الجمعة , مارس 29 2024
معلومات قد تفاجئك عن حياة محمد بن زايد البسيطة

محبوب ومتواضع ولا يعيش حياة البذخ… معلومات قد تفاجئك عن حياة محمد بن زايد البسيطة

احتل اسم الشيخ محمد بن زايد (61 عاما)، صدارة قوائم محركات البحث، بعدما انتُخب بالإجماع رئيسا للإمارات خلفا لأخيه غير الشقيق، الشيخ خليفة بن زايد رئيس الإمارات الذي توفي يوم الجمعة.

شام تايمز

البحث عن حياة الشيخ محمد سيقودك إلى معلومات قليلة لا تشبع فضول الساعين إلى معرفة الكثير عن ذلك الرجل الكثير الصمت، الذي وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في مذكراته بأنه الزعيم “الأكثر دهاء” في الخليج.

شام تايمز

يصفه مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، يخدم حاليا في إدارة الرئيس جو بايدن، بأنه قائد استراتيجي يضفي على المناقشات منظورا تاريخيا.

يقول المسؤول: “يتحدث ليس فقط عن الحاضر، بل يعود لسنوات ولعقود وفي بعض الأحيان يتحدث عن التوجهات على مر الزمن”.

درس الشيخ محمد العلوم العسكرية في كلية “ساند هيرست” البريطانية، حيث تلقى تدريبه في أسلحة المدرعات، والطيران التكتيكي والعمودي “الهليكوبتر” وحصل على دورات في إمارة الشارقة، ومصر، لذا فهو شخصية شديدة الانضباط.

بعد التخرج، عمل الشيخ محمد كضابط في الحرس الأميري، وترقَّى ليصبح في صفوف قوات النخبة ثم كطيار مقاتل، تعلَّم من كل ذلك سرعة قرار الحياة والموت.

الشيخ محمد بن زايد متزوج من الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ولديهما أربعة أولاد وخمس بنات، هم: مريم، خالد، شمسة، دياب، حمدان، فاطمة (على اسم والدته)، شما، زايد (على اسم والده)، وحصة. ونقطة ضعفه هي التعلق الكبير بأحفاده الذين يحرص على إعطائهم أكبر قدر من الرعاية والحنان.

الشيخ محمد مشجّع لكرة القدم ويترأس ناديا محليا في مدينة العين التي يتحدّر منها والده، وهي ثاني أكبر مدينة في إمارة أبوظبي، كما شوهد وهو يقود دراجته في العاصمة مرتديا سروالا قصيرا ومعتمرا خوذة.

من أفواه من تعاملوا معه، يمكنك أن تسبر أغوار شخصية الشيخ محمد، فقد وصفه وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش الذي عمل بشكل لصيق لسنوات طويلة معه بأنه “رجل لا يعرف البذخ في حياته، ويميل إلى البساطة في كل شيء، رغم أنه قادر على أن يعيش حياة أسطورية”.

ويقول قرقاش الذي يعمل حاليا مستشارا رئاسيا “انظر إلى الرجل كيف يعيش، فهو لا يعيش في قصور فاخرة، ولا يمتلك أي يخت، أو يقتني سيارات فارهة، ويرتدي ساعة يد أقل من عادية”.

أما الإعلامي المصري البارز عماد الدين أديب، فقد كتب سابقا في مقال في موقع “الوطن” المصري، عن أول لقاء جمعه بالشيخ محمد، قائلا: “منذ اللقاء الأول مع الشيخ محمد بن زايد انفتحت أمامي رؤية طبيعة شخصيته”.

يقول أديب: “كان اللقاء الأول منذ 21 عاماً بترتيب خاص من الصديق العزيز الشيخ عبد الله بن زايد، الذى كان وقتها يتولى حقيبة الإعلام في دولة الإمارات”.

كان اللقاء دعوة كريمة على الغداء في مطعم الأسماك الشهير في فندق إنتركونتننتال أبوظبي، يومها فاجأني الشيخ عبد الله “بعد دقائق سوف ينضم إلينا سمو الشيخ محمد، إنها فرصة لك حتى تتعرف على حقيقة هذا الرجل، الإنسان. إنه شخصية استثنائية”.

كانت المائدة عامرة بالطعام وبالضيوف الذين كانوا يصلون تباعاً، وكنا نرى وصولهم من خلف زجاج المطعم، وفى الحقيقة لم أكن -وقتها- أعرف ملامح الشيخ محمد الذي كان ظهوره محدوداً، يقول الإعلامي المصري البارز.

بدأ تقديم الطعام تباعا، وبعد مرور بعض الوقت همست في أذن الشيخ عبد الله: “يبدو أن مشاغل الشيخ محمد الكثيرة منعته من مشاركتنا الغداء”، فضحك الشيخ عبد الله واقترب منِّي: “يا سيدي، الشيخ محمد هو الذي يجلس بجانبك على اليسار كتفاً بكتف”.

يقول أديب: “أُصبت بالذهول، فالرجل جاء في سيارة يابانية عادية، أشار في هدوء للجالسين بعدم الوقوف أثناء الطعام، صافحني وقال في صوت خفيض: أهلاً أستاذ، معاك محمد”. لذلك لم أفهم لحظتها أن هذا الرجل هو “القائد القوي لإمارة أبوظبي، والمؤثر سياسيا وعسكريا في ملفات دولة الإمارات”.

