الأربعاء , أبريل 24 2024

ماريوبول تقترب من الحسم

ماريوبول تقترب من الحسم

أحكمت القوات الروسية قبضتها، في ساعةٍ متأخرة من يوم أمس الجمعة على ميناء ماريوبول الرئيسي جنوب شرق أوكرانيا، وهذا ما أفقد القوّات الأوكرانية إمكانية الوصول إلى بحر آزوف، وفق وزارة الدفاع الأوكرانية.

وأعلنت الدفاع الروسية أنّ قواتها “تشدد الخناق” حول مدينة ماريوبول المتضررة بنسبة 80%، بسبب وجود القوميين الأوكرانيين فيها، والذين يحتجزون أكثر من 1000 شخص في الملاجئ ويستخدمونهم كدروعٍ بشرية.
ماريوبول.. أهمية جغرافية وصناعية

تتمتع مدينة ماريوبول بإطلالةٍ على الساحل الشرقي لأوكرانيا، وتحتلّ موقعاً استراتيجياً على ساحل بحر آزوف المرتبط بالبحر الأسود من خلال مضيق كيرتش. وتقع المدينة البالغ عدد سكانها حوالى 500 ألف نسمة، على الطريق الواصل بين شبه جزيرة القرم ومنطقة دونيتسك في الشرق، وتبعد حوالى 55 كلم عن الحدود الروسية و85 كلم عن دونيتسك.

وكانت ماريوبول، بموقعها الاستراتيجي على ساحل بحر آزوف والتي تعتبر آخر معاقل كييف عليه، هدفاً روسياً منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تسمح السيطرة عليها للروس بتأمين ممر يربط قواتها التي استولت على الموانئ الرئيسية في بيرديانسك وخيرسون وتلك القادمة من شبه جزيرة القرم بقوات جمهوريتي دونباس.

وستتمكن موسكو بعد السيطرة على ماريوبول من تسهيل إدخال أسلحتها لقواتها في أوكرانيا، وقد تجعل سفنها الحربية تتمركز في موانئها، لتدفع بميزان القوى في صالحها أكثر.

ولا تقتصر أهمية ماريوبول على الجانب الجغرافي فقط، فميناء المدينة التجاري له أهمية رئيسية في مجال تصدير الحبوب والقمح والصلب المنتج في شرق أوكرانيا، كما وتعتبر ماريوبول مدينة صناعية كبرى توجد فيها مصانع شركتي المعادن الكبيرتين “أزوفستال” و”إيليتش” اللتين توظفان عشرات الآلاف من الأشخاص.
ماريوبول.. وشبه جزيرة القرم

إحكام القوات الروسية على مدينة ماريوبول، تذكّر بأوائل عام 2014، حيث أصبحت شبه جزيرة القرم محور أزمة بين روسيا والغرب، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش القريب من روسيا، باحتجاجات في العاصمة كييف.

ونالت شبه جزيرة القرم استقلالها عندما صوّت سكانها وغالبيتهم من ذوي الأصول الروسية في استفتاء عام للانضمام إلى روسيا الاتحادية، ولكن أوكرانيا والدول الغربية قررت أنّ الاستفتاء كان “غير شرعي”.

ويُشكل الروس أغلبية السكان في القرم، ولكن تسكن في المنطقة أيضاً أقليات لا بأس بها من الأوكرانيين والتتار.

ومع اندلاع الحرب في إقليم دونباس عام 2014، تمكّن الروس من طرد القوات الأوكرانية خارج المدينة، لكن الأخيرة نجحت في استعادتها بعد شهرٍ من الهجوم، حيث لعبت كتيبة آزوف اليمينية المتطرفة دوراً رئيساً في إعادة ماريوبول إلى السيطرة الأوكرانية.

ويشرح الكاتب فردريك كولر، في صحيفة “لوتان” السويسرية، أنّ ماريوبول تعيش في حالة حرب منذ 8 سنوات، حيث بقي فيها الجنود الأوكرانيون يحفرون الخنادق والنساء ينسجن الشبابيك المموهة، حتى تحولت المدينة إلى حصن.

وكان هناك مبادرة عام 2019 في الكونغرس الأميركي لتصنيف كتيبة آزوف كـ “منظمة إرهابية”، لكن المبادرة لم تنجح في ذلك.

وتقيم الكتيبة اتصالات مع الوسط اليميني المتطرف خارج البلاد، بما في ذلك ألمانيا، بحسب ما أفادت به الحكومة الألمانية، في ردها على سؤال لكتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني “بوندستاغ”.
الميادين