الثلاثاء , أبريل 23 2024

“البتكوين” يدخل الحرب: قنبلة اقتصادية جديدة تشهرها روسيا في وجه الغرب

“البتكوين” يدخل الحرب: قنبلة اقتصادية جديدة تشهرها روسيا في وجه الغرب

باتت “العملات المشفرة” أحد الأسلحة البارزة في الحرب الروسية الأوكرانية، فبينما تستخدمها موسكو لتخفيف وطأة العقوبات، فإن كييف تعتمد عليها في تمويل الجيش وسد الاحتياجات الضرورية.

وبالفعل؛ تخطط روسيا لمواجهة العقوبات الغربية، بعد هجوم أوكرانيا، ببيع النفط والغاز بعملة البتكوين المشفرة أو الروبل الروسي، بدلا عن الدولار الأميركي أو اليورو الأوروبي.

ورفعت موسكو مؤخرا شعار “بترو بتكوين بدلا من بترو دولار”، وعلى إثر ذلك ارتفعت قيمة العملة المشفرة الأشهر عالميا، لتتجاوز 45 ألف دولار.

وقال خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “قرار بوتين من شأنه تعزيز قيمة الروبل الروسي أمام الدولار الأميركي، وسيكون بمثابة قنبلة اقتصادية روسية لمواجهة العقوبات”.

وتعد روسيا ثالث أكبر دولة في تعدين العملات المشفرة بالعالم بعد كل من الولايات المتحدة وكازاخستان، وتقدر معاملات الروس بالعملات المشفرة بنحو 5 مليارات دولار سنويا، بحسب البنك المركزي الروسي.

وصرح رئيس لجنة الطاقة في مجلس الدوما الروسي، بافل زافالني: “عندما يتعلق الأمر بالدول “الصديقة” مثل الصين أو تركيا، فإن روسيا مستعدة لأن تكون أكثر مرونة فيما يتعلق بخيارات الدفع”.

ويضيف: “يجري النظر في طرق بديلة لدفع ثمن صادرات الطاقة الروسية بدلا من الدولار الأميركي حيث سيكون ذلك عبر الروبل أو البتكوين”.

وتابع المسؤول الروسي: “نقترح على الصين منذ فترة طويلة التحول إلى تسويات بالعملات الوطنية مقابل روبل ويوان”، مشيرا إلى أنه مع تركيا ستكون “الليرة والروبل”.

وفي مقابل العقوبات الغربية المشددة على روسيا وضمنها تجميد حوالي 300 مليار دولار من الاحتياطي الروسي الموجود في الخارج، تخطط موسكو للخروج من مأزق العقوبات بدفع ثمن الطاقة التي تصدرها للدول غير الصديقة بالروبل أو البتكوين، وهو ما دفع رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إلى التعبير عن قلقها من أن العملات المشفرة تُستخدم كثغرة لتجنب العقوبات ضد روسيا.

وقالت لاغارد إنها “قلقة للغاية” بشأن الحجم الكبير من الروبل الروسي الذي يتم تحويله إلى أصول مشفرة.

أما في الولايات المتحدة فأطلق الرئيس الأميركي جو بايدن مشروعا لإصدار “دولار رقمي“، وطلب من وكالات فيدرالية عدة إعداد تقارير حول المخاطر المرتبطة بالعملات المشفّرة وكيفية التصدي لها.

ويقول خبراء إن قرار بوتين وضع واشنطن والغرب أمام خيارات صعبة، ويمثل قنبلة نووية اقتصادية”، ذلك أن اعتزام الدولة الروسية بيع النفط الروسي بالروبل يهدد عرش الدولار الأميركي.

و يوضح الخبراء أن بيع الغاز بالروبل سيضغط على الدولار ويخفض سعره أمام العملات المختلفة، بالإشارة إلى أن روسيا تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز ما يمكنها من الاستمرار في تنفيذ خطتها للضغط على الغرب.