الخميس , أبريل 25 2024

محلل سياسي: المصالحة التركية السورية قادمة لا محالة

محلل سياسي: المصالحة التركية السورية قادمة لا محالة

صرح المحلل السياسي السوري، نمرود سليمان، اليوم الأربعاء، بأن المصالحة التركية السورية قادمة قريبا لا محالة، مستشهدا بعدد من المؤشرات والأسباب التي استوجبت حدوث التقارب السوري التركي، معتبرا أن اجتماع سوتشي بين الرئيسين الروسي والتركي، قد دفع بهذا الاتجاه.

وقال سليمان، في حديث لوكالة “سبوتنيك”: “هناك تقارب سوري تركي شاء من شاء وأبى من أبى، منذ مدة يعمل الرئيس أردوغان وحكومته على هذا لأسباب انتخابية بالدرجة الأولى ولأسباب سياسية واقتصادية، وكذلك هناك ثلاثة أمور هامة حدثت، وهي ما جرى في أوكرانيا واللقاء الثلاثي في طهران وكذلك اللقاء الثنائي بين بوتين وأردوغان في سوتشي، وما تمخض عن هذا. الطرفان يهيآن أدواتهما من اجل ذلك”.

وتابع المحلل السياسي السوري: “لنرى في المشهد السياسي السوري التركي والروسي السوري، وزير الخارجية التركي اجتمع برئيس الائتلاف سالم المسلط ورئيس هيئة التفاوض بدر جاموس ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، ولكن تم استبعاد هادي البحرة، الذي هو رئيس اللجنة الدستورية، الاستنتاج السياسي من هذا أنه سنذهب إلى التفاوض واللجنة الدستورية ليس وقتها الآن.. أي لا يوجد دستور قبل الاتفاق”.
وأضاف: “بنفس التوقيت وزارة الخارجية الروسية وجهت دعوات إلى كل من مسد (مجلس سوريا الديمقراطية) وهيئة التنسيق للمعارضة السورية وبعض الشخصيات المحسوبة على هيثم المناع، وأخرى محسوبة على أحمد الجربا (معارضة سورية) لكي يأتوا في نفس التوقيت، التفسير السياسي لهذا الموضوع تركيا تهيئ أدواتها من أجل التفاوض وأيضا روسيا تهيئ نفسها”.
أما بخصوص الموقف الأمريكي إن كان “يبارك” التقارب التركي مع سوريا أم لا، قال سليمان: “بالمعنى السياسي إذا اتفق الروسي والتركي زائد الإيراني ستسير الأمور إلى الأمام، الكثير يتساءل عن الموقف الأمركي، الموقف الأمريكي هو موقف اللا موقف، إلى الآن لم يقولوا بأنهم مع هذا التصالح أو ضده، وهذا يُفسر بإعطاء الضوء الأخضر كي يمضي هؤلاء بهذا المجال”.
ونوه إلى استمرارية التنسيق الروسي الأمريكي في سوريا رغم الخلافات الكبيرة بين الجانبين، قائلا: “أضف إلى ذلك بالرغم من الخلاف الروسي الأمريكي الذي وصل إلى أقصى درجاته في أوكرانيا، ما زال التنسيق العسكري الروسي الأمريكي في سوريا قائما حتى هذه اللحظة، يفهم من هذا أن الأمريكان ليس لديهم موقف إلى هذه اللحظة”.
واستطرد المحلل السياسي، بالقول: “هل تقوم تركيا بهذه الالتفافة دون استشارة أمريكا؟ أنا بتصوري أنها تستشيرها لأنها عضو في حلف الناتو وأردوغان بحاجة للموقف الأمريكي. ملخص الأمور هناك طبخة سياسية كبيرة قادمة لسوريا، نرى الآن أردوغان يتصالح مع مصر والسعودية والإمارات وإسرائيل، يبدو أنه الآن سيتصالح مع النظام السوري”.
وحول الفائدة التي سيجنيها أردوغان من التصالح مع سوريا، قال سليمان: “الهم الرئيسي لأردوغان وحزب العدالة والتنمية هو النجاح في الانتخابات، وورقة اللاجئين السوريين لها دور أساسي في الانتخابات، والمعارضة التركية تستفيد من هذه الورقة. يقول أردوغان إنه إذا انفتح على النظام السوري سننتهي من قضية اللاجئين وسيعوون إلى سوريا والروس سيدعمونهم في ذلك”.
وختم سليمان، بالقول: “أما الشعب السوري فلا أحد يسأل عنه، لأن هذا العالم تحركه المصالح فقط، فالشعب فقط يدفع فواتير الدم، أما الديمقراطية وحقوق الإنسان فهي أنياب لهذه المصالح. الشعب السوري طوال السنوات الإحدى عشر الماضية لم يدفع إلا فواتير الدم لكسر الإرادات بين الدول صاحبة النفوذ”.