الخميس , مارس 28 2024
تسوموتو ياماغوتشي.. إليك قصة الرجل الذي نجا من تفجيرين نوويين وعاش يحكي أهوالهما

تسوموتو ياماغوتشي.. إليك قصة الرجل الذي نجا من تفجيرين نوويين وعاش يحكي أهوالهما

تسوموتو ياماغوتشي.. إليك قصة الرجل الذي نجا من تفجيرين نوويين وعاش يحكي أهوالهما

شام تايمز

رغم أن تسوموتو ياماغوتشي كان متأخرا قليلا عن اللحاق بالعمل في ذلك اليوم، فإنه كان مستبشرا أيضا. كان هذا هو اليوم الأخير الذي سيقضيه المهندس الياباني البالغ من العمر 29 عاما في رحلة العمل الصيفية لهذه المدينة برفقة مجموعة من زملائه المهندسين الذين جاؤوا جميعا لإنهاء تصميم أحد الخزانات الكبيرة للشركة اليابانية الضخمة التي يعملون بها “ميتسوبيشي”، قبل أن يركبوا القطار للعودة إلى مدينتهم حيث تنتظرهم عائلاتهم بعد 3 أشهر من الانتداب.

شام تايمز

وصل تسوموتو إلى الشركة أخيرا، واستهلَّ عمله بالمشي حول المخازن لإلقاء نظرة أخيرة عليها، قبل أن يتوجه إلى المبنى الإداري لإنهاء بعض الأوراق ويرحل عائدا إلى مدينته. وفي نحو الثامنة والربع صباحا، وأثناء تفقُّده المخازن بطريقة روتينية تماما، تناهى إلى مسامعه فجأة صوت أزيز طائرة في السماء، الأمر الذي كان معتادا في بلاده في تلك الفترة. رفع رأسه لأعلى ليلمح قاذفة حربية على مسافة ليست بعيدة -يمكن ملاحظتها بالعين المجردة- تقترب سريعا من مركز المدينة الذي يبعد هو عنه بنحو ميلين فقط، ثم تقذف جسما صغيرا مجهولا مُعلقا بمظلة (باراشوت) فوق المدينة.

كان هذا المشهد هو آخر ما رآه، قبل أن يُعمي عينيه ضوء هائل، وتتحوَّل السماء إلى شعلة من اللهب. لاحقا، سيصف ياماغوتشي هذا الضوء الهائل في السماء بأنه “توهج شديد كأنه ماغنيسيوم هائل مشتعل”. يبدو أن وظيفته مهندسا حيث يعمل في تصميم مخازن الوقود العضوي جعلته يصف المشهد من منظور مهنته.

صباح برعاية الولد الصغير

كانت هذه المدينة هي “هيروشيما” اليابانية، وكان الوقت هو صباح يوم السادس من أغسطس/آب عام 1945، وكانت القاذفة الحربية التي لمحها “تسوموتو ياماغوتشي” تحلق في السماء هي القاذفة الحربية الأميركية “B–29″، وكان الجسم الصغير الذي ألقته القاذفة والمُعلق بالمظلة هي القنبلة الذرية الأولى في التاريخ التي سقطت فوق مدينة يقطنها المدنيون، وحملت اسم “إينولا غاي” (Enola Gay) (اسم أم الطيار قائد الطائرة)، وأيضا حملت اسم “الولد الصغير” (Little Boy) كنوع من التدليل. (2، 3، 4)

لا يذكر ياماغوتشي أنه سمع أي صوت للانفجار. في الواقع، معظم الذين كانوا في المدينة أثناء الانفجار لم يسمعوا صوتا على الإطلاق لحظة وقوعه. في تقرير شهير لجون هيرشي نُشر في عام 1946 في صحيفة النيويوركر، وصف الكاتب لحظة الانفجار -بمنظور أهل المدينة- بأنها “بريق بلا صوت” (Noiseless Flash). لاحقا، وصف أحد الصيادين في جزيرة بعيدة عن مركز المدينة بنحو 20 ميلا بأنه رأى البريق الهائل من بعيد، ثم بعد فترة سمع انفجارا هائلا لم يسمع مثله في حياته، مع رؤيته سحابة عيش الغراب -السحابة المميزة للانفجار النووي- تتكوَّن في الأفق. (5)