كانت الصورة المعتادة لكبار الشخصيات في عالمنا العربي أن يتحرك بمواكب مصاحبة، مجموعة مرافقين من السكرتارية ورجال الأمن، ويجلس على رأس مائدة الطعام، ويعامل بشكل فيه تبجيل وإكبار بشكل استثنائي، يتعجب أديب.

قال لي الشيخ عبد الله: “هكذا الشيخ محمد دائما شديد البساطة إنسانيا رغم كل ما منحه الله من قدرات في شؤون الحكم والإدارة”.

بحسب الوزير قرقاش، فإن “تفكير محمد بن زايد يعتمد فى كثير من الأحيان على المخاطرة المحسوبة، لأنه لا يفكر ولا يحلم بشكل محدود، فعندما يريد تطوير أو تحديث أي شأن محلي في الإمارات ينظر إلى أعلى المعايير الدولية والنماذج المتقدمة للغاية ويبدأ منها، ويسعى إلى أن تكون الإمارات متميزة فيها وتكون لديها أعلى درجات الجودة”.

ولكن ماذا عن مستوى التعامل الإنساني مع أصدقائه وزملائه؟

يقول قرقاش: “لدى الشيخ محمد صبر شديد مع الأصدقاء والحلفاء بعدما يكونون قد اكتسبوا الثقة، لذلك إذا أعطى الثقة عن تجربة لا يفرط فيها، لأنه يتسم بصفة الوفاء وعدم التخلى عن الأصدقاء والحلفاء”.

ويؤكد أديب: “الرجل لا يمكن له أن يضحى بحلفائه معها كانت المصاعب والتحديات، وذلك لتركيبة الوفاء الإنسانى ولحسن اختياراته الاستراتيجية فى التحالف مع مصر والسعودية اللتين يرى -وطنياً- أنه لا بديل عن تحالف بلاده معهما”.

محمد بن زايد يؤمن بأن الفراغ الاستراتيجي خطر على دول المنطقة، وإن لم تملأه دولة عربية معتدلة سوف تملأه قوى غير عربية ذات أهداف شرير، بحسب أديب.

مفتاح شخصية محمد بن زايد -بحسب أديب- أنه رجل استراتيجي يعشق وطنه، محب لعروبته، وفيّ لأصدقائه وحلفائه، قوي، جادّ، صارم ضد أعدائه الذين يبادرون بالإضرار بمصالح وطنه.

لم يعد الشيخ محمد بن زايد بشىء لشعبه أو حلفائه فى المنطقة أو القوى العالمية إلا والتزم التزاماً حرفياً وكاملاً بما وعد.

ويقول أديب: قال لي الدكتور أنور قرقاش “يكرر الشيخ محمد علينا دائماً: لا تعِدوا بشيء لن تستطيعوا تنفيذه، فالمصداقية يجب أن تكون دائماً هي صفة القرارات في هذه الدولة”.

ويُنظر إلى الشيخ محمد في الداخل باعتباره رائدا للتحديث، كما يعتبره العديد من الدبلوماسيين رجلا محبوبا من شعبه يتمتع بشخصية جذابة، وقد روج بإصرار لأبوظبي، التي تحوز الثروة النفطية الإماراتية، من خلال تحفيز التنمية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.

وبصفته نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يُنسب إليه الفضل في تحويل الجيش الإماراتي إلى واحد من أكثر القوات المسلحة فاعلية في العالم العربي، وذلك وفقا لخبراء يقولون إنه أسس الخدمة العسكرية لغرس الوطنية بين السكان الأثرياء.

وقال مصدر مقرب من الشيخ محمد “إنه لا يحب المراوغة … يريد أن يعرف ما الذي لا يعمل بشكل جيد، وليس فقط ما الذي يعمل”.

أكثر ما يهم الشيخ محمد هو استقرار بلاده، لذا لم يتردد لحظة في إظهار العداء لجماعة “الإخوان المسلمين” التي اتهمها بالخيانة بعد أن آوت أعضاء مضطهدين في مصر في الستينيات وذلك بأن سعوا من أجل التغيير في البلدان المضيفة لهم.

وعلى الرغم من أنه يقول إنه انجذب إلى أيديولوجيتهم الإسلامية في صغره، إلا أن الشيخ محمد بن زايد صوّر جماعة الإخوان باعتبارها أحد أخطر التهديدات للاستقرار في الشرق الأوسط.

وبشكل عام، زاد ارتياب الشيخ محمد في الإسلاميين بعد عام 2001، عندما كان اثنان من مواطنيه من بين الخاطفين التسعة عشر الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة.

وذكر موقع ويكيليكس أن الشيخ محمد قال في اجتماع في عام 2007 مع مسؤولين أمريكيين: “أنا عربي ومسلم وأُصلي. وفي السبعينيات وأوائل الثمانينيات كنت واحدا منهم. أعتقد أن هؤلاء الرجال لديهم أجندة”.

يقول دبلوماسي لوكالة “رويترز”: “نظر حوله ورأى أن كثيرا من جيل الشباب في المنطقة منجذبون بشدة لشعار أسامة بن لادن المناهض للغرب. وكما قال لي ذات مرة: إذا كان بإمكانهم فعل ذلك بكم، فيمكنهم فعله بنا”.

اقرأ أيضا: جبران باسيل يتهم جعجع بـ”العمالة لإسرائيل”

شام تايمز
شام تايمز