السبت , أبريل 20 2024

عاد إلى الحياة.. لماذا بكى جوزيه مورينيو؟

عاد إلى الحياة.. لماذا بكى جوزيه مورينيو؟

شام تايمز

يبحث الرياضيون دائماً عن النجاح والصعود إلى منصات التتويج. يبكون في هذه اللحظات، ويبكون أيضاً في لحظات الفشل والخسارة، لكن السقوط يشكّل حافزاً لهم للنهوض والعودة من جديد. وعند الوصول إلى حافة المجد وتخطيها، يذرفون الدموع فرحاً.

شام تايمز

عظماء في تاريخ الرياضة كانت دموعهم انعكاساً لكلِّ الصعوبات التي مروا بها من أجل تحقيق الألقاب. في ليلة نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، البطولة المستحدثة في أوروبا، والتي انطلق موسمها الأول في 2021-2022، انتصر روما، وحقق لقباً هو اللقب الأوروبي الأول، لكنه الخامس لمدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي ذرف الدموع مرتين، بعد الانتصار في النهائي، وبعد التأهل إلى النهائي على حساب ليستر سيتي الإنكليزي، ولكن السؤال: لماذا بكى مورينيو؟

ربما بكى مورينيو لأنه مرّ بسنوات صعبة جداً، من تسيّد أوروبا مع إنتر ميلانو في العام 2010، إلى واحد من أهم المدربين المنافسين في العالم مع ريال مدريد، وقبله تشيلسي وبورتو، إلى مدرب يُلام على الرغم من أنه حقق 3 ألقاب مع مانشستر يونايتد، من بينها الدوري الأوروبي، وحقق المركز الثاني في ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز، إلى مدرب “بائس” يعاني في توتنهام، أقيل من تدريب “السبيرز”.

بدا مورينيو كأنه أراد القول بدموعه إنه ما زال متعطشاً إلى المنافسة وتحقيق الألقاب، لأنه يريد إثبات وجوده بين الكبار. لا شك أن في داخله شرارة تحفزه على محاولة أخذ روما أبعد من دوري المؤتمر الأوروبي، وليس سهلاً أن تلعب 5 نهائيات أوروبية وتفوز فيها.

مورينيو لم يخسر رغبته في المنافسة. بكى لأنه عاش الكثير من الضغوطات. الرجل “السليط” في مواجهة الإعلام هو إنسان مثل كل البشر في النهاية. مورينيو لا يحب الفشل، ولنقل الحقيقة: “النجاح يليق بالسبيشل وان”.

بعد مباراة نصف النهائي وبكائه بعد التأهل، قال جوزيه: ” بكيت لأن مشاعري كانت مع كل من يحبّ هذا النادي. كان من حسن حظي أنني خضت نهائيات أكثر أهمية من ذلك، لكن من حيث الطريقة التي صنعنا بها هذه الأجواء العائلية هنا، فالأمر يجعلني أشعر بأنني مميز”.
مورينيو في روما ولد من جديد

اختار مورينيو روما بحثاً عن القليل من الهدوء. أراد الابتعاد عن كلّ الضغوطات في إنكلترا، لكن الكاميرا تحبّه والأخبار تلاحقه. في العاصمة الإيطالية، الأمور كانت أكثر هدوءاً، فالبيئة هناك جاهزة ليعمل جوزيه على بناء فريق من دون توترات، حتى إنه خفف من أجوبته “اللاذعة” في المؤتمرات الصحافية، وحاول كسب قلوب لاعبيه، ليعود إلى الواجهة من جديد، وهذا ما حدث بعد تتويجه ببطولة لم تكبر قيمتها بعد، وخصوصاً أنها بطولة جديدة (UEFA Europa Conference League). وبعيداً عن أهميتها، نسبة كبيرة تغنّت بمورينيو الـ”Special One”. احتل وسائل التواصل، وكأن الجميع يحبه من خصومه ومن جماهير ناديه وجماهيره.

منذ اليوم الأول في روما، عرف مورينيو أن الأمور تحتاج إلى بعض الوقت. انطلاقته في الدوري الإيطالي كانت جيدة وواعدة، لكنَّ النتائج تراجعت. لذلك، حوّل مورينيو أنظاره إلى نجاح أوروبي، ولو كان بسيطاً. وعلى الرغم من ذلك، ضمن المقعد المؤهل إلى الدوري الأوروبي من دون الاعتماد على التتويج أوروبياً، إذ أنهى الموسم في المركز السادس.

ومع المستوى المتواضع للأندية المشاركة في البطولة الأوروبية الحديثة، ربما فكر مورينيو في أن بعض الانضباط والقدرة على تنظيم الصفوف سيكون مناسباً لحصد اللقب، وهو ما تحقق في نهاية المطاف.

لكنَّ التتويج الأوروبي مع روما فتح صفحة جديدة في تاريخ المدرب البرتغالي. مورينيو خاض 5 نهائيات أوروبية فاز فيها جميعها، وأصبح أول مدرب يحقق ألقاباً أوروبية مع 4 أندية مختلفة.

توّج مورينيو مع بورتو بلقب دوري أبطال أوروبا من أول مشاركة له في البطولة، وتوج مع أيضاً مع الفريق نفسه بلقب الدوري الأوروبي من أول مشاركة له في البطولة. حصد مورينيو لقب دوري الأبطال مرتين، ولقب الدوري الأوروبي مرتين، واختتم ألقابه بتحقيق 5/5 بقيادة روما إلى اللقب التاريخي.

لا يخطّط المدرب البرتغالي للرحيل عن روما، ويتطلع إلى الموسم المقبل مع الفريق. وقال: “أنا باقٍ من دون أدنى شكّ، حتى لو ظهرت بعض التكهنات، فأنا أريد البقاء مع روما. يجب أن نفهم ماذا يريد ملّاك النادي، وهم رائعون. يمكننا بناء مشروع قوي بأشخاص محترفين حقاً”.

وأضاف: “أشعر بالانتماء إلى روما، لكن ربما يكون هذا أسلوبي في العمل. أنا مشجع لبورتو وإنتر وتشيلسي وأعشق ريال مدريد. الآن، أنا مشجع لروما. أنتمي إلى كل هذه الأندية، لأننا قضينا وقتاً معاً”.

حسن عطية / الميادين

شام تايمز
شام تايمز