ولأنه مثل كل اليابانيين قد تعلموا كيفية التعامل مع الانفجارات والقنابل طوال فترة الحرب، بسبب الدعاية المستمرة لتعليم المواطنين طرق الإسعافات الأولية والاختباء من الغارات الجوية، فعل ياماغوتشي ما أخبروه به بالضبط: إذا لمحت طائرة حربية في السماء، فارتمِ على الأرض، وأغلق عينيك وسدّ أذنيك. لم تمر ثوانٍ إلا وهو يشعر أن جسده يطير في الهواء، وفقد الوعي تماما.

تسوموتو ياماغوتشي.. إليك قصة الرجل الذي نجا من تفجيرين نوويين وعاش يحكي أهوالهما

لم يعرف ياماغوتشي أن لحظة الانفجار التي شهدها قبل أن يفقد الوعي تسببت في مقتل 80 ألف شخص في لمح البصر، ارتفع الرقم ليصل إلى قرابة 140 ألفا لاحقا، في مدينة إجمالي تعدادها قُدِّر ما بين 300-340 ألف شخص. ولم يعرف أيضا أن القنبلة نسفت 70% من مباني المدينة وسوَّتها بالتراب في لحظات، بما فيها مبنى ميتسوبيشي الذي كان يتفقد المخازن فيه منذ دقائق.

الظلام

عندما فتح ياماغوتشي عينيه مرة أخرى لم يرَ أمامه إلا الظلام، ظلام دامس هائل، لدرجة أنه لم يكن يستطيع أن يميّز الأشياء أمامه بضع دقائق، رغم أن الساعة لم تتجاوز بعد التاسعة صباحا. أدى الانفجار النووي إلى إطلاق كمية هائلة من الغبار والحطام، بحيث حجب ضوء الشمس تماما. بمرور الوقت، أدرك ياماغوتشي أن السماء مليئة بالرماد المتساقط في كل مكان، وأن هناك سحابة عملاقة تغطي سماء المدينة.

ثم أدرك المهندس الياباني أنه في مكان آخر غير الذي فقد فيه الوعي، وأن الانفجار ألقاه على حافة حقل مجاور لمقر الشركة، الشركة التي تمت تسويتها بالتراب تماما ولم تعد هناك. ومع بدء تعرّفه على الأشياء، أدرك أيضا أن وجهه وأطرافه أُصيبت بحروق بالغة، وأنه لا يسمع على الإطلاق لأن طبلتَيْ أذنيه قد تمزَّقتا، وأنه أُصيب بعمى مؤقت. كان كل شيء حوله يسوده إما عدم الفهم وإما عدم التصديق، مع آلاف الجثث المحترقة الملقاة في كل مكان.

ولحُسن الحظ، وفي بلد يعيش حالة حرب شاملة مثل اليابان، كانت ملاجئ الغارات الجوية منتشرة في كل ركن في المدينة، وهو ما جعله يتحامل على نفسه ليزحف إلى أقرب ملجأ ليستقر هناك مع مئات الجرحى والمصابين الذين تناثروا في كل ركن منه ما بين مذهول وجريح ومحتضر. قضى ياماغوتشي يوم السادس من أغسطس/آب بالكامل في “ملجأ للغارات الجوية” تحت الأرض، وهو شبه غائب عن الوعي، حيث تلقى بعض الإسعافات الأولية العاجلة لجروحه بواسطة الممرضين في الملجأ. (2، 3، 4، 6)

نهر مليء بالجثث

“إنها قنبلة ذرية، إنها تسخير للقوة الأساسية للكون. القوة التي تستمد منها الشمس قوتها أطلقناها ضد أولئك الذين جلبوا الحرب إلى الشرق الأقصى”.

