السبت , أبريل 20 2024
ييب مان مدرب بروس لي معلم فنون الدفاع

قصة «ييب مان».. معلم فنون الدفاع عن النفس الذي جعل من «بروس لي» أسطورة

الرجل الذي عُرف أيضًا باسم آيبي مان، كان ييب مان مدرسًا مشهورًا لفنون الدفاع عن النفس الصينية «وينج تشون»، وكان بروس لي أفضل تلاميذه.

شام تايمز

نشر موقع «أول ذاتس إنتررستنج» (All That’s Interesting) مقالًا لماركو مارجريتوف، الذي يغطي كل شيء من السينما إلى التمويل إلى التكنولوجيا، حول حياة ييب مان الذي درَّب بروس لي، وما عاناه من متاعب في حياته حتى نهايتها مصابًا بسرطان الحنجرة في 1972.

شام تايمز

في مطلع مقاله، ينوِّه الكاتب إلى أن حياة معلم فنون الدفاع عن النفس ييب مان كانت رحلة بطل صيني مليئة بتقلباتٍ مذهلة استمرت لعقود، ومن ضابط شرطة ولاجئ إلى عائل أسرة ومعلم كونغ فو، كانت حياته مليئة باللكمات؛ غير أن أبرز ما في الأمر هو أنه لم يُعلِّم سوى بروس لي كلَّ ما كان يعرفه.

وبصفته المعلم الأكبر لفنون وينج تشون (فن القتال الصيني التقليدي)، عمَّمَ ييب مان (يُشار إليه أحيانًا باسم آيبي مان) فنون الدفاع عن النفس التي جرى تهميشها بهدوء لعدة قرون، لقد تعلم كيفية السيطرة على مزاجه أثناء القتال قبل مدة طويلة من بلوغ بروس لي سن الرشد، كان ييب مان هو من علَّم بروس لي أن يهدأ من عقله و«أن يكون مثل الماء» – جملة لي الشهيرة في لقاءاته – قبل أن يصبح نجمًا في هوليوود.

كما جرى تصويره في سلسلة أفلام آيبي مان التي تؤرخ لحياته، لكن إرث ييب مان يكاد يكون غير قابل للقياس؛ لقد قدَّم أجيالًا بأكملها إلى المسعى المستمر مدى الحياة الذي يغرس في نفوسهم نظامًا لن يتجاهلوه أبدًا، ولأن شخصيته كانت مقسَّمة بالتساوي بين الفيلسوف والمحارب، فقد كان الكونج فو متجسدًا، وقدَّم للعالم بروس لي.

ييب مان الحقيقي

ولد آيبي كاي مان (Ip Kai-man) في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 1893، في مدينة فوشان الصاخبة بمقاطعة جوانجدونج الصينية؛ كان ييب مان، الذي نشأ في أحضان أبوين من الأثرياء، هو الثالث من بين أربعة أطفال، ومع أخيه الأكبر آيبي كاي جاك، وأخته الكبرى آيبي وان مي، وشقيقه الأصغر آيبي وان- هوم، تلقى تعليمًا صينيًّا تقليديًّا.

ومن وجهة نظر الوالدين آيبي أوي-دور وإن جي شوي، كان من الضروري غرس الانضباط والاكتفاء الذاتي الخاص بالوينج تشون في أطفالهم، وبعد كل شيء، كانوا من سكان جنوب الصين؛ ولذلك، كانوا يعيشون في المكان الذي ولد فيه هذا الفن القتالي وتطور قبل أكثر من 300 عام.

واعتمادًا على المصدر، كان ييب مان يبلغ من العمر 9 أو 13 عامًا عندما أعطاه تشان واه شون درسه الأول، وكان تشان تلميذ المعلم الكبير ليونج جان، والذي كان قد بدأ مؤخرًا فقط في تعليم طلابه؛ لقد قام بشحن ييب مان بجرأة على أمل أن يغادر مسقط رأسه؛ وفي النهاية، غادر يب مان فقط لتعزيز تعليمه.

وفي عام 1909، انتقل ييب مان إلى هونج كونج للالتحاق بكلية سانت ستيفن، وفي هذه المدرسة الثانوية لطلاب النخبة والأثرياء الدوليين في الصين، قدَّمه أحد زملائه إلى ليونج بيك – وهو معجزة في الكونغ فو – ولأن ييب مان لم يهزم وكان مراهقًا واثقًا من نفسه في ذلك الوقت، فقد تحدى بيك لخوض القتال.

وعندما تغلَّب عليه بيك مرتين على التوالي، هُزم ييب مان البالغ من العمر 16 عامًا لدرجة أنه تعهد بعدم التحدث عن الكونغ فو مرةً أخرى؛ ومع ذلك، أعجب بيك بمهاراته وكشف أنه ابن ليونغ جان؛ الذي درب معلم ييب مان السابق، ولشعوره بالانتعاش والنشاط، درس ييب مان تحت إشراف بيك حتى عام 1916.

