الثلاثاء , أبريل 23 2024
قمة "متوترة" بين بوتين وأردوغان.. وبيلاروسيا تحذر من "حرب كبرى"

قمة “متوترة” بين بوتين وأردوغان.. وبيلاروسيا تحذر من “حرب كبرى”

قمة “متوترة” بين بوتين وأردوغان.. وبيلاروسيا تحذر من “حرب كبرى”

شام تايمز

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، أهم الملفات الطارئة على الساحة الدولية، وفي مقدمتها القمة الثلاثية بين قادة روسيا وتركيا وإيران، المقرر عقدها في طهران الأسبوع المقبل.

شام تايمز

وناقشت صحف تقارير تتحدث عن قمة تخيم عليها ”العلاقات المتوترة“ بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأبرزت صحف أخرى حديث الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي انتقد الناتو والغرب بسبب دفعهما العالم إلى ”هاوية الحرب التي لا يمكن الانتصار فيها“، وفقا لقوله.

بوتين وأردوغان.. والعلاقات المتوترة

اعتبرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن القمة المقرر انعقادها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في إيران الأسبوع المقبل، تسلط الضوء على ”علاقة معقدة“ بين الطرفين.

وذكرت الصحيفة، في تحليل إخباري لها، أنه عندما يلتقي الزعيمان في إيران، سيخوضان ”في علاقة محفوفة بالمخاطر في بعض الأحيان، ولكنها أيضًا علاقة تكافلية تعقدت بسبب الحرب في أوكرانيا“.

وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لبوتين، ستوفر القمة فرصة لجلب دعم عسكري واقتصادي ملحّ، في وقت تسعى موسكو فيه لمواجهة المساعدة العسكرية الغربية لأوكرانيا والعقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا.

وأضافت أنه بالنسبة لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يمثل الاجتماع فرصة لإبراز نفوذها كقوة إقليمية، بينما تحاول التوسط بين روسيا وأوكرانيا والانخراط في عملية توازن حساسة وقابلة للاشتعال بين روسيا والغرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن قمة إيران الثلاثية، التي ستتضمن محادثات حول سوريا، قد تشهد تعقيدًا بسبب حقيقة أن روسيا وتركيا كانتا على طرفي نقيض من الحرب في سوريا منذ تدخل موسكو في القتال هناك عام 2015، حيث تدعم روسيا القوات الحكومية، وتدعم تركيا الفصائل المسلحة المتطرفة.

وقالت الصحيفة: ”في الفترة التي سبقت الحرب في أوكرانيا، أخطأ أردوغان في قراءة الموقف في البداية، وعرض نفسه للنقد في الداخل لعدم إجلاء المواطنين الأتراك بالسرعة الكافية ولإساءة تقدير نوايا بوتين، لكن أردوغان، الذي تشترك بلاده في ساحل البحر الأسود مع كل من روسيا وأوكرانيا، اعتبر منذ ذلك الحين نفسه وبلاده الوسيط الأكثر انخراطًا بين بوتين ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي“.

وأضافت: ”بالإضافة للعمل خلف الكواليس لمحاولة إنهاء الحرب، تحاول تركيا أيضًا التفاوض على إنهاء حصار روسيا لأكثر من 20 مليون طن من صادرات الحبوب الأوكرانية، الذي أدى إلى تضخيم أزمة الغذاء العالمية“.

وتابعت: ”لطالما كانت تركيا عضوًا مثيرًا للسخط بين دول الناتو، ولا يمكن التنبؤ به في الحلف.. لقد رسمت مسارها الخاص في سوريا، واشترت أسلحة روسية مضادة للطائرات رغم اعتراضات الناتو الشديدة.. وفي السنوات الأخيرة، سعى بوتين إلى دعم أردوغان على أمل إثارة الانقسامات داخل الناتو“.

وأردفت: ”سعى أردوغان لاستخدام نفوذ قيادة أحد أكبر جيوش الناتو لمحاولة الحصول على تنازلات من الغرب. لقد منع السويد وفنلندا مؤقتًا من الانضمام إلى الحلف مقابل مجموعة من الإجراءات والوعود بأن تلك الدول ستعمل ضد الأكراد الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين“.

ورأت الصحيفة الأمريكية أنه من خلال الاجتماع مع بوتين وقادة إيران، التي هي مناهضة بشدة لإسرائيل وتقوم بتخصيب اليورانيوم بسرعة، يمكن لأردوغان مرة أخرى إثارة التوتر بين حلفائه في الناتو، ولا سيما الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة: ”رغم الجهود المتبادلة بين روسيا وتركيا لتنمية علاقتهما، كان الوضع معقدًا في بعض الأحيان. وجد الزعيمان نفسيهما في السنوات الأخيرة على طرفي نقيض من النزاعات في أذربيجان وليبيا وسوريا. ومنذ عام 2020، وسع الجيش الروسي وجوده في منطقة القوقاز“.

