الأربعاء , أبريل 24 2024
القوة الضاربة للجيوش الكبرى في خطر.. 4 أسلحة مهددة بالانقراض بسبب أدائها السيئ في حرب أوكرانيا

القوة الضاربة للجيوش الكبرى في خطر.. 4 أسلحة مهددة بالانقراض بسبب أدائها السيئ في حرب أوكرانيا

القوة الضاربة للجيوش الكبرى في خطر.. 4 أسلحة مهددة بالانقراض بسبب أدائها السيئ في حرب أوكرانيا

أسلحة تعتبر القوة الضاربة والأساسية للجيوش الحديثة والتي أنفقت عليها الدول مليارات، أصبحت مهددة بالانقراض وينظر لها بأنها أسلحة عفا عليها الزمن، بعد أن أثبتت حرب أوكرانيا تراجع كفاءتها وفوائدها.

وتعد الحرب الروسية الأوكرانية أكبر حرب أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ومرور أكثر من ستة أشهر على هذه الحرب، يجعلها وبالاً على البلدين وجيشيهما والمدنيين في أوكرانيا تحديداً، ولكنها بالنسبة للخبراء العسكريين وقادة الجيوش الأخرى، بمثابة مختبر لا يقدر بثمن لمعرفة تكتيكات الحروب ومعمل حي لتقييم قدرات الأسلحة.

ويزيد من أهمية هذه الحرب في الدارسات العسكرية أنها تدور بين قوة عظمى هي روسيا ودولة متوسطة مدعومة بالدول الغربية المنافسة لموسكو، مما يجعلها معمل تجارب، ليس فقط لمجموعة كبيرة من الأسلحة الروسية والغربية، بل أيضاً مختبراً للتكتيكات الروسية التي يتبعها الجيشان الروسي والأوكراني وكلاهما له أصل سوفييتي والتكتيكات الغربية المنافسة التي تنقلها دول ناتو لكييف.

أربعة أسلحة عفا عليها الزمن بسبب أدائها المخيب للآمال بحرب أوكرانيا
وبينما يحاول كلا الجانبين شق طريقهما نحو النصر، فإن الأسلحة وطريقة استخدامها ستكون بمثابة درس للدول الأخرى، وبروفة لحروب محتملة في المستقبل خاصة بين الدول الغربية أو الدول الحليفة وبين روسيا أو الدول التي تعتمد على أسلحتها، الأمر الذي لن يجعل هذه الحرب بمثابة درس مهم للجيوش فقط ولمصنعي الأسلحة، بل إنها أيضاً سوف تحدد مسارات صفقات تصدير الأسلحة عالمياً خلال السنين القادمة.

تقرير لموقع Popular Mechanics الأمريكي المعني بالابتكارات والمعدات الحديثة ومنها العسكرية، عرض لأربع أسلحة عفا عليها الزمن – أو شبه عفا عليها الزمن من خلال أدائها في حرب أوكرانيا من وجهة نظره.

1- الخنادق.. عندما يتحول ملاذ جنود المشاة المساكين لمقابر جماعية

لا تعد الخنادق أسلحة بل هي أسلوب عسكري يعود لقرون طويلة مضت، ولكنها ازدهرت مع تطور المدفعية في نهايات العصور الوسطى وبدايات العصور الحديثة.

إذ اُستخدمت الخنادق لحماية جنود المشاة من الأسلحة الصغيرة ونيران المدفعية في عدد كبير من الحروب.

وخنادق القتال هي حفر طويلة وعميقة في الأرض، وتمتد أحياناً لأميال، وتوفر غطاءً لحماية الجنود خاصة المشاة تقلل فتك قذائف المدفعية بأجسادهم.

والحرب العالمية الأولى هي أشهر حرب الخنادق، على الرغم من ظهور الخنادق في الحروب قبلها وبعدها.

وتتميز الجبهة الشرقية لأوكرانيا بمئات الأميال من الخنادق، وقام كل من المهاجمين الروس والمدافعين الأوكرانيين بحفرها أينما تجمدت حركة جبهة القتال بين الجانبين.

ومع ذلك، فإن ظهور الطائرات المسيرة المسلحة سمح للجيوش بإلقاء القنابل اليدوية مباشرة على الخنادق من خلال فتحاتها العلوية.

