الخميس , مارس 28 2024
100 ثانية على نهاية العالم! ما الذي يعنيه هذا؟

100 ثانية على نهاية العالم! ما الذي يعنيه هذا؟

100 ثانية على نهاية العالم! ما الذي يعنيه هذا؟

شام تايمز

هل ينبئ ما يشهده العالم في السنوات الثلاث الأخيرة من تغير مناخي، ووباء عالمي، وظروف سياسية وصراعات تلوح باحتمالية وقوع حرب عالمية ثالثة، وتهديدات مستترة في استخدام الأسلحة النووية؛ باقتراب نهاية العالم على كوكب الأرض؟

شام تايمز

موعد نهاية العالم هو أمر يصعب توقع توقيت حدوثه بدقة، لكنه أمر يشغل الكثير من العلماء، ولا سيما العلماء الذين أسسوا «نشرة علماء الذرة» في عام 1945 بعد شهور قليلة من إلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، وهم العلماء أنفسهم الذين صنعوا الساعة الرمزية التي تحمل اسم «ساعة نهاية العالم».

فما هي نشرة علماء الذرة، ولماذا أسس علماءها ساعة نهاية العالم؟ وما الذي تخبرنا به هذه الساعة عن وضع كوكبنا؟ هذا ما سنجاوب عليه في هذه التقرير.

«100 ثانية على نهاية العالم»

مع بدايات هذا العام 2022 أعلنت نشرة علماء الذرة أو «Bulletin of the Atomic Scientists» التي يقع مقرها في ولاية شيكاغو الأمريكية؛ عن ضبط ساعة نهاية العالم بأنها ستكمل عامها الثالث وهي ما زالت مضبوطة على 100 ثانية قبل منتصف الليل، ومنتصف الليل يرمز له في هذه الساعة بنهاية العالم، والـ100 ثانية هو رقم رمزي يحذر من امكانية اقتراب نهاية العالم.

شاهد المؤتمر الذي اعلن فيه استمرار ضبط الساعة على 100 ثانية:

وكانت الساعة مضبوطة على نحو دقيقتين على نهاية العالم، وهذا منذ ظهورها في عام 1947، ولكن لأن العالم لم يستطع أن يكون أكثر أمانًا عن الأعوام الماضية، فقرر المسئولين عن هذه ساعة تقديمها 100 ثانية على نهاية العالم، معلنين رأيهم العلمي بأن الاوضاع العالمية لا تبشر بالخير.

«الأمن النووي».. كيف ظهرت هذه الساعة للوجود؟

بعد تأسيس مشروع مانهاتن والذي يعد من أهم المشروعات التي عملت عليها أمريكا لتطوير القنابل النووية، وظهرت للوجود القنابل النووية القادرة على تدمير مدينة بأكملها، وبعد سنوات قليلة من انغماس البلدان المتصارعة على قيادة العالم أصبحت هناك ترسانات نووية قادرة على تدمير العالم وحضارته التي نعرفها الآن.

الكثير من العلماء الذين كانوا مشاركين اساسيين في مشروع مانهاتن كان لديهم تحفظات واضحة حول مدى قوة وفعالية الأسلحة التي طورها المشروع، وبعد نجاح أول تجربة في عام 1942، والتي أكدت قدرة البشر على تصميم قنابل نووية قادرة على تدمير العالم في يوم واحد؛ وقعت انشقاقات بين العلماء المشاركين في المشروع حول اختلافهم في الراي عن استكمال تلك النوعية من الأسلحة القادرة على تدمير العالم، ومنهم من بقي في مشروع مانهاتن للاستمرار في تطويره، ومنهم من اختار طريقًا آخر.

اختارت مجموعة من هؤلاء العلماء أن يهتموا بمستقبل التكنولوجية النووية آمنا، وتطور هذا الاهتمام إلى إنشاء ما يعرف الآن باسم «نشرة علماء الذرة»، والتي نُشرت للمرة الأولى بعد شهور قليلة من إلقاء القنابل النووية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي.

بعد عامين فقط من نشر هذه الدورية الإخبارية العلمية، قرر العلماء المسئولون عنها تحويلها إلى مجلة بغرض الوصول لأكبر عدد من القراء، وصممت للمرة الأولى في ذاك الوقت رسمًا رمزيًّا من تصميم مارتيل لانجسدورف ووضع على غلاف المجلة الجديدة.

وكان الهدف من إنشاء تلك الساعة هو إلى لفت انتباه العلم للتهديد الذي يواجهه البشر، وكانت عقارب الساعة من خلال تقديمها للأمام أم تراجعها للخلف؛ المؤشر على مدى اقتراب او ابتعاد نهاية العالم عن كوكب الأرض، والآن تلك الساعة تخبرنا بأن متبقٍّ 100 ثانية على نهاية العالم، وهو زمن رمزي يشير إلى اقتراب هذا الخطر.

كيف تُقرأ هذه الساعة؟

عندما يقول العلماء إنهم قاموا بقراءة ساعة نهاية العالم، فهي قراءة لمستوى المخاطر التي يواجهها البشر، وتتضمن الساعة قاعدة بيانات علمية بها ما يزيد على 100 تنبؤ بمخاطر تواجه كوكب الأرض والبشر، وقد وضعت تلك المخاطر على يد مجموعة مختلفة من العلماء والفلاسفة المسئولين عن قراءة ساعة نهاية العالم وصبطها.

ومن وجهة نظرهم – المسئولين عن قراءة الساعة وضبطها-؛ فإن ساعة نهاية العالم لا تهدف فقط إلى مدنا بمعلومات عن حجم الخطر الذي يواجه البشر، بل هي أيضًا توضح لنا مدى تحاوب البشر مع هذه المخاطر واتخاذ خطوات جادة للسيطرة عليه ومواجهته.

وتعد المعاهدة التي شهدها العالم في العام 1963 وتضمنت حظرًا جزئيًّا للتجارب النووية؛ مثالًا جيدًا على قدرة البشرة على تأخير ساعة نهاية العالم، فبعد تنفيذ تلك المعاهدة الدولية العلماء على تأخير الساعة لتصل إلى خمس دقائق كاملة على منتصف الليل –نهاية العالم- ولكن سرعان ما تدهور الوضع الدولي مرة آخرى لتصل إلى 100 ثانية فقط على نهاية العالم.

لعلك تتسائل لماذا يتحدث العلماء بالدقائق والثواني فيما يخص هذه الساعة، لتفهم هذا الأمر عليك أن تتخيل ما تخيله العلماء عند تصميم الساعة، وهو ضغط كل حدث فوق كوكب الأرض منذ ظهوره لعام واحد فقط، وحدد العلماء شهر مارس (آذار) من هذا العام موعد لظهور الحياة على كوكب الأرض، وستظهر الكائنات متعددة الخلايا في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما الديناصورات سيكون توقيت ظهورها هو شهر ديسمبر (كانون الأول) ولن يظهر البشر على كوكب الارض في هذا التصور الرمزي إلا في الساعة 23:30 عشية رأس السنة الجديدة، ومن ثم قارنوا هذا الجزء الكبير من تاريخ كوكب الارض بمدى قصر مستقبلنا كبشر عليه، وأخبرنا العلماء أنه متبقٍّ لنا بضع دقائق مجازية في هذا المستقبل حتى نصل إلى منتصف الليل أي نهاية العالم.

ساسة بوست-إيهاب نجدت

اقرأ ايضاً:ما سر الانفتاح الامريكي على ايران في هذا الوقت بالذات؟

 

شام تايمز
شام تايمز