وعندما كان في الرابعة والعشرين من عمره، عاد ييب مان إلى موطنه الأصلي ليصبح ضابط شرطة في الحكومة الوطنية لجمهورية الصين وأعطى دروسًا خاصة في الوينج تشون، والتقى بزوجته شيونج وينج سينج وأنجبا أربعة أطفال، وبينما دافع بشجاعة عن الصين في الحرب الصينية اليابانية الثانية، اضطر إلى الهروب من البر الرئيسي عندما تولى الحزب الشيوعي زمام الأمور في عام 1949.

صعود المعلم الكبير آيبي

يلفت الكاتب إلى أن هروب ييب مان كان على عجلٍ إلى هونج كونج البريطانية آنذاك؛ يعني ترك عائلته وأصوله في فوشان، وبغض النظر عن الذهب الذي كان يحمله معه، فقد جرى إنفاقه أو سرقته بالخداع والاحتيال في الطريق.

وكان ييب مان ممتنًا للغاية نظرًا لحصوله على مأوى في قاعة نقابة عمال المطاعم؛ غير أن الأسطورة تقول إنه لم يسعه إلا أن يضحك عندما كان معلم الكونج فو ليونج شيونج يعلم طلابه الكونج فو، ولأن المعلم صار غاضبًا من عدم الاحترام، فقد تحدى ييب مان للقتال، والذي فاز به بسهولة المُسن الذي يبدو غريبًا بلا مأوى.

قال ييب مان: «كل ما تفعله هو أن تجعل طلابك يلكمون الهواء، لكن الهواء لا يرد الضرب، ماذا يحدث عندما تواجه عدوًا سيلكمك؟ إذا كنت ستمارس الكونغ فو، فعليك أن تفعل ذلك بجدية، أو لا تفعله على الإطلاق».

وبعد أن طرح شيونج الذي يبلغ وزنه 200 رطل أرضًا خارج الغرفة، قلب ييب مان الطاولات، وكان ذلك اليوم من عام 1952 هو الذي جعله رسميًّا رئيسًا لمدرسة فنون الدفاع عن النفس الوليدة آنذاك، وجعل شيونج نفسه تلميذًا، ووفقًا لواحدٍ آخر من طلابه الأوائل، واسمه ويليام تشيونغ، كان ييب مان مدرسًا لطيفًا.

ييب مان مدرب بروس لي .. معلم فنون الدفاع
ييب مان بين تلاميذه

وقال تشيونج: «كان لدى ييب مان حس دعابة جيد جدًّا، وكان يحب أن يعطي طلابه ألقابًا ويستغرق وقتًا طويلًا ليحلم بهذه الألقاب؛ مثل وونج شون ليونج الذي حمل لقب وون تشينج ليونج، والذي يعني أنه مثل الثور، كنت أنا أحمل لقب (الولد الكبير المتين). وكان بروس يُلقب بـ (المغرور».

وطُلب من ييب مان في النهاية مغادرة ماكاو؛ لأن فصوله أصبحت كبيرة جدًّا واستفاد منها عدد كبير جدًّا من الأعضاء غير النقابيين، وافتتح مدرسته الخاصة في كولون، في هونج كونج، حيث التقى بروس لي في عام 1956. وكان الشاب البالغ من العمر 16 عامًا قد خسر مؤخرًا معركة أمام أعضاء عصابة منافسة وكان حريصًا على صقل مهاراته.

الرجل الذي درَّب بروس لي

يشترك ييب مان وبروس لي في شغفها بالنكات العملية، وشمل ذلك السجال بقبضات اليد المغطاة ببودرة الحكة أو استخدام هزاز المصافحة مع الطلاب الساذجين، والأهم من ذلك كله، بالطبع، هو أن لي نما من ممارس متواضع ​​المستوى إلى أكثر طلاب ييب مان كفاءة، وتذكَّر باعتزاز دروسه في عام 1961 قائلًا:

«كان معلمي، البروفيسور ييب مان، رئيس مدرسة وينج تشون، يأتي إلي ويقول: استرخِ وهدِّئ عقلك. انسَ نفسك وتتبَّع حركة خصمك؛ دع عقلك، الواقع الأساسي، يقوم بالحركة المضادة دون أي تدخلٍ من التفكير والروية، قبل كل شيء، تعلم فن الانفصال فكريًّا عن الواقع».

وبينما ازدهرت حياته المهنية، شابتْ المآسي حياته الشخصية، وتوفيت زوجة ييب مان وحيدةً في الصين عام 1960 بسبب إغلاق الحدود مع هونج كونج، وتزوج مرةً أخرى، لتتوفى زوجته الثانية بسبب السرطان في عام 1968. ولأن ييب مان أدمن على تعاطي الأفيون، طُرِد في النهاية من منزله الذي تحول إلى المدرسة.

واختتم الكاتب مقاله بالقول: تسبَّبت شهرة بروس لي المتزايدة في اكتساب ييب مان لعدد أكبر من العملاء ووجد صالة وينج تشون في الاتحاد الرياضي في عام 1967، ولكن ييب مان توفى بسبب سرطان الحنجرة في 2 ديسمبر (كانون الأول) 1972 – قبل سبعة أشهر فقط من وفاة بروس لي – بعد رد فعل قاتل تجاه العلاج.

ساسة بوست

اقرأ أيضا: انظر واكتشف.. هل أنت شخص خجول أم واثق من نفسك أم عنيد

شام تايمز
شام تايمز