الخميس , مارس 28 2024

سوريا: من قَتل «الخليفة المجهول»؟

سوريا: من قَتل «الخليفة المجهول»؟

شام تايمز

أعلن تنظيم «داعش»، ليل أول من أمس، بشكل مفاجئ، مقتلَ زعيمه «أبو الحسن الهاشمي القرَشي»، وتعيين «أبو الحسين الحسيني القرَشي» بديلاً منه، وذلك في بيان صوتي نُشر على منصّات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي. وحمل البيان عنوان «فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ»، وتلاه المتحدّث الرسمي «أبو عمر المهاجر»، الذي لم يَخُض في تفاصيل مقتل «أبو الحسن الهاشمي»، ما عدا إشارة إلى أنه «قُتل كما يُقتل الرجال في سوح الوغى والنزال». وبعد نحو ساعتين فقط من هذا الإعلان، أصدرت «القيادة المركزية الأميركية» بياناً ادّعت فيه أن عملية قتْل زعيم «داعش» نفّذها «الجيش السوري الحرّ»، في منتصف تشرين الأول الفائت، في محافظة درعا، فيما أعلنت المتحدّثة باسم «البيت الأبيض»، كارين جان بيير، أن «الولايات المتحدة لم تشارك في العملية». وإذا ما صحّت الرواية الأميركية حول مقتل القرَشي منذ نحو 45 يوماً، يكون التنظيم قد تأخّر في نعْيه، على غير ما جرت العادة في إعلانه مقتل متزعّميه الثلاثة السابقين.

شام تايمز

ويكشف التسلسل الزمني للأحداث أن القرَشي لم يكن معروفاً بشكل واضح بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ولا إلى غيرها على ما يبدو. إذ على الرغم من المعلومات التي ترجّح مقتله خلال عملية قادها الجيش السوري، بالتعاون مع المسلّحين السابقين الذين انضمّوا إلى التسويات التي قادتها روسيا في درعا، إلا أن أحداً من هؤلاء لم يكن يعلم بأن أحد المقتولين في العملية، العراقي الجنسية، هو نفسه «أمير داعش» الجديد. وبالعودة إلى أرشيف الشهر الفائت، فإن وكالة «سانا» الرسمية، كانت قد نشرت خبراً في 15 تشرين الأول، قالت فيه إن «الجهات المختصّة واصلت – بالتعاون مع مجموعات أهلية وبمساندة من الجيش العربي السوري – عملياتها الأمنية في مدينة جاسم، ضدّ عناصر تنظيم داعش الإرهابي». ونقلت الوكالة عن مصدر أمني، آنذاك، أن «المواجهات تدور في الحيّ الشمالي من مدينة جاسم، بعد ورود معلومات عن وجود مقارّ لتنظيم داعش الإرهابي في الحيّ، ما استوجَب عملية أمنية عسكرية محدودة»، وأنه «تمّ استهداف أحد المقارّ، وكان فيه عدد من إرهابيّي التنظيم، ويُعرفون بأمرائه، وأحدهم عراقي الجنسية». وفي اليوم نفسه، أصدرت مجموعات محلّية بياناً مصوّراً أكدت فيه مقتل المدعو «أبو عبد الرحمن العراقي»، في عملية تمّت بالتعاون مع «الفيلق الخامس»، أي المسلّحين السابقين الذين انخرطوا في التسويات، و«اللواء الثامن» الذي يقوده أحمد العبدو، وانخرط في التسويات مبكّراً، وقاتل إلى جانب القوات الحكومية في عدّة معارك. ونتيجة لهذا التقاطع، يكون المقصود بـ«أبو عبد الرحمن العراقي»، هو نفسه «أبو الحسن الهاشمي».

ادّعت «القيادة المركزية الأميركية» أن عملية قتْل زعيم «داعش» نفّذها «الجيش السوري الحرّ»

من جهتها، أفادت مصادر أمنية محلّية في درعا، «الأخبار»، بأن «أبو عبد الرحمن العراقي فجّر نفسه بحزام ناسف مع أحد مُرافقيه، بعد محاصرته في منزل في الحيّ الشمالي لمدينة جاسم»، موضحةً أن «عناصر التنظيم كانوا يتّخذون من ثلاثة منازل في الحيّ مسكناً لهم»، ولفتت المصادر إلى أن «المقتول كان يُعرف باسم أبو عبد الرحمن العراقي، أو عبد الرحمن العراقي، ويُلقّب بـ»سيف بغداد»، وكان يُعرف عنه بأنه زعيم داعش في المنطقة الجنوبية». بدوره، يبيّن مصدر مراقب للتنظيمات الجهادية المتطرّفة ولبنيتها الفكرية والتنظيمية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الهاشمي المقتول كان يُعدّ من بقية قادة الصفّ الأول للتنظيم المقرّبين من مؤسِّسه أبو بكر البغدادي، وتولّى مناصب رفيعة سابقة، منها ديوان التعليم وديوان القضاء والمظالم».

الأخبار

شام تايمز
شام تايمز