وهناك أيضًا دبابة «كراب»، وهي عبارة عن دبابة شيرمان مزوَّدة بكاسحة ألغام لعمل ممر آمن عبر حقل ألغام على الشاطئ. ولم تكن الدبابة المزوَّدة بكاسحة ألغام اختراعًا جديدًا تمامًا؛ إذ استُخدِمت دبابات «سكوربيون» ماتيلدا قبل عامين من ذلك الوقت في معركة العلمين، ولكن في حالة دبابات كراب، كانت كاسحة الألغام تعمل عن طريق المحرك الرئيس للدبابة، بحسب ما يوضح الكاتب.

الحفاء ومشكلة لا بد عن حلها

وأوضح الكاتب أن دبابات هوبارتس فانيز قد أثبتت نجاحها، لكن لم يستطع أيٌّ منها التغلب على مشكلة فشَلَ المخططون العسكريون في معالجتها قبل الغزو – السياج الفرنسي، أو «بوكاج» نورماندي. وكانت هذه الحقول المُسيَّجة والأشجار الصغيرة التي ترعرعت على الجسر الترابي الموجود منذ العصر الروماني قد أحاطت بالحقول في ريف نورماندي الفرنسي، وشكَّلت سياجًا طبيعيًّا.s

حطام دبابة ألمانية في معركة نورماندي

وتسببت هذه السياجات في مشكلاتٍ كبيرة، حيث لم يتمكن جنود الحلفاء من رؤية ما وراء السياجات، بينما وجد الألمان أن هذه مواقع دفاعية مثالية. ولم تتمكن دبابات الحلفاء من تسلُّق الجسور دون الكشف عن الجانب السفلي منها، بينما شكَّلت الدبابات التي كانت تتحرك على الطرق الضيقة أهدافًا رئيسة للعدو. والأنكى من ذلك كله أن الدبابات المعطَّلة سدّت الطريق وضيّقته أكثر ما جعل التحرك أكثر صعوبة. ونتيجةً لذلك كان بإمكان وحدة ألمانية صغيرة مزوَّدة بأسلحة مضادة للدبابات أن تمنع كتيبة كاملة من التقدم.

وجاء الحل: أنياب وحيد القرن!

وأفاد الكاتب أن الحل لم يأتِ على يد اللواء هوبارت، بل جاء على يد الرقيب الأمريكي كورتيس جي كولين من سرب استطلاع سلاح الفرسان رقم 102، الفرقة المدرعة الثانية، الذي طوَّر نوعًا من الأنياب المعدنية المُسنَّنة التي يمكن تركيبها في مقدمة الدبابة. وقد صنع هذه الأنياب من خردة الصلب التي جاءت في الأصل من العوائق المنثورة على الشاطئ، وأثبتت هذه الأنياب أنها قوية بالقدر الذي يكفي لاختراق السياجات.

وأثبت التصميم نجاحه، وبينما جرى تجهيز الدبابات الأخرى بأنياب مماثلة، سرعان ما بدأ يُطلق عليها اسم «وحيد القرن»؛ لأن الأنياب كانت تخترق السياج مثل قرن الوحش الأفريقي. ومع ذلك لم يمضِ وقت طويل قبل أن تُعرف هذه الدبابات باسم جهاز كولين رينو أو قاطع سياج كولين – وقد لفت ذلك انتباه الجنرال عمر برادلي، الذي أمر بتزويد أكبر عدد ممكن من خزانات شيرمان بالجهاز. وبإطلاق عملية الكوبرا – الاختراق عن طريق نورماندي – جرى تجهيز حوالي 60 دبابة من دبابات الحلفاء بكولين رينو.

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الرقيب كولين حصل على وسام جوقة الشرف بسبب تطويره لهذا الجهاز. وسلَّط هذا الابتكار البسيط الضوء على قدرة الجنود في الميدان على التكيف مع الظروف الصعبة والتغلب عليها وتحقيق النصر.

ساسة بوست

اقرأ ايضاً:نواب يتهمون وزير المالية بمخالفة الدستور.. والوزير يسميها “مخالفة قديمة”

 

شام تايمز
شام تايمز