السبت , نوفمبر 23 2024
رائحة العرق الكريهة

رائحة العرق الكريهة .. أسبابها و كيفية التغلب عليها

يعاني معظمنا من رائحة العرق الكريهة أجسامنا و فحياتنا اليومية والتي لا تخلو من الزحام و التكدس في وسائل المواصلات تساعد أجسامنا على فرز كميات أكبر من العرق و من ثم انبعاث تلك الرائحة ، مما يبعث في نفوسنا حرجاً خلال تواصلنا الاجتماعي مع من حولنا ، و على الرغم من أن الرجال أكثر إفرازاً للعرق من النساء و لكن من المؤكد أن تلك المشكلة تزعج كلاً منهما بصورة كبيرة ، و لكن ما هو سبب تلك الرائحة الكريهة و ما علاقتها بتعرق الجسم ؟ و لماذا نجد بعض الأشخاص غير قادرين على شم أو تمييز رائحة عرقهم؟ هل إزالة شعر الإبطين له علاقة بتقليل تلك الرائحة ؟ و ماهي أفضل الطرق للحد من تلك الرائحة ؟ كل هذه الأسئلة تدور في أذهاننا لذلك سنحاول توفير الأجوبة المناسبة لمعرفة المزيد عن تلك الرائحة و كيفية التخلص منها .

أولاً:ما هي أسباب رائحة العرق الكريهة ؟

من المعروف أن العرق هو السبب الرئيسي في انبعاث تلك الرائحة الكريهة من الجسم ، فالجسم يسارع في إفراز العرق كوسيلة بيولوجية لخفض درجة حرارة الجسم ، و لكن الغريب أن العرق وحده لا يكون له أي رائحة كريهة و لكنه يعتبر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا و التي تقوم بتكسير جزيئات العرق و تحويلها إلى أحماض دهنية عطرية (aromatic fatty acids) و هي السبب في تلك الرائحة الكريهة التي تنبعث من أجسامنا .

هناك أيضاً بعض الأسباب الأخرى التي تسبب انبعاث تلك الرائحة الكريهة مثل أمراض الغدة الدرقية بالإضافة إلى انبعاث تلك الرائحة من أجسامنا كأعراض جانبية لبعض العقاقير مثل التي تستخدم كمضادات للاكتئاب .

ثانيا :لماذا لا يكون البعض منا قادراً على تمييز رائحة عرقه ؟

بعض الناس لا يمتلكون القدرة على شم رائحة العرق الكريهة لديهم و السبب في ذلك هو أن عملية الشم تتم عن طريق وجود مركبات (الروائح) تلك المركبات ترتبط مع مستقبلات لها موجودة على الغشاء المبطن للأنف ، هذا الارتباط ينتج عنه إرسال إشارات إلى المخ الذي بدوره يترجم هذه الإشارات و يحولها إلى رائحة معينة و من ثم تحدث حاسة الشم ، و لكل مركب مستقبل خاص به لا يرتبط إلا معه و ينتج عنه الإحساس برائحة واحدة محددة دون غيرها ، لذلك تعتبر هذه العملية بمثابة استخدام المفاتيح (المركبات أو الروائح) لفك الأقفال (المستقبلات) ، لذلك فإن الأشخاص الغير قادرين على شم رائحة عرقهم أو أي رائحة معينة أخرى لا يملكون مستقبلات (أقفال) لهذه الرائحة (المفتاح) و هو ما يسمى بفقد حاسة الشم لمركب معين (specific anosmia).

ثالثا :هل إزالة شعر الإبط له علاقة بالحد من تلك الرائحة ؟

كما ذكرنا فإن تلك الرائحة هي ناتجة من نمو البكتيريا في بيئة مناسبة لها مثل العرق ، لذلك فإن شعر الإبط يساعد على تراكم المزيد من العرق و من ثم زيادة مساحة البيئة المناسبة لنمو تلك البكتيريا ، لذلك فإن إزالة الشعر له أثر إيجابي في الحد من تلك رائحة العرق الكريهة .

