الأربعاء , أبريل 24 2024
أيهما أفضل لصحتنا التوقيت الصيفي أم الشتوي

أيهما أفضل لصحتنا التوقيت الصيفي أم الشتوي؟

أثار الانتقال للتوقيت الشتوي والصيفي في الولايات المتحدة جدلا استعان فيه معارضو هذا العرف السنوي ببيانات وتقارير تؤكد ليس فقط أنه لا يفيد، وإنما يتضمن آثارا صحية ونفسية واقتصادية ضارة.

ففي العرف المتبع في الولايات المتحدة، ينتهي عند الساعة الثانية من بعد منتصف ليلة السبت 6 أكتوبر، التوقيت الصيفي الذي كان ابتدأ في 13 مارس الماضي، وبانتهائه يجري تأخير الساعة ستين دقيقة.

وكانت عدة إدارات أمريكية ألغت هذا العرف ثم عادت إليه. وفي الادارة الحالية كان مجلس الشيوخ الأمريكي أقر في مارس من العام الماضي تشريعا يسمى “قانون حماية الشمس المشرقة Sunshine Protection Act of 2021″، وفي حال استكمال مراتبه التشريعية الفيدرالية وأصبح قانونًا، فسيكون التوقيت الصيفي دائمًا، لكن مجلس النواب لم يناقشه حتى الآن.

وتنقل شبكة “سي إن إن” قول السناتور ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا)، وهو الذي قدم مشروع القانون لأول مرة في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن الدعوة إلى إنهاء الممارسة القديمة لتغيير الساعة تكتسب زخمًا في جميع أنحاء البلاد. فقد صوت المجلس التشريعي في فلوريدا عام 2018 لجعل التوقيت الصيفي دائمًا في فلوريدا، ولكن لا يمكن أن يدخل قرار الولاية حيز التنفيذ حتى يصبح قانونًا فيدراليًا. ما يعني أنه لا يزال يتعين على مشروع القانون أن يشق طريقه من خلال مجلس النواب الأمريكي وأن يوقعه الرئيس ليصبح قانونًا.

أضرار صحية لتغيير الساعة

وفي تبيان أضرار ومساوئ تغيير التوقيت، تنقل الشبكة قناعة عدد متزايد من خبراء النوم أن تحريك ساعاتنا للأمام والخلف يدمر صحتنا. فقد أظهرت الدراسات التي أجريت على مدار الـ 25 عامًا الماضية أن التغيير لمدة ساعة واحدة يعطل إيقاعات الجسم المضبوطة على دوران الأرض، مما يزيد من الجدل حول ما إذا كان ما يسمى بـ “التوقيت الصيفي” فكرة جيدة بأي شكل من الأشكال.

قالت الدكتورة إليزابيث كليرمان، أستاذة علم الأعصاب في قسم طب النوم في كلية الطب بجامعة هارفارد: “أنا أحد خبراء النوم الكثيرين الذين يعرفون أنها فكرة سيئة، فساعة جسمك تتّسق مع الضوء الطبيعي وليس مع الساعة على الحائط، وليس هناك دليل على أن جسمك ينتقل بالكامل إلى التوقيت الجديد”.

كما تعارض الدكتورة فيليس زي، مديرة مركز الساعة البيولوجية وطب النوم في كلية الطب بجامعة نورث وسترن في إلينوي، فكرة التوقيت الصيفي.

وقالت زي: “بين مارس ونوفمبر يحصل جسمك على ضوء أقل في الصباح والمزيد منه في المساء، مما قد يؤدي إلى الإخلال في إيقاعك اليومي، فلعدة قرون ظلت ساعة الجسم نمطية تتحكم فيها الساعة الداخلية للجسم، ليس فقط في وقت النوم، ولكن أيضًا متى تريد تناول الطعام أو ممارسة الرياضة أو العمل، بالإضافة إلى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وإيقاع الكورتيزون في الجسم”.

وقد جاءت الدعوة لحظر تغيير الساعة في التوقيت الصيفي من الأكاديمية الأمريكية لطب النوم التي قالت إن “لدينا الدليل الذي يدعم اعتماد التوقيت الموحد على مدار العام، والذي يتماشى بشكل أفضل مع الساعة البيولوجية البشرية ويوفر فوائد مميزة للصحة والسلامة العامة”.

وكانت قد تمت الموافقة على اقتراح تثبيت التوقيت وعدم تغييره من قبل أكثر من 20 منظمة طبية وعلمية ومدنية، بما في ذلك الكلية الأمريكية للطب المهني والبيئي، والرابطة الوطنية لأولياء الأمور والمعلمين، ومجلس السلامة الوطني، وجمعية أبحاث الإيقاعات البيولوجية، وجمعية النوم العالمية.