(من خطاب هاري ترومان، بعد الإعلان عن إسقاط القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما)

 

في صباح 7 أغسطس/آب، تحامل ياماغوتشي مع عشرات المصابين على أنفسهم وخرجوا من الملجأ متجهين إلى محطة القطارات التي كان يُقال إنها ما زالت تعمل نسبيا، ضمن حملة إخلاءات كبيرة وعشوائية للمدينة. في طريقه، فوجئ الرجل بالمدينة محترقة بالكامل، ما بين أبنية محطّمة وأشجار محترقة وجثث متفحمة متناثرة في الشوارع، حتى الجسور في المدينة كان معظمها قد أُحيل إلى حطام تام.

ومع حالته الصحية المتردية، وامتلاء جسده بالجروح، وجد ياماغوتشي نفسه مضطرا للسباحة عبر أحد الأنهار للعبور إلى الضفة الأخرى لإكمال طريقه إلى محطة القطارات. كان النهر ممتلئا بالجثث الطافية، وهو ما اعتبره إحدى أقسى الذكريات التي شهدها أثناء هروبه من المدينة. لاحقا، وبعد فترة طويلة من هذا الموقف، سوف يستخدم ياماغوتشي هذه الذكرى بالتحديد في إصدار ديوانه الشعري الوحيد بعنوان “وكان النهرُ يتدفق كطوفان من الجثث” (And the River Flowed as a Raft of Corpses).

وأخيرا، استقل الرجل المليء بالجروح والضمادات قطارا مليئا بدوره بالجرحى والمُصابين، وانطلق عائدا إلى مدينته التي جاء منها وهو يتنفس الصعداء بعد خروجه من هذا الكابوس الذي شهده في هيروشيما، مُعتقدا أنه سيظل يعاني من ذاكرته طوال عمره إن بقي حيا ووصل إلى مدينته وعاد إلى أسرته بسلام. (2، 3، 4، 6)

مُستجيرٌ من الرمضاء بالنار

كانت وجهة القطار المُحمل بعشرات المُصابين والهاربين من الانفجار النووي في هيروشيما هي مدينة تبعد مسافة 300 كم جنوبا. في تلك الفترة، لم تكن لهذه المدينة شهرة خاصة في اليابان تجعلها معروفة عالميا، ولكنها أصبحت لاحقا أحد أشهر الأسماء المعروفة للجميع حول العالم، وهي مدينة ناغازاكي، المدينة الأصلية التي يعيش فيها ياماغوتشي وتسكن فيها زوجته وطفله الصغير وعائلته، الذي انتدب منها لقضاء الصيف في هيروشيما ثم العودة إليها بعد انتهاء مهمته.

عندما وصل القطار إلى ناغازاكي في صباح يوم 8 أغسطس/آب، حُمِل ياماغوتشي برفقة عدد كبير من المصابين إلى المستشفى فورا. كانت إصاباته وحروقه بالغة لدرجة أن الطبيب الذي عالجه وكان صديقا له في المدرسة لم يستطع التعرف عليه. يذكر ياماغوتشي أيضا في أحد حواراته مع صحيفة الإندبندنت البريطانية أنه عندما عاد إلى منزله لم تستطع والدته التعرف عليه واعتبرته شبحا.

ورغم الإصابات الهائلة التي أُصيب بها، لم يستطع ياماغوتشي أن يظل حبيس المنزل ولبّى استدعاء مديره له في صباح اليوم التالي 9 أغسطس/آب إلى مقر شركة ميتسوبيشي في ناغازاكي، ليحكي لمدير فرع الشركة في المدينة ما حدث بالضبط في هيروشيما.

كانت الأخبار قد بدأت تتناقل أن ما حدث في هيروشيما هو نتيجة انفجار قنبلة واحدة، وهو أمر لم يكن مفهوما على الإطلاق في تلك الفترة. ومع ذلك، وعندما حضر ياماغوتشي إلى مقر الشركة في الحادية عشرة صباحا، وبدأ يحكي للمدير بعض التفاصيل التي عايشها في انفجار هيروشيما، رفض مديره تصديقه رفضا قاطعا: “أنت مهندس.. كيف يمكن أن تصدق أن قنبلة واحدة تدمر مدينة كاملة!”.

