الخميس , أبريل 25 2024
شام تايمز

القط الأسود يجلب الحظ لليابانيين ويرافق الساحرات في العصور الوسطى.. أساطير صنعها التاريخ

القط الأسود يجلب الحظ لليابانيين ويرافق الساحرات في العصور الوسطى.. أساطير صنعها التاريخ
لماذا يعتبر القط الأسود إشارة لوجود متاعب قادمة، والمرآة المكسورة إنذاراً بالمرض. وما علاقة الملح بالشجار؟ من المؤكد أن كل هذه العلامات قد تحولت إلى رموز معينة، لسبب ما.
القط الأسود
تنسب للقط بصفة عامة بعض خصائص السحر. ففي عهد الفراعنة، كانت إلهة الحب والخصوبة باستيت في هيئة امرأة برأس قط، وكانت لها مكانة هامة لدى الفراعنة. وفي تلك الحقبة الزمنية، كان يعاقب بالإعدام كل من يقتل قِطاً.
فضلاً عن ذلك، تعامل الرومان مع القطط بشيء من القداسة، إذ كانت القطط تخلص المنازل من الفئران والحشرات، ناهيك عن أنها كانت خلال تلك الفترة نادرة جداً وباهظة الثمن. وفي وقت لاحق، انتشرت في جميع أنحاء أوروبا باعتبارها حيوانات أليفة.
في العصور الوسطى، حصلت القطط على سمعة سيئة، إذ كان الناس يعتبرون أن القطط رفيقات الساحرات، وغالباً ما تستعمل الساحرات القطط ذات اللون الأسود في إعداد السحر. ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، رسخت في عقول الناس الخرافة التي تقول إن عبور قط أسود من أمام شخص ما يعني أنه سيتعرض للمتاعب قريباً جداً، إذ يعتقد الكثيرون أن القط الأسود مسكون بالشيطان.
إلا إنه في بعض الثقافات يعد جالباً للحظ، حيث ترمز القطط في التراث الشعبي الياباني للطالع الحسن، إذ يؤمن اليابانيون أنها جالبة للحظ السعيد، ويعتقدون أن التميمة اليابانية الشهيرة “مانيكي- نيكو”، تجلب حُسن الطالع لصاحبها، والذي يكون عادة في شكل نقود وفيرة.
من ناحية أخرى، في أوروبا في القرون الوسطى انتشر مرض الطاعون بكثرة، وكما هو معلوم ينتشر هذا المرض في المقام الأول بواسطة القوارض، التي تتجول في الشوارع والمدن والمنازل وتنشر المرض.
وعموماً، أينما توجد الفئران، توجد القطط، التي تأكل هذه الفئران وتسهم هي الأخرى في نقل عدوى هذا المرض الفتاك إلى الإنسان. ومن أجل تجنب مرض الطاعون صار من الضروري تجنب القطط، وكانت رؤية قط أسود في الشارع علامة للموت. ومن هذا المنطلق، تحول القط الأسود من رمز جالب للموت الأسود إلى رمز للشؤم.
كسر المرايا
يعود تاريخ وجود المرآة الأولى في تاريخ البشرية إلى قرون ضاربة في القدم. لطالما كان لدى الإنسان رغبة في رؤية انعكاس صورته منذ عصور قديمة جداً. وعلى هذا الأساس، وجدت المرايا في مصر القديمة وفي المملكة السومرية والهند والصين والمكسيك والبيرو وغيرها من الحضارات القديمة، وكانت تصنع بمواد مختلفة على غرار حجر السج، والبرونز، والفضة المصقولة والذهب، وكان للمرآة في معتقدات الحضارات القديمة خصائص سحرية.
