الثلاثاء , أبريل 23 2024

سورية تبيع “صوفاية” لشراء أسطوانة غاز.. أسر تبيع أثاث منزلها لتحمل تكاليف المعيشة

سورية تبيع “صوفاية” لشراء أسطوانة غاز.. أسر تبيع أثاث منزلها لتحمل تكاليف المعيشة

بعد أن فرغت لديها أسطوانة الغاز اضطرت (سعاد) الأرملة والأم لأربعة أطفال أن تبيع (صوفاية) كانت في منزلها لتأمين الأسطوانة؛ وتقول لأثر: “دوري على البطاقة الذكية لازال بعيداً وليس لدي سوى هذه الإسطوانة كلما فرغت أقوم بفكها وتبديلها؛ الآن فرغت وليس لدي واحدة احتياط سألت على ثمنها بالسعر الحر فإذا هي 265 ألف ورأفة بحالي ولأني أرملة قرر البائع أن يبعني إياها بـ 250 ألف؛ دفعت رعبون الجرة 10 آلاف ليرة حتى (لاتروح عليّ) وقلت للبائع سأقوم بتأمين المبلغ خلال يومين على الأكثر لأني لا أملكه حالياً”.
ولدى سؤالنا لها كيف أمنت المبلغ، قالت: “وضعت إعلاناً على الفيس بوك يتضمن أنني أنوي بيع (صوفاية) بحالة جيدة نظراً لحاجتي للمال، فعلاً بعد عدة ساعات انهالت عليّ الأسئلة كم سعرها؟ وماهو حالها؟ وهل هي بحالة جيدة؟ قمت بإجابة من ينوي شرائها وكتبت أنني بحاجة لشراء جرة غاز لذلك اضطريت لبيعها علماً بأنني لست مضطرة للاستغناء عنها؛ فما يباع اليوم لا نستطيع شراؤه غداً”.
أما وليد الطالب في الثانوية العامة الذي اضطر لبيع دراجته الهوائية لتأمين ثمن الدروس الخصوصية خلال الامتحان النصفي قال لـ “أثر”: “لايملك أهلي ثمن الدروس نحن خمسة أخوة في المنزل وبالكاد نأكل لذلك قمت ببيع دراجتي بـ 100 ألف لأسدد ثمن الدروس”، مضيفاً أنه لا يخضع للدروس إلا في أوقات الامتحان، ليتابع: “بيفرجها الله للفحص الأخير”.
بدورها، والدة وليد وهو ابنها البكر، أوضحت لـ “أثر” أنها لا ترفض له طلب وكانت تنوي أن تقص شعرها وبيعه ولكنه لم يسمح لها بذلك”.
وعن وضع والده قالت: “يعمل ليلاً ونهاراً وبالكاد نأكل”، شاكية بحسرة: “ولا واحد فينا عم ياكل وجبة كاملة”.
وفي السياق ذاته، بيّن د.سنان ديب الخبير الاقتصادي أن هذه الأزمة التي تعيشها سوريا لها انعكاسات اجتماعية أكثر منها اقتصادية، مضيفاً: “فبدلاً من أن نضع برنامج واضح لعلاج جزئي للحالات الإنسانية؛ هناك فوضى بالمجتمع الأهلي وضغط على الدعم الإنساني”.
وفيما يخص المعونات الإنسانية، ذكر لـ “أثر” أنها كانت تغطي 50% من احتياجات الناس والآن لم تعد موجودة؛ فالفجوة بين المدخول وبين مستوى المعيشة لأسرة تتألