الأربعاء , أبريل 24 2024
قصة مسجد التكية السليمانية في دمشق

بناه سليمان القانوني بعد رؤيته للنبي في منامه.. قصة مسجد التكية السليمانية في دمشق!

في وسط العاصمة السوريّة دمشق، وتحديداً بالقرب من شارع البرامكة الشهير؛ يقع واحد من أشهر العمارات العثمانيّة في بلاد الشام، وهو جامع التكية السليمانية، الذي بناه السلطان العُثماني سليمان القانوني في عام 1554.

جامع التكية السليمانية في دمشق وقصة بنائه

قبل الخوض في تفاصيل بناء هذا الصرح الأثري، دعونا نتعرف بداية على معنى كلمة “تكيّة” المستخدمة في اسم هذا الجامع.

لغوياً فإنّ التكية من الفعل اتكأ، بمعنى استند. أما اصطلاحاً فهي مكان لممارسة العبادة وتنظيم حلقات الذكر، أو مكان يستضيف المسافرين، أو مكان لعابري السبيل، بصورة غير منتظمة وغير إجبارية، على عكس النظام الذي كان متبعاً في الخانقاه (المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة)، فالتكية ليست مدرسة وليست جامعاً، فهي مجرد استراحة صوفية يقيم فيها من شاء دون أية أعباء مادية.

قصة مسجد التكية السليمانية في دمشق
ويكبيديا/ جامع التكية السليمانية في دمشق

ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء التركية TRT فإنّ التكايا موجودة بمفهومها العامّ منذ العصر السلجوقي والأيوبي والمملوكي، وكان يطلق عليها “الخانقاوات”، لكنها ازدهرت وتوسعت بشكل كبير جداً في زمن الدولة العثمانية، فباتت إرثاً عثمانياً تاريخياً، ومبيتاً للمتصوفين والدراويش، وملجأً للفقراء والمحتاجين، وملاذاً للمسافرين والمقطوعين، وكانت تقدم الطعام والشراب للمحتاجين.

أما أشهر التكايا في تركيا فهي: خان المولوية، أو كما يطلق عليه خان غلطة في منطقة غلطة بإسطنبول، وهي أول تكية أُنشئت في المدينة عام 1491، وتكية النقشبندية الأوزبكية، وتكية حسيريزاد، وتكية عيني بابا، وتكية التربة خانة، وتكية مولوية في قونيا التي تحتوي على قبر جلال الدين الرومي، والتكية السليمانية في إسطنبول، التي تشبه بشكل كبير التكية السليمانية في دمشق.

أما بالنسبة للتكية السليمانية في دمشق؛ فهي عبارة عن بناء يضم مسجد التكية ومتحفاً وسوقاً للمِهن اليدوية ومدرسة.

التكية السليمانية في دمشق أقيمت على يد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي أمر ببنائها في عام 1554، في مكان موضع القصر الأبلق، وهو قصر الظاهر بيبرس الذي هدمه تيمورلنك عند دخول المدينة، فيما انتهى بناؤها بشكل كامل في عام 1559.

أما المهندس الذي أشرف على بنائها فهو التركي الشهير معمار سنان، إلى جانب مشاركة المهندس الدمشقي شهاب الدين أحمد بن العطار.

ووفقاً لما ذكره موقع Islam Story فإن بناء مسجد التكية السليمانية في دمشق يرتبط ببناء مسجد السليمانية في قسطنطينية (إسطنبول)؛ إذ يُحكى أن السلطان سليمان القانوني رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، في بستانه في المنام، فأشار إليه بتعمير المسجد، وأراه المكان، وعندما أفاق بدأ فوراً بتعمير التكية السليمانية في دمشق.

وقد جعل موقع جامع التكية السليمانية المتميز، وسط طريق تجارية طويلة، محطةً للقادمين من آسيا إلى شبه الجزيرة العربية.

وحتى أواخر الستينيات كانت قوافل الحجاج الأتراك القادمين براً تتوقف قرب التكية في الذهاب والإياب لزيارة قبور السلاطين العثمانيين المدفونين فيها، وكانوا يرون أن زيارة دمشق من متممات الحج، ويطلق عليها شام شريف.

في حين قامت وزارة السياحية في الحكومة، عقب بدء الثورة السورية، بإغلاق عدّة غرف في التكية السليمانية، ومنها غرف تؤدي إلى قبر السلطان محمد السادس.

وصف جامع التكية السليمانية في دمشق

ووفقاً لما ذكره موقع Islamic Art، فقد جاء شكل التكية السليمانية كما رسمه المعمار سنان على قسمين: هما التكية الكبرى، وتسمى العمارة الغربية، وتتألف من مسجد ومدرسة، والتكية الصغرى، وتسمى العمارة الشرقية، وهي ما يطلق عليه بعض الناس اسم التكية السليمية خطأً، وتتألف من حرم للصلاة، وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها قباب متعددة، وتبلغ مساحة التكية الإجمالية نحو 11 ألف متر مربع.

أما بالنسبة لجامع التكية السليمانية فيقع في منتصف القسم القبلي، أي الجنوبي من الصحن، وهو مربع الشكل طول ضلعه 16 متراً، ويتقدمه رواقان، ومئذنتان توأمان، وعلى جانبي الفسحة السماوية للمسجد يتموضع صف من الغرف الصغيرة.

ويكبيديا/ التكية السليمانية في دمشق أقيمت على يد السلطان العثماني سليمان القانوني

في حين يواجه الجامع التكية، حيث تتموضع حجرتا طعام على طول الجدارين الشرقي والغربي، وكل منهما مغطى بأربع عشرة قبة.

أما واجهات الحرم من الخارج فهي مؤلفة من مداميك من الحجر الأبيض والأسود بشكل متناوب.

أما قبور ومدافن بعض السلاطين العثمانيين وعائلاتهم؛ فلا تزال قائمة إلى الآن، وتستقبل زوارها من المسؤولين الأتراك وعائلات السلاطين المدفونين فيها، وهي في القسم الجنوبي وعلى طرفي المسجد الرئيس.

عربي بوست

اقرأ أيضا: لماذا الرقم سبعة في 7up؟ وماذا تعني “بيبسي”؟ و من هو “ستاربكس”؟ وراء كل اسم قصة!