مسمار آخر في نعش الخنادق هو استخدام فتيل القرب من المدافع من العيار الصغير، والذي يمكن ضبطه إلكترونياً للانفجار فوق خنادق القتال، مما يؤدي إلى إغراق العدو الذي يحتمي بالداخل بالشظايا.

ليس من الواضح ما الذي سيحل محل الخنادق، إن وجد.

ومن السهل إنشاء الخنادق ولا تتطلب أي مواد بناء معقدة، لذلك هناك حافز قوي لمواصلة استخدامها. ومع ذلك، فإن الطائرات المسيرة ستجعل الحياة أكثر تعقيداً وخطورة، بالنسبة للقوات التي تحتمي بها.

2- مدافع الهاوتزر المجرورة.. أصبحت خطراً على مطلقيها

مدافع الهاوتزر المجرورة (Howitzer) هي سلاح بعيد المدى يطلق قذائف ذات مسارات شبه مسطحة، وهي مدافع من العيار الثقيل تقصف قوات العدو بقذائف متفجرة، وهي موجودة منذ مئات السنين، وتتسم بأنها كبيرة وثقيلة وسهلة الإنتاج نسبياً.

وعادة ما يتم تنظيم مدافع الهاوتزر المجرورة، مثل معدات المدفعية الأخرى، في مجموعة تسمى البطارية.

يتم سحب مدافع الهاوتزر إلى مواقع إطلاق النار بواسطة حصان أو شاحنة. يجب سحب بطارية من أربعة إلى ستة مدافع هاوتزر في مكانها وفصلها عن وسيلة النقل. يتم بعد ذلك “وضع المدافع في مكان الإطلاق”، بحيث يتم محاذاة كل نيرانها على هدف مشترك، ثم يتم تجهيزها لإطلاق النار. يمكن أن تستغرق عملية التمديد ما يصل إلى ثماني دقائق.

في زمن الحرب، يجب على مدافع الهاوتزر المقطوعة “إطلاق النار والانطلاق بسرعة من خلال ربطها بعربة الجر”، والانتقال إلى موقع جديد لتجنب رد العدو على إطلاق النار، أو “نيران مضادة للبطارية”. لطالما كانت النيران المضادة للبطارية مشكلة بالنسبة للمدفعية، وزاد الأمر سوءاً لأطقم مدفعية الهاوتزر المجرورة جراء استخدام الرادارات المضادة للمدفعية (مثل AN / TPY-36 الأمريكية التي تم توفيرها لأوكرانيا)، مع الاتصالات الحديثة، والذخائر الموجهة بدقة. غالباً ما يعني ذلك أن قذائف العدو يمكن أن تتجه نحو المدافع المجرورة بطيئة الحركة، ولذا على مشغلي مدفعية الهاوتزر المجرورة أن يتمكنوا من إعادة الانتشار بسرعة وهو أمر بات صعباً مع توافر رادارات المدفعية وما يترتب عليها من سرعة إطلاق النار على مواقع مدفعية الهاوتزر قبل مسارعتها لمغادرة مكان الإطلاق.

من المحتمل أن تعني الحرب في أوكرانيا نهاية المدفعية المجرورة، حسب تقرير الموقع الأمريكي.

مدافع الهاوتزر المجرورة تعاني من مشكلة بطء حركتها، حيث يتم رصدها من قبل الرادرات المضادة للمدفعية/ويكيبيديا
البديل هو مدافع الهاوتزر ذاتية الحركة، أي المدافع العاملة من على منصات متحركة سواء أو عربات عجلات أو منصات مجنزرة (مثل الدبابات)، مثل قيصر الفرنسي، و Swedish Archer ، و Pz2000 الألماني.

توفر المدافع العاملة على هياكل مدرعة مجنزرة، مع كل ما يلزم لوضع وإطلاق النار والحركة بسرعة.

يمكن لمدافع هاوتزر ذاتية الدفع مثل قيصر الفرنسي، والتي زودت باريس بالفعل أوكرانيا بها، إطلاق وابل من القذائف ثم الانتقال إلى موقع الإطلاق التالي في ثوانٍ.

3- طائرات الدعم الجوي القريب.. صديقة الجنود تتخلى عنهم

يطلق على هذه الطائرات طائرات الدعم الجوي القريب لأنها توفر دعماً فعالاً للقوات الصديقة ضد الخصوم بفضل طيرانها ببطء وعلى ارتفاعات منخفضة.

وأدخلت الطائرات لأول في المعارك خلال الحرب العالمية الأولى، وقد تنوعت لتؤدي عشرات الأدوار في الحرب. ومن أهمها طائرة الدعم الجوي القريب، وهي طائرة ثابتة الجناحين أو مروحية تهدف إلى مهاجمة مواقع العدو على خط المواجهة.

وتشمل طائرات الدعم الجوي القريب المروحيات الهجومية والطائرات ذات الأجنحة الثابتة النفاثة أو العاملة بمحركات مراوح الدفع الجانبية، وجميعها تطير بأقل من سرعة الصوت.

ولطالما كانت هذه الطائرات بمثابة صديقة الجنود، وبعضها يشبه الدبابات الطائرة، ومن أشهر نماذج طائرات الهجوم الأرضي أو الدعم الجوي القريب الطائرة الأمريكية إيه 10 Thunderbolt II التي تستخدم مدفع عيار 30 ملم مثبت على بطن الطائرة السفلي.

جعلت القدرات التدميرية الهائلة لهذه الطائرات التي بدت واضحة في حربي أمريكا مع العراق عام 1992 و2003 حيث حصدت آلاف الدبابات والعربات المدرعة العراقية مئات الأرواح، الكونغرس يبقي عليها رغم تقادمها، باعتبارها سلاح أمريكا الطائر الثقيل القادر على إبادة الجيوش التي تمتلك أعداداً كبيرة من المدرعات مثل روسيا والصين وقبلهما العراق في عهد صدام حسين، حتى إن أمريكا لم تصدرها لأي من حلفائها باعتبارها سلاحاً لا يقدر بثمن.

وتمتلك روسيا أيضاً الطائرة الشهيرة سوخوي 25 التي توصف بالدبابة الطائرة وهي إحدى الطائرات القليلة في العالم التي ما زالت مدرعة، واستخدمها كل من الاتحاد السوفييتي وروسيا في أغلب حروبهما؛ بدءاً من الغزو السوفييتي لأفغانستان مروراً بحروب جورجيا والشيشان وسوريا.

وخلال حرب أوكرانيا اكتسبت شهرة إضافية بعد أن نالت ضربة من منظومات الدفاع الجوي المحمولة في أوكرانيا، ولكنها عادت إلى قاعدتها على الرغم من الأضرار التي لحقت بها جراء إصابتها.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية في مارس/آذار 2022 مقطع فيديو يوضح مدى الضرر الذي لحق بالطائرة Su-25SM المعروفة لدى حلف الناتو باسم (Frogfoot).

اليوم، لدى الجيش الأمريكي طائرات مثل AC-130J Ghostrider، وهي طائرة نقل تم تحويلها إلى ما يشبه قاعدة مدفعية طائرة أو حصن يحلق في الجو، وهناك أيضاً طائرة الهليكوبتر الهجومية الأمريكية أباتشي AH-64، والتي يناظرها لدى الروس مروحيات KA-52 وميل مي 24 و28.

وتستطيع طائرات الدعم الجوي إطلاق نيران دقيقة ضد هدف عدو على الأرض – طالما أن العدو لا يستخدم بفاعلية أسلحة سطح – جو متطورة.

ورغم أن بطء هذا النوع الطائرات، كان يمثل مشكلة محتملة، ولكن يقلل ذلك أن بعضها يكون مصفحاً، كما أن البطء كان ميزة لها، لأنه يعطيها دقة في ضرب الأعداء، ويبقيها فترة أطول أقرب لساحة القتال، مما يجعلها صديقة الجنود وبعبع دبابات العدو.

ولكن يبدو أن طائرات الهجوم الأرضي قد عفا عليها الزمن، خاصة إذا استخدمت في خط المواجهة ضد عدو لديه دفاعات جوية حديثة.

فلقد كشفت الحرب في أوكرانيا عن حقيقة خطيرة، وهي أنه في الحرب الحديثة ضد خصم جيد التجهيز، لم تعد الطائرات قادرة على العمل بالقرب من خط المواجهة.

بالنسبة للجيوش الغربية، الدفاعات الجوية الروسية هي المعيار الذي يتم على أساسه قياس التهديدات الحديثة أرض-جو، وقد تسببت الدفاعات الجوية لطرفي حرب أوكرانيا (وكثير منها سوفييتي الأصل) في خسائر فادحة في الطائرات المأهولة وغير المأهولة.

مهما كانت عيوبها، فإن أنظمة صواريخ أرض-جو، بما في ذلك Tor العاملة على ارتفاع منخفض، و Buk العاملة على ارتفاع متوسط، وأنظمة Triumf طويلة المدى، يمكن أن تتسبب في خسائر فادحة لدى طائرات الدعم الجوي القريب، وهذه الخسائر تكون أكبر مما يلحق بالطائرات النفاثة الأسرع من الصوت.

على الرغم من حقيقة أن جميع الأنظمة الروسية قديمة، إلا أنها لا تزال تشكل تهديداً كبيراً، حسب الموقع الأمريكي.

لا يزال بإمكان طائرات الدعم الجوي القريب العمل بفاعلية بالقرب من ساحة المعركة، ولكن يجب أن تكون هناك تغييرات في كيفية إنجاز الأمور، لتجنب إسقاطها من الصواريخ، وجعل هذا الوضع الدولتين تقللان استخدام هذه الطائرات بشكل لافت.

الأهم أن هذه الطائرات لديها منافس قوي، إنها الطائرات المسيرة المسلحة التي قد تكون بطيئة مثل طائرات الدعم الجوي القريب، ولكن سقوطها لن يؤدي لخسائر بشرية وتكلفتها منخفضة، كما أن بصمتها الرادارية أقل من الطائرات المأهولة سواء مروحية أو نفاثة.

يمكن للطائرات بدون طيار توجيه رأس حربي لتدمير الدبابات بدقة.

ويمكن أن يؤدي التخفي النسبي للطائرات المسيرة وقلة بصمة الأشعة تحت الحمراء الخاصة بها (نتيجة استخدامها محركات صغيرة أو كهربائية) إلى زيادة صعوبة اكتشاف الدفاع الجوي للطائرات المسيرة؛ وبالتالي يزيد من صعوبة تتبعهم والاشتباك معهم في الخطوط الأمامية.

4- الدبابات السلاح الأكثر أهمية منذ قرن.. هل يتعرض للانقراض؟

فلقد أثارت حرب أوكرانيا جدلاً غير مسبوق حول مستقبل الدبابات، وسط تساؤلات حول: هل السبب فيما يُقال عن تعرض الجيش الروسي لخسائر كبيرة في المدرعات يرجع إلى مشكلة خاصة به، أم هو نتيجة قصور عام في قدرات الدبابات عموماً، أمام الجيل الجديد من الأسلحة المضادة؟

فالجيش الروسي يمتلك دبابات كثيرة، ودباباته أحدث وأكثر بكثير من الدبابات الأوكرانية، ولديه مركبات مشاة قتالية مدرعة حديثة، والكثير من المدفعية الثقيلة ذاتية الحركة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية.

وتعد روسيا أكبر دولة في العالم من حيث عدد الدبابات التي بحوزة جيشها، حيث كان يبلغ عددها قبل حرب أوكرانيا نحو 12950 دبابة من بين حوالي 73 ألف دبابة لدى كل دول العالم، من بينها 6333 دبابة لدى أمريكا، و5800 لدى الصين، بحسب ما نقل تقرير لمجلة Forbes الأمريكية عن نيكولاس دروموند، المستشار العسكري والمعلق البريطاني.

لكن الروس تعرضوا لخسائر كبيرة، حسب التقارير الغربية والأوكرانية، وهي الخسائر التي جعلت البعض يتساءلون حول مستقبل الدبابات، وهل تؤدي دروس حرب أوكرانيا إلى نهاية تفوق الدبابات في القتال البري الحديث؟

أشخاص يقفون لالتقاط صورة أمام حطام دبابة روسية دمرت في قرية روسانيف بمنطقة كييف بأوكرانيا إبريل/نيسام 2022، رويترز
فبعد أكثر من 100 عام منذ أن دخلت الدبابات التاريخ خلال معركة السوم في الحرب العالمية الأولى، يتعرض مستقبل الدبابات لتحدٍّ غير مسبوق هو الطائرات المسيرة، التي يبدو أنها قادرة على اصطياد المدرعات بسهولة مثلما حدث في حرب القوقاز، والآن تظهر حرب أوكرانيا أنه إضافة للطائرات المسيرة، تبدو الصواريخ المضادة للدبابات المحمولة على الكتف خطراً كبيراً على أساطيل المدرعات الحديثة.

تم التأكد بصرياً من أن روسيا فقدت ما لا يقل عن 936 دبابة في أوكرانيا، أي ما يعادل ثلاث فرق دبابات، حسب موقع Popular Mechanics.

وتزعم تقارير غربية أن الدبابات الحديثة تنفد من الجيش الروسي، بسبب خسائره في حرب أوكرانيا، والدليل على ذلك حسب مجلة Forbes الأمريكية، أنه يضطر لاستخدام دبابات قديمة من طراز T-62، التي يبلغ عمرها 60 عاماً.

على الرغم من أن مجموعة من العوامل مسؤولة عن هذه الخسائر الفادحة، إلا أن أحد العوامل الرئيسية هو استخدام الأسلحة الغربية المضادة للدروع مثل صواريخ NLAW السويدية و Javelin الأمريكية.

ويستخدم الروس “الدروع التفاعلية المتفجرة”، وهي عبارة عن متفجرات مثبتة على السطح الخارجي للدبابة، تنطلق لتصطدم بالرأس الحربي المثبت على الصواريخ المضادة للدبابات، وهذا يؤدي إلى تعطيل شحنة المتفجرات المركّزة في هذا الرأس الحربي وإبطال مفعوله.

غير أنه ثبت أنه يمكن التعامل مع هذه المتفجرات بطرق مختلفة، إحداها الرؤوس الحربية “الثنائية”، فتتخلص الشحنة الأولى فيها من القطعة المتفجرة على سطح الدبابة، وبعدها تخترق الشحنة الثانية الدرع العادية. وهذا هو التصميم الذي يقوم عليه صاروخ جافلين الأمريكي المضاد للدبابات، والذي يتوفر الآن بأعداد كبيرة للأوكرانيين، وكذلك الصواريخ التركية المضادة للدبابات التي تطلقها طائرات بيرقدار.

كما أن الصاروخ الذي يهاجم الدبابة من أعلى، ويطلق شحنته المتفجرة على سطحها الضعيف هو الآلية المتبعة في الجيل التالي من الأسلحة الخفيفة المضادة للدروع (NLAW). وهذه الأسلحة مستخدمة في الجيش البريطاني، وزودت لندن الأوكرانيين بالعديد منها، وكثيراً ما يهتف الجنود الأوكرانيون “حفظ الله الملكة” وهم يقصفون بها دبابة روسية، حسب صحيفة The Telegraph البريطانية.

وأثبتت الدبابات أيضاً أنها عرضة لضربات الطائرات المسيرة القادرة على إلقاء قنابل يدوية شديدة الانفجار على المدرعات والدبابات، كما ظهر في حرب أوكرانيا خاصة على يد طائرات بيرقدار التركية التي ألف لها الأوكرانيون أغنية.

يمكن لطائرة بدون طيار مسلحة بست قنابل يدوية أن تدمر نظرياً فصيلة من الدبابات الروسية مرتين.

إذا كان من الممكن تعطيل مركبة مدرعة وزنها 60 طناً وقيمتها نحو 10 ملايين دولار بواسطة طائرة تجارية مسيرة رخيصة الثمن مزودة بقنبلة يدوية، فهذا قد يؤشر إلى ثورة في عالم الحروب الحديثة الذي كانت الدبابات سلاح الجيوش الأثير فيه.

بل حتى الأسلحة المحمولة التي تطلق شحنات متفجرة من طراز قديم نجحت في تدمير الدبابات؛ فقد أفادت تقارير أن واحدة من أحدث دبابات T-90 الروسية أصيبت مطلع شهر مايو/أيار بمدفع كارل جوستاف عيار 84 ملم، الذي يعود تاريخه إلى الأربعينيات.

هل المشكلة في الدبابات عامةً أم المدرعات الروسية تحديداً؟

إحدى النقاط التي قد تفسر إخفاقات قوة الدبابات الروسية الضخمة، أن هناك عيوباً تقليدية في تصميم الدبابات الروسية، تجعلها هدفاً أسهل مقارنةً بمنافساتها الغربية، فالعقيدة السوفييتية في الحرب كانت تعتمد على إنتاج أعداد كبيرة من الدبابات أقل تكلفة ووزناً وتدريعاً من الدبابات الغربية، على أمل أن الكثرة السوفييتية سوف تهزم التقنية الغربية الأكثر تقدماً وكلفة في أي غزو بري محتمل لأوروبا.

وواحد من أشهر عيوب الدبابات الروسية التقليدية يتعلق بآلية تخزين الذخيرة فيها، والتي تخزن في برج الدبابة بشكل مباشر قرب طاقم الدبابة، بخلاف الدبابات الغربية الحديثة، وتؤدي طريقة التخزين هذه إلى إمكانية انفجار كامل مخزن القذائف في الدبابة الروسية، في حال استهدافها، وهو أمر يؤدي في النهاية إلى تدمير الدبابة بشكل كامل، أو إعطابها على الأقل، كما أنه عيب خطير جداً على حياة الجنود الروس، ويؤدي في العادة إلى قتلهم جميعاً، لأنهم لا يكونون معزولين بما فيه الكفاية، بعيداً عن أماكن تخزين الذخيرة مثل الدبابات الغربية.

أما عن التأثير الذي يُحدثه العيب، فهو قادر على جعل برج الدبابة يطير في الهواء، على ارتفاع طابقين في الهواء، بحسب ما تظهره بعض مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي نقلتها شبكة CNN الأمريكية.

تقول صحيفة The Telegraph إنه من المسلَّم به الآن- وما تؤكده خسائر الدبابات الروسية في أوكرانيا- أن الدروع لا يمكنها حماية دبابة من الأسلحة الخفيفة أيضاً، وأنه ربما نحتاج لسلاح سحري جديد يمكنه ذلك.

فاليوم تواجه الدبابات محنة كبيرة جراء الطائرات المسيرة والأسلحة المحمولة على الكتف، ولكن هذا لا يعني في الأغلب نهاية مستقبل الدبابات كعمود فقري للقوات البرية.

فعلى الرغم من ضعف الدبابات في الوقت الحالي، فإن مزيجها من القوة النارية والحماية والسرعة يجعلها لا مثيل لها في ساحة المعركة الحديثة.

ولا يكفي أن يكون هناك سلاح قادر على هزيمة دبابة لجعلها بالية، يجب أن تكون هناك أيضاً وسيلة لإنجاز المهام نفسها.

فحتى تتمكن المركبات التي يتم تشغيلها عن بُعد (وهي بديل الدبابات المحتمل) من حماية فرقة مشاة في قتال قريب، وكذلك القتال في أرض مفتوحة، فمن غير المرجح أن تحل محل الدبابات تماماً.

لا يعني أي من ذلك أن صناع الدبابات يمكنهم تجاهل هذا التطور التكنولوجي العميق، المتمثل في الطائرات المسيرة والجيل الجديد من الأسلحة المحمولة على الكتف دون تغيير.

ولكن المرجح أن تكون هناك استجابة عقائدية، أي تطوير التكتيكات وربما منصات أخرى يمكنها على الأقل حماية الدبابات من التهديدات القادمة من السماء، أو المحمولة على الكتف.

كما أن إدخال نوع من الأسلحة الدفاعية، مثل مدفع رشاش يتحكم فيه الرادار (أو ليزر) يبحث عن التهديدات في السماء فوق الدبابة، يمكن أن يحيد أو يقلل تهديد الطائرات بدون طيار، وتفيد تقارير بتراجع فاعلية طائرات بيرقدار التركية في حرب أوكرانيا بعد أدائها الجيد في بداية الحرب، ويرجع ذلك لتحسين الروس لطريقة استخدامهم الدفاعات الجوية ضد البيرقدار، ولكن يجب ملاحظة أن البيرقدار تي بي 2 تمثل الجيل الأول من الطائرات التركية المسيرة، وأن أنقرة تطور مسيرات أكبر وأسرع، إضافة إلى الطائرات المتقدمة المتوفرة لدى أمريكا.

ولكن حتى لو كان هناك وسيلة لحماية الدبابات من الطائرات المسيرة والصواريخ المحمولة على الكتف، فإنه بلا شك مضى العهد الذي كانت فيه الدبابات السلاح الذي يخترق صفوف الأعداء بلا هوادة، وأصبح قادة كتائب الدبابات الآن مشغولين بحماية أنفسهم أكثر من تدمير خصومهم.

 

اقرأ ايضاً:ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي حول مذكرات كوشنر ورحلة ترامب الى السعودية وما قاله عن المملكة