كانت تلك من أكثر لحظات القدر عجبا، وبحسب ما رواه ياماغوتشي لصحيفة الإندبندنت البريطانية أنهما أثناء حديثهما عن ضربة هيروشيما، ظهرت القاذفة الحربية الأميركية “بوكسكار” (Bockscar) فوق سماء المدينة، لتلقي قنبلة نووية ثانية، التي كان اسمها “الرجل البدين” (Fat Man)، فوق مركز مدينة ناغازاكي، على بُعد ميلين من مقر شركة ميتسوبيشي أيضا. (2، 3، 4، 6)

صباح آخر برعاية الرجل البدين

“لم أتخيل أنه انفجار آخر، اعتقدت أن سحابة عيش الغراب قد جاءت خلفي من هيروشيما”.

(ياماغوتشي في حوار مع صحيفة الإندبندنت البريطانية)

تكرر السيناريو مرة أخرى، ياماغوتشي يقفز إلى الأرض، يسد أذنيه ويغلق عينيه، ومرة أخرى يفتح عينيه ليجد نفسه قد نجا من الموت بأعجوبة، رغم أن القوة التدميرية للقنبلة في ناغازاكي كانت أكبر من قنبلة هيروشيما، ورغم تضاعف الحروق في جسده وتعرضه لموجة حروق إشعاعية أخرى، غادر الرجل مبنى ميتسوبيشي الذي تهدّم معظمه، ولحق بأهله الذين وجدهم مختبئين في أحد مخابئ المدينة.

لم يعرف ياماغوتشي أيضا أن لحظة الانفجار في ناغازاكي خلَّفت 40 ألف قتيل فورا، أي إن نحو 20% من سكان المدينة تبخروا في لمح البصر، بينما ارتفع عدد القتلى إلى قرابة 70 ألفا (أي نحو 36% من إجمالي سكان المدينة) بنهاية العام، ولم يعرف حينها أيضا أن 40% من مباني المدينة تدمرت بالكامل.

كانت الأيام التالية مأساوية، تعرض ياماغوتشي لدفعة إشعاعية جديدة. بدأ شعره في التساقط، وتعرضت جروحه إلى غرغرينا خطيرة كادت أن تقضي عليه، واستمر فترة طويلة يعاني من قيء دائم. قال إنه في تلك الفترة لم يكن يهتم بلحظة إعلان إمبراطور اليابان الاستسلام لقوات الحلفاء، لأنه كان يقضي وقته كاملا في الشعور بأنه على أعتاب الذهاب إلى العالم الآخر.

وعلى عكس جميع التوقعات التي تنبأت بقرب وفاته، بدأ ياماغوتشي بالتعافي تدريجيا، على الرغم من أنه فقد السمع للأبد في أذنه اليسرى، وعانى من صلع جزئي، وقضى سنوات طويلة يبدّل الضمادات على جروحه ويتابع مستوى التئامها لدى الأطباء. ومع كونه اعتُبر محظوظا بالنجاة بشكل مباشر من انفجارين نوويين كانا على بُعد 3 كيلومترات فقط، فإن الأطباء لم يكونوا متفائلين بمستقبل الرجل القريب، واعتبروا أن أمامه أياما صعبة سيشهدها هو وأسرته بسبب مستوى الإشعاع الذي تعرّض له. (2، 3، 4، 6)

نيجيو هيباكوشا

على الرغم من تعرُّض السيد ياماغوتشي لنسبة إشعاع عالية، وظهور جميع الأعراض المميزة التي تؤكد تعرضه لها: القيء، الشحوب، النزيف الداخلي، الصداع المستمر، فإنه في السنوات التالية بدا أنه استرد عافيته جيدا. نصحه الكثيرون بأن يكتفي بطفله الوحيد، وألا يكرر تجربة الإنجاب مرة أخرى، لأن أطفاله من المؤكد أنهم سيرثون تشوهات جينية تتسبب في معاناتهم، وهي النصيحة التي التزمها عدة سنوات.

