الخميس , مارس 28 2024
القضاء البريطاني يحمّل الشرطة مسؤولية الإخفاق في حماية سوريتين ذهبتا ضحية لأفغاني

القضاء البريطاني يحمّل الشرطة مسؤولية الإخفاق في حماية سوريتين ذهبتا ضحية لأفغاني

القضاء البريطاني يحمّل الشرطة مسؤولية الإخفاق في حماية سوريتين ذهبتا ضحية لأفغاني

شام تايمز

بعد ثلاث سنوات من مقتل سيدة سورية وابنتها على يد زوج الثانية في بريطانيا حمّل القضاء البريطاني شرطة “ويست ميدلاندز” في مدينة “برمنغهام‏” مسؤولية الإخفاق في حماية المغدورتين.

شام تايمز

وكانت الشابة “رنيم عودة” 22 عامًا ووالدتها “خولة سليم” 49 عاماً قتلتا طعناً بالسكين في بلدة “سوليهل” وسط غرب إنكلترا أواخر آب أغسطس 2018 على يد زوج رنيم “Janbaz Tarin المنفصل عنها والذي كان يسيء معاملتها، وظل يلاحقها بعد انفصاله عنها لأشهر.

وقُتلت السيدتان في منزل الأم بينما كانت ابنتها “رنيم” على الهاتف مع شرطة “وست ميدلاندز” وهي واحدة من سبع مكالمات على الأقل أجرتها لخدمات الطوارئ في الفترة التي سبقت وفاتها، وتم عرض الكثير منها على هيئة المحلفين.

وبحسب تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية خلص التحقيق بوفاتهما في محكمة الطب الشرعي في “برمنغهام” أول أمس الجمعة إلى أن الضباط تهاونوا في مسؤولياتهم، وانتهكوا سياسة القوة ضد العنف المنزلي في عدد من المناسبات.

ووجدت هيئة المحلفين -حسب المصدر- أن “الضباط فشلوا في إجراء تحقيقات فعالة في الجرائم المحتملة التي ارتكبها الجاني تارين-الأفغاني الجنسية، وفشلوا في اتخاذ الخطوات الكافية لحماية رنيم وأمها”.

واعترف “تارين” سابقًا بارتكابه جريمة القتل المزدوج وسُجن لمدة 32 عامًا على الأقل في كانون الأول ديسمبر/2018.

وقالت “نور نوريس”، شقيقة الضحية “خولة السليم” للصحيفة إنها كافحت في المحكمة من أجل احتواء غضبها عندما تم إجراء المكالمات الهاتفية الـ999 التي أجرتها ابنة أختها، ولم تتم الاستجابة لشقيقتها وابنتها رغم أن “رنيم” أبلغت الشرطة مراراً عن تلقيها تهديدات بالقتل من الجاني.

وأضافت: “كان هناك الكثير من الأدلة، لكن لم يتم القبض عليه ولم يتم استجوابه ولو مرة واحدة. ولو تمت معالجة المشكلة في وقت مبكر بما فيه الكفاية، فربما كانت رنيم وخولة معنا اليوم”.

وقال المكتب المستقل لسلوك الشرطة (IOPC) إنه وجد لدى شرطة “ويست ميدلاندز” فرصًا ضائعة لاتخاذ “إجراءات إيجابية” قبل مقتل المغدورتين.

وأشار “ديريك كامبل” المدير الإقليمي لـ IOPC إلى أن “ظروف هذه القضية مروعة ومقلقة للغاية”، وعبر عن تعاطفه مع عائلة “رنيم وخولة” على فقدانهما.

وعلم التحقيق أن “عودة”، التي أنجبت ابنًا من زواج سابق تعرضت لأشهر من العنف والإساءة على يد “تارين” الذي نام في سيارة خارج منزلها عندما حاولت تركه. ذات مرة ونحت اسمها في ذراعه بشفرة حلاقة- حسب “غارديان.

وقبل وفاتها ببضعة أشهر، غادرت “رنيم عودة” منزل “تارين” لأنها كانت تعتقد أن لديه زوجة حامل وأطفالا في وطنه أفغانستان كان يخفيهم.

