الخميس , أبريل 25 2024
تساؤلات عن خيارات بوتين ومفاجآته!

تساؤلات عن خيارات بوتين ومفاجآته!

تساؤلات عن خيارات بوتين ومفاجآته!

يبدو أن العالم بات في قبضة المجهول، بعد تصاعد حدة المواجهات بين روسيا من جهة، وأمريكا وحلفائها من جهة ثانية.

المواجهة بلغت ذروتها بالطلب الأخير الذي تقدمت به دولة فنلندا للانضمام للناتو، مع توقع خطوة مماثلة من السويد، وهو الأمر الذي يرجح معه خبراء السياسة والعسكرية ألا يقبل به الرئيس الروسي، ويعتبره خطا أحمر.

السؤال الذي فرض نفسه: ما هي السيناريوهات المتوقعة في قادم الأيام؟ وما هي خيارات بوتين ومفاجآته؟!

السفير محمد مرسي وصف طلب فنلندا الانضمام للناتو بأنه يوم تاريخي،لافتا إلى أن منظومة الأمن والدفاع الأوروبي وفلسفتها تغيرت بالكامل الآن.

وتساءل مرسي قائلا: هل اقتربنا من حافة الهاوية ؟ وبالتالي اقترب موعد السقوط فيها أو الجلوس على طاولة المفاوضات الحقيقية؟

أم أننا بصدد حرب استنزاف عالمية طويلة الأمد منهكة لأطرافها ومدمّرة للدول الرخوة الضعيفة في كل قارات العالم؟
وخلص السفير مرسي إلى أن الأمر المؤكد أن الحالمين بسقوط بوتن الديكتاتوري وانتصار أمريكا الديمقراطية وحاملة لواء الحرية وحقوق الإنسان وكذا الحالمون بنظام عالمي جديد تتغير فيه مراكز قيادته ، وتتعدد أقطابه وتضعف فيه الهيمنة الأمريكية الظالمة علي مقاليد أمور الكوكب، سيظلون متمسكين بأحلامهم، متحمسين لتفسير كل حدث أو تطور جديد بما يخدم أمانيهم.

الأكاديمي المصري د.عاطف معتمد قال إنفنلندا دولة صغيرة السكان ( أقل من ٦ ملايين نسمة) وتبلغ نحو نصف مساحة أوكرانيا؛ لكنها لو انضمت إلى حلف الناتو خوفاً من مصير الحرب في أوكرانيا سيكسب الناتو وضع طائراته وأسلحته المتقدمة بطول ما يزيد عن 1300 كم مهددا جبهة المحيط المتجمد الشمالي وعلى مرمى حجر من العاصمة الروسية القديمة “سان بطرسبرغ”.
وأضاف معتمد أنه لو حدث هذا فهذه ستكون خسارة كبيرة لروسيا على المستوى الجيوسياسي وروسيا تعرف ذلك.
وأردف قائلا: ولن يمر الأمر بسهولة.

الحسابات الخاطئة

برأي البعض فإنه لم يكن في حسابات أو توقعات بوتين أن تؤدي محاولته (تأديبه) اوكرانيا الى مخاوف لدى الجيران تخرجهم من حيادهم ويقدمهم على طبق من ذهب للناتو، وان يضع الناتو عند حدود جديدة لبلاده.
آخرون يؤكدون أنه مازالت هذه الحرب حبلى بالمزيد من النتائج خارج الحسابات سواء لروسيا او الناتو.

لتوانيا واستوانيا ولاتفيا

في ذات السياق تساءل نشطاء عن وضع لتوانيا واستونيا ولاتفيا الواقعة على الحدود مع روسيا والتابعين للناتو؟

خيارات بوتين

برأي اللواء دكتور سمير فرج فإن روسيا ورئيسها بوتين يتفهمون الموقف تمامًا، ويعلمون أن هدف أمريكا هو إطالة زمن الحرب لاستنزاف الاقتصاد الروسى، مشيرا إلى أن بوتين يعمل حاليا على سرعة الاستيلاء على إقليم دونباس، والاستيلاء على ميناء أوديسا، ليحرم أوكرانيا من موانئها على بحر آزوف والبحر الأسود، وهى ضربة قوية للغاية، بعدها من المنتظر لبوتين أن يوقف القتال ويبدأ فى التفاوض مع أوكرانيا وهو فى موقف قوى للغاية، حيث تكون

مطالب بوتين الخمسة هى: (ضمان حياد أوكرانيا، وثانيًا تعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف الناتو وأى حلف عسكرى مع الغرب، وثالثًا عدم امتلاك أوكرانيا السلاح النووى، ورابعًا اعتراف أوكرانيا بحق روسيا فى شبه جزيرة القرم، وخامسًا اعتراف أوكرانيا باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك).

وقال فرج إن هذه الشروط الخمسة لبوتين سيطالب الرئيس الأوكرانى بأن يوقع عليها، مشيرا إلى أن السؤال هنا: هل ستوافق أوكرانيا على ذلك؟.. وبالتالى هل ستسمح الولايات المتحدة بقبول أوكرانيا هذه المطالب وتوقف القتال؟!.

السيناريوهات المرعبة

برأي البعض فإن التحليلات العسكرية السياسية تشير إلى أننا أمام نقطة تحول سلبية غاية في الخطورة ستخرج الحرب عن نطاق السيطرة و تتوارى السيناريوهات السيئة الأفضل نسبيا إلى سيناريوهات أسوأ و أكثر رعبا.

خبراء يستبعدون أن بوتين سوف يتجاهل أو يسكت تجاه تلك الخطوة التصعيدية،ليس بسبب الإيجو الذي يقود للأسف جزءا كبيرا من القرارت الخاطئة في الأزمة،بل بسبب أن فنلندا تحديدا ثم السويد ودخولهما في حلف الناتو يشكل تهديدا أكثر خطورة بشكل مباشر من أوكرانيا على الأرض،لتحكمها في بحر البلطيق و لامتداد حدودها مع روسيا،لذلك إذا لم تنجح روسيا في ردعهما بالترغيب أو الترهيب، سيصبح التدخل العسكري للأسف في جبهة جديدة أكثر خطورة حتميا. و لو وافق الناتو على الدخول بالفعل بتلك السرعة ، فنحن نتحدث الآن عن مواجهة عسكرية مباشرة مع الناتو!

آخرون خلصوا إلى أن ما يحدث يعد تسريعا بالضغط في اتجاه تصدع الآلة العسكرية الروسية المتعثرة في أوكرانيا أصلا و قد يضطر بوتين إلى إعلان التعبئة العامة لتصبح حربا شاملة.

على الجانب الآخر يرى البعض أن ذلك سيصعّب أيضا على الناتو أو بمعنى أوضح أمريكا الاستمرار في سياسة اضرام النار السلبي “أنا أشجع على إضرام النيران لكن دون المشاركة بطلقة!” أي أن أمريكا تلعب بالنيران للإسراع بالتخلص من بوتين و لو على حساب التهديد بحرب عالمية ثالثة أو مواجهة نووية!

رأي اليوم- محمود القيعي

اقرأ ايضاً:فلسطينيو الشتات يجتمعون في سوريا