كيف يحدث الضرر؟

يقول تقرير الأكاديمية الأمريكية لطب النوم إنه عندما يتم تغيير ساعاتنا الداخلية الخاصة بدورة الليل والنهار الشمسية بواقع ساعة واحدة، فإننا نحفز ما يسميه خبراء النوم “الاضطراب الاجتماعي للرحلات الجوية الطويلة”.

وقد أظهرت الدراسات أن هذا الاضطراب يزيد من مخاطر الاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري، ومن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ويزيد من سوء اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب، ويؤثر على الجهاز الهضمي والغدد الصماء ويقصر مدة نومنا، كما يمكن أن يقلل من متوسط العمر المتوقع.

ووجدت دراسة أجريت عام 2003 أن الحصول على ساعة نوم أقل لمدة أسبوعين، له نفس التأثير على التفكير والمهارات الحركية مثل عدم النوم لمدة ليلتين كاملتين.

وأظهرت دراسة أخرى أن تقليل النوم لمدة 90 دقيقة من الـ 7 إلى 8 ساعات الموصى بها للبالغين، أدى إلى تغيير الحمض النووي للخلايا المناعية وزيادة الالتهاب، وهو سبب رئيسي للأمراض المزمنة.

وتضيف الدراسة أن جعل تغيير الوقت دائمًا، من شأنه أن يجعل الآثار المزمنة لفقدان النوم أكثر حدة، ليس فقط “لأنه يتعين علينا الذهاب إلى العمل قبل ساعة واحدة لمدة 5 أشهر إضافية كل عام، ولكن أيضًا لأن ساعات الجسم عادة ما تكون متأخرة في الشتاء عنها في الصيف”، وفقًا لبيان صادر عن جمعية أبحاث الإيقاعات البيولوجية.

وخلص معدو الدراسة إلى أن “الجمع بين التوقيت الصيفي والشتوي سيجعل الفروق بين ساعات الجسم والساعة الاجتماعية أكثر سوءًا وسيؤثر سلبًا على صحتنا بشكل أكبر”.

لماذا أقر مجلس الشيوخ مشروع القانون؟

ويشير تقرير “سي إن إن” إلى أن هناك أسبابا لإقرار مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع “قانون حماية الشمس المشرقة”.

يقول المؤيدون إن ضوء النهار الإضافي في المساء يقلل من حوادث السيارات والجرائم، ويزيد من فرص التجارة والترفيه، حيث يفضل الناس التسوق وممارسة الرياضة خلال ساعات النهار.

ومع ذلك، أظهرت الأبحاث زيادة كل من النوبات القلبية وحوادث السيارات المميتة بعد تغيير الساعة في الربيع.

الأطفال ينتتهي بهم الأمر الى الذهاب للمدرسة في الصباح والدنيا مظلمة مع ما في ذلك من عواقب وخيمة.

ويعرض التقرير كيف أن الرئيس ريتشارد نيكسون عندما وقع على التوقيت الصيفي الدائم ليصبح قانونًا في يناير 1974، كان الإجراء عاديا.. ولكن بحلول نهاية الشهر، دعا حاكم فلوريدا إلى إلغاء القانون بعد أن صدمت السيارات ثمانية من تلاميذ المدارس في الظلام، وقامت المدارس في جميع أنحاء البلاد بتأخير مواعيد مغادرة الاطفال حتى شروق الشمس.

وبحلول الصيف، تم سحب الموافقة ثم صوت الكونغرس بالعودة إلى التوقيت القياسي.

وكان قد حدث رد فعل عنيف مماثل عندما طبقت الولايات المتحدة لأول مرة التوقيت الصيفي في عام 1918، كطريقة لتقليل الطلب على استخدام الكهرباء عن طريق إضافة ضوء الشمس إلى نهاية اليوم. وكان قد حصل ذلك في ظروف الحرب العالمية الأولى، لكن الدراسات اللاحقة وجدت أن الوفر في الطاقة قليل أو معدوم، وتم إلغاء القانون في العام التالي.

تقول الدكتورة إليزابيث كليرمان إن “الولايات المتحدة جربت تغيير الساعة مرتين من قبل وأنهته مبكرًا. وحاولت المملكة المتحدة مرة واحدة من قبل وأنهته مبكرًا. وجربته روسيا مرة، وكذلك فعلت الهند وأنهتاه مبكرًا. أعتقد أننا يجب أن نتعلم من التاريخ”.

اقرأ أيضا: الثوم.. صيدلية فوائد صحية ووصفة علاج لأمراض مزمنة