وخلص التحقيق إلى أن الشرطة فشلت في الاحتفاظ بسجلات كافية للحوادث المنفصلة التي أدت إلى جريمة القتل، وغالبًا ما استبعدت تهديدات “تارين” بقتل “عودة”، ولم يتم التعامل مع هذه الحوادث بالجدية المطلوبة.

وقالت نوريس: “في كل مرة كانت الشرطة تظهر موقفًا رافضًا وقلة فهم للعنف المنزلي.

ولأنهم لم يتخذوا إجراءً قوياً، استخدم الجاني ذلك ضدها، وعدم قبض الشرطة عليه. جعله يفكر بأنه يمكن أن يفعل ما يريد دون محاسبة وأن الشرطة لا تصدق شكاوى ضحيته ولديه سيطرة كاملة عليها.

وقال “آندي هيل”- مساعد قائد شرطة “ويست ميدلاندز” -للصحيفة إن جرائم القتل كانت “من بين الجرائم الأكثر إثارة للصدمة والمروعة في منطقتنا في السنوات الأخيرة”.

مضيفاً: “من الواضح أنه كان ينبغي علينا بذل المزيد من الجهود لضم حوادث الانتهاكات التي تم إبلاغنا بها حتى يكون لدى الضباط الذين يفكرون في قضية رنيم صورة كاملة عن المحنة التي كانت تمر بها رنيم على يد ” Janbaz Tarin”.

وكانت المغدورة “خولة السليم”-49 سنة قد هاجرت من سوريا إلى بريطانيا مع زوجها منذ 16 عاماً لتلتحق بها ابنتها “رنيم” 22 سنة ضمن برنامج لمّ الشمل وهرباً من الحرب في سوريا -كما روت “نور نوريس”- شقيقة المغدورة “خولة” في تقرير سابق لـ”زمان الوصل”، مضيفة أن ابنة شقيقتها كانت تدرس في معهد بريطاني وتتمتع بشخصية رائعة وجميلة.

وروت السليم أن القاتل تعرّف عليها في المعهد المذكور، وحاول التقرب منها عارضاً عليها الزواج، فوافقت وخصوصاً أنها كانت خارجة من تجربة زواج سابق، وأقيم حفل الزواج بتاريخ 2/4/2017.

وكشفت “نور” أن عائلة “رنيم” لم تكن موافقة على زواجها من الشاب الأفغاني لعدم تكافؤهما في المستوى الاجتماعي والعادات والتقاليد، وبعد أشهر قليلة من الزواج بدأت “رنيم” تواجه مشاكل مع زوجها الذي اعتاد على ضربها باستمرار.

وأردفت أن القاتل “تارين” سافر إلى أفغانستان في كانون الثاني ديسمبر/2017، وعندما عاد اكتشفت “رنيم” أن لديه زوجة وثلاثة أطفال فطلبت الطلاق.

وتابعت أن ابنة شقيقتها كانت تتعرض للضرب والإهانات من زوجها القاتل بشكل يومي وكانت تتصل بالشرطة مشتكية من سلوكه ومعاملته لها دون أن تلقى أي استجابة.

وروت “نور” أن القاتل كان يستهدف مناطق قاتلة في جسد الضحيتين، وكان لدى “خولة” -حسب شقيقتها- فرصة للهروب، ولكنها دافعت عن نفسها وابنتها فطعنها حتى فارقت الحياة مع ابنتها بعد ثوان من مغادرته مكان الجريمة.

ونقلاً عن جيران الضحيتين آنذاك فإنهم سمعوا وقت الحادث أصوات عويل وصراخ هرع بعضهم على إثرها ليجدوا “رنيم” وأمها تلفظان أنفاسهما الأخيرة أمام مدخل منزل قريب في الشارع نفسه من بيتهما.

وتم إلقاء القبض على الجاني بعد ثلاثة أيام، ورصدته إحدى الكاميرات وهو يشتري طعاماً جاهزاً من أحد المطاعم بعد فترة قليلة من ارتكاب الجريمة بعد أن غسل آثار الجريمة واستبدل ثيابه وذهب ليأكل في مكان عام بدم بارد.

وأصدرت محكمة “برمنغهام كراون” في كانون الأول ديسمبر/2018 حكماً بالسجن 32 عاماً بحق القاتل.

 

اقرأ ايضاً:أردوغان يتهم روسيا بـ “عدم الوفاء بالتزاماتها في سوريا!!

 

شام تايمز
شام تايمز