وأضافت: ”كما أثار أردوغان غضب روسيا من خلال بيع طائرات مسيرة تركية الصنع إلى أوكرانيا، واستخدم بعضها لضرب القوافل المدرعة الروسية.. لكن مهما كانت خلافاتهما، يمكن للزعيمين أن يبدوا وكأنهما مرآة للآخر“.

وتابعت: ”مارس كلاهما نفوذًا غير عادي على بلديهما لعقود.. كلاهما لديه القدرة على إسكات المعارضة.. كلاهما حريص على إبراز القوة دوليًا“.

”العالم يقترب من هاوية الحرب“

نقلت وكالة أنباء ”تاس“ الروسية عن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، انتقاده لحلف ”الناتو“ والغرب بسبب دفعهما العالم إلى هاوية الحرب ”التي لا يمكن الانتصار فيها“.

وشدد الزعيم البيلاروسي أنه من أجل مصلحة الهيمنة الأمريكية ”يتم بناء مجموعات من القوات العسكرية، ودعم إيديولوجية النازيين الجدد والأنظمة الفاشية بشكل علني حول البلدان غير المرغوب فيها“.

ووفقًا للوكالة الروسية، قال لوكاشينكو، في حفل تكريم خريجي المؤسسات العسكرية وكبار الضباط الثلاثاء، إن ”هذه السياسة الغربية للأسف تقرب العالم من هاوية حرب كبرى حيث كما تعلمون لن يكون هناك فائز بعد الآن“.

وأشار الزعيم البيلاروسي في كلمته إلى أن الأحداث التي تتكشف في الوقت الحاضر حول بلاده وروسيا ”تتطلب اهتمامًا وتدقيقًا شديدين“، قائلًا إن ”الدول الغربية، التي تديرها الولايات المتحدة بشكل علني، تعمل على تفكيك نظام الأمن العالمي بشكل مطرد ومنهجي وحتى ضد مصالحها الوطنية ورغبات شعوبها“.

وأضاف: ”على ما يبدو، قرر الصليبيون الجدد من حلف شمال الأطلسي فجأة أن هذا هو الوقت المناسب لهجوم شرقي آخر متناسين كيف انتهت مغامرات مماثلة لأسلافهم التاريخيين“.

وتابع: ”الدول الغربية تقوم باستطلاع جوي وبري نشط، وشحذ اللوجستيات العسكرية، وإعادة نشر المعدات والإمدادات من مناطق أخرى مع زيادة الميزانيات العسكرية تحت ستار تعزيز الدفاع الأوروبي“.

من جانبها، ذكرت صحيفة ”ديلي إكسبريس“ البريطانية أن لوكاشينكو بدأ ”حملة قمع وحشية على مواطني بلاده الذين يغادرون البلاد أو يعتزمون القيام بذلك اعتراضًا على الحرب الروسية في أوكرانيا“.

وبحسب الصحيفة، ”يقترح مشروع قانون إعطاء المخابرات الروسية (كيه. جي. بي) القدرة على تقييد حق المواطنين البيلاروسيين في مغادرة البلاد لمدة تصل إلى ستة أشهر إذا كان يتعارض مع مصالح الأمن القومي“.

وقالت الصحيفة البريطانية إن ذلك يأتي في الوقت الذي يواجه فيه لوكاشينكو احتمال اندلاع ثورة عسكرية كبيرة وسط مخاوف متزايدة بين ضباطه بشأن اصطفاف مينسك مع موسكو ودعمها عسكريًا في الحرب على أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن خطاب وجهه ضباط كبار من القوات الخاصة البيلاروسية إلى لوكاشينكو، حذروا فيه من إرسال جنود بيلاروسيين للقتال في أوكرانيا، زاعمين أن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة ”انتحار محض“، كما اتهموا بوتين ”بتدمير سيادة“ بلادهم.

وفي توبيخ آخر للوكاشينكو، وفقًا للصحيفة، أكد الضباط دعمهم لأوكرانيا، قائلين إن البلدين يتمتعان دائمًا بعلاقات ودية، ونددوا بحرب الكرملين ووصفوها بأنها ”غير مبررة تمامًا“.

وكتبوا أيضًا: ”احتلال روسيا لأراضي أوكرانيا المعترف بها دوليًا، وهي دولة صديقة لدولتنا، ومحاولتها جر بيلاروسيا إلى حرب غير مبررة تمامًا ضد دولة ذات سيادة، لا يمكن إلا أن يُنظر إليه على أنه تدمير لسيادة بيلاروسيا“.

وأضافوا: ”بدخولها الحرب ضد أوكرانيا، ستُطرد بيلاروسيا من مجتمع الدول المتحضرة، وستظل منبوذة دوليًا لسنوات عديدة مقبلة.. الانضمام إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا سيكون عملًا من أعمال الانتحار“.

إرم نيوز

اقرأ ايضاً:بوتين يلجأ لـ”سلاح” جديد ضد أوروبا.. نفط كازاخستان محظور على القارة العجوز

 

شام تايمز
شام تايمز