في كتاب “The Violinist’s Thumb” الذي صدر عام 2013، ويحكي عدة قصص مسجّلة لأشخاص تعرّضوا لمشكلات جينية بسبب الإشعاع الذري، أورد الكاتب سام كين قصة ياماغوتشي من بين القصص الأكثر غرابة. كانت كل الأعراض تُشير إلى أن السيد ياماغوتشي قد تعرَّض لإشعاع مدمر للحمض النووي (DNA)، وأنه سيشهد توابعه في حياته لاحقا، وبالتأكيد حياة أطفاله إذا أنجب. نقل الكتاب مقولة العالم “هيرمان مولر”، الحائز على جائزة نوبل عام 1946، عندما قال في حوار صحافي إن النتائج التي سيشهدها الناجون من القنبلة النووية سيئة، لدرجة أنه كان من الأفضل لهم لو قضوا نحبهم في الانفجار. (6)

بعد فترة من نهاية الحرب، عمل ياماغوتشي مدرسا ومترجما، ثم عاد مرة أخرى ليشغل مساره الوظيفي الهندسي في شركة ميتسوبيشي. في مطلع الخمسينيات، قرر وزوجته الاستمرار في إنجاب الأطفال، فرُزقا بطفلتين جاءتا إلى العالم بدون أي مشكلات، واستمرتا في الحياة بدون مشكلات صحية من أي نوع، باستثناء بعض الأمراض المناعية البسيطة في فترة المراهقة، تجاوزتاها بصحة جيدة حتى مشارف السبعين من العمر، بينما توفي ابنه في عمر الثامنة والخمسين بسبب السرطان.

أما ياماغوتشي نفسه، فرغم أنه قضى شطرا كبيرا من حياته دون الإفصاح عن تجربته النووية، فإنه قد صرّح بها في مرحلة متأخرة من حياته، وبات ناشطا في مجال مكافحة الأسلحة النووية، حتى حاضر في الأمم المتحدة عام 2006 باعتباره نموذجا لشخص ناجٍ من ضربتين نوويتين شاهد كل تفاصيلها المفجعة بنفسه.

وعن عمر يناهز الثالثة والتسعين، رحل ياماغوتشي عن عالمنا عام 2009 مُصابا بمرض السرطان، بعد أن نال اعترافا رسميا من الحكومة اليابانية بأنه “نيجيو هيباكوشا” (Nijyuu hibakusha)، أو “شخص تعرّض للقنبلة النووية مرتين”، ليصبح هو الشخص الوحيد في اليابان الذي يحمل هذا الاعتراف الرسمي، بينما حصل آخرون على لقب “هيباكوشا” بسبب نجاتهم من أحد الانفجارين. (2، 3، 4، 6)

رسالة من اليابان

في التاسع من مارس/آذار 2022، وبعد أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وتلميح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده على استعداد لاستخدام السلاح النووي للدفاع عن أراضيها ومصالحها، نشرت صحيفة ماينيتشي اليابانية مقالا باللغة الإنجليزية لعمدة مدينة هيروشيما السابق “تاداتوشي أكيبا” بعنوان مباشر أقرب إلى الصرخة: “لا تستخدموا الأسلحة النووية: رسالة من اليابان”. (7)

كان الهيباكوشا حاضرين في كل سطر من مقال العمدة السابق للمدينة اليابانية التي شهدت أول ضربة نووية في التاريخ، باعتبارهم الأشخاص الذين سُجِّلوا رسميا بأنهم شهدوا الانفجار النووي واستمروا بعده على قيد الحياة، وكرّسوا بقية حياتهم ليحكوا الأهوال التي شهدوها بسبب الانفجار، والآلام والأمراض العضوية والنفسية التي عانوها طوال رحلة حياتهم بعد مرورهم بهذه التجربة.

في نهاية مقاله، كرَّر “أكيبا” الكلمة التي اتفق أن كل شخص يحمل لقب “هيباكوشا” قالها كما هي دون تغيير تقريبا: نتمنى ألا يشهد أحد المعاناة التي شهدناها بأنفسنا.

الجزيرة

اقرأ ايضاً:هكذا تبدو خريطة أوكرانيا بعد ضم روسيا 4 مناطق

 

شام تايمز
شام تايمز