رابعاً :كيف يمكن الحد من رائحة العرق الكريهة ؟

كما ذكرنا فإن السبب الرئيسي لتلك الرائحة هي نمو البكتيريا على أجزاء الجسم عندما تتوافر بيئة خصبة لها كالعرق ، لذلك فإن الحد من رائحة الجسم الكريهة تتمثل في إما تقليل كمية العرق التي يتم إفرازها من الجسم أو التخلص من البكتيريا المتسببة في تلك الرائحة ، و من أشهر طرق العلاج المستخدمة الأتي :

استخدام المحاليل المضادة للبكتيريا و المطهرة.
التدخل جراحيا.
حقن البوتكس.

استخدام المحاليل المضادة للبكتيريا و المطهرة

استخدام محلول كلورهكسيدسن تركيز 0,05% (chlorhexidine0.05%) و هو عبارة عن محلول مضاد للبكتيريا و مطهر و لا يوجد له تأثير على كمية العرق المفرزة .
محلول كلوريد الألومنيوم تركيز 20% (aluminium chloride solution 20%)
يوضع أي من المحلولين على القدم و منطقة الإبط قبل النوم مباشرة حيث أن إفراز العرق يقل كثيراً أثناء النوم و هذا يعطي المحلول فاعلية أكبر ، فالغدد العرقية تخرج إفرازاتها عن طريق أنبوب يفتح على سطح الجلد لذلك تعمل هذه المحاليل على غلق تلك الفتحات ، و بالتالي توقف انتقال العرق إلى الجلد ، ثم يتم غسل مناطق الجسم التي تعرضت للمحلول في الصباح و لا تستعمل مرة أخرى إلا قبل الذهاب للنوم في اليوم التالي .
في البداية يتم استعمال أي من هذين المحلولين يومياً و لكن مع الاستمرار و بدء ظهور مفعول المحلول و ملاحظة نقص كمية العرق يمكن تقليل عدد المرات ليصبح يوم بعد الأخر أو مرتين أسبوعياً ، و لكن يجب مراعاة عدم استخدام تلك المحاليل عقب إزالة الشعر من تلك المناطق لأنها قد تسبب تهيج للجلد.

التدخل الجراحي

هناك عمليتان جراحيتان يمكن اللجوء لهما كحل في بعض الحالات التي تعاني من فرط في إفراز العرق (hyperhidrosis) في حال فشل كل المحاولات السابقة

العملية الأولى

و فيها يتم تخدير منطقة الإبط ثم التدخل جراحياً لتدمير الغدد العرقية في تلك المنطقة .

العملية الثانية

و فيها يتم تخدير الجسم كلياً ثم التدخل جراحياً لعمل شق في منطقة الإبط حيث يتم من خلاله تمرير إبرة جراحية تستخدم لتدمير الأعصاب المتحكمة في إفراز العرق عن طريق استخدام تيار كهربي ، و لكن من الضروري معرفة أن نسبة نجاح تلك العملية هي 40% فقط كما أنه لوحظ زيادة إفراز العرق من مناطق أخرى كالظهر و البطن و الصدر في الأشخاص الذين أجروا تلك العملية .

حقن البوتكس(Botox)

و فيها يستخدم بعض إفرازات البكتيريا من سموم مثل البوتكس و الذي يفرز من بكتيريا الكلوستريديوم bacteria Clostridium و يعمل على وقف عمل الأعصاب المتحكمة في فرز العرق و من ثم تقليل إفراز الجسم للعرق ، و تستعمل تلك الطريقة كبديل للعملية الجراحية في حالات فرط إفراز العرق ، حيث يتم حقن تلك المادة في عدة مناطق في الإبط ، و نتيجة هذه الطريقة لا تظهر إلا بعد مدة تتراوح من 4 إلى 9 شهور حيث تبدأ كمية العرق المفرزة من منطقة الإبط في التناقص مما يؤدي إلى الحد من رائحة العرق الكريهة .

اقرأ أيضا: مشروبات لعلاج الكلى وتنظيف الكلى من السموم من منزلك