ففي المعتقدات الصينية القديمة، توضع المرآة قرب الباب الرئيسي للمنزل حتى تعكس الأفكار السيئة على غرار الحسد وإخراج الطاقة السلبية في المباني كالسجون والمستشفيات ودور القمار. كما كانت المرآة توجد في منزل كل السحرة والعرافين، إذ كان يعتقد أن سطح المرآة يمكن أن يظهر صوراً من الماضي ومن المستقبل، بحسب صحيفة Argymenti Et Fakti الروسية
أما في أوروبا الوسطى، فكان النظر إلى المرآة غير مرغوب فيه، بل ممنوعاً، فقد كان يُعتقد أن الإنسان تلقَّى المرآة من الشيطان. ويذكر أنه تم إعلان امرأة على أنها ساحرة، وتم إحراقها فقط لأنه كان بحوزتها مرآة. وفي وقت لاحق، انتشر المعتقد الذي يفيد بأن المرآة المكسورة هي إنذار بقدوم المرض أو الموت.
وعلى الرغم مما تبدو عليه هذه الخرافة من عبثية، إلا أن المرآة المكسورة تتسبب في مشكلات حقاً، فقديماً كانت المرايا تصنع باستخدام الزئبق مما يعني أن أدنى ضرر على سطح المرآة قد يؤدي إلى تسرب بخار الزئبق، مما يتسبب في تسمم.
انتشار الملح
ما علاقة الملح بالشجار؟ تجدر الإشارة إلى أن هذه الخرافة لم تولد في أوروبا مثل سابقاتها، وإنما في روسيا في القرن السابع عشر. في ذلك الوقت، لم يكن يتم استخراج الملح في روسيا، لذلك كان يتم نقله من بلدان أخرى، وكان يكلف الدولة ضرائب وأموالاً طائلة. ويذكر أن الحكومة زادت في الضرائب المفروضة على تجارة الملح آنذاك، ما أدى إلى الزيادة في أسعاره.
وبناء على هذه المعطيات، وعلى الرغم من أن شراء الملح كان مكلفاً جداً، إلا أن التخلي عنه في ذاك الوقت كان صعباً أيضاً. ففي القرن السابع عشر، لم تكن هناك ثلاجات، ما يجعل الملح عنصراً ضرورياً في عملية الحفاظ على اللحوم والأسماك والخضراوات. وبالتالي، فإن عدم توفر الملح يهدد بالجوع.
فيما بعد، تحول الملح إلى أداة مهمة يتم استعمالها لمنع الشجار. والمثير للاهتمام أنه فيما مضى كان الأشخاص يعمدون إلى رش القليل من الملح على الكتف اليسرى لمنع حدوث أي مشاجرات أو مناوشات.
ومن وجهة نظر علم النفس، فإن أساس الإيمان بهذه الخرافات والمعتقدات هو فقدان الشعور بالأمان الداخلي. فإلى حد يومنا هذا، قد يغير المرء طريقه إذا ما مرّ قط أسود أمامه، وقد يتخلى عن خططه إذا ما التقى بامرأة تحمل دلواً فارغاً. وغالباً، يعتقد هؤلاء أنهم يحمون أنفسهم من أي متاعب مفترضة بالتصرف على ذاك النحو.
في المقابل، من الأفضل عدم التركيز على مثل هذه الخرافات، والبحث عن طرق أكثر فاعلية لحماية النفس. علاوة على ذلك، يجب أن يكون الإنسان دائماً على استعداد للتصرف وفقاً للظروف المحيطة به ومهما كانت سيئة.
ووفقاً لما ذكر آنفاً، للتخلص من الاعتماد على الخرافات والإيمان بها من المهم أن يعمل الفرد على تنمية الشعور بالأمان الداخلي. فعلى سبيل المثال، إذا رأى المرء قطاً أسود قبل اجتماع مهم، عليه أن يفكر في سبل النجاح بدلاً من الاستعداد نفسياً للفشل أو تلقي خبر سيئ، وبمرور الوقت سيتأكد لاحقاً أن هذه الأمور وهمية وتندرج ضمن الخرافات.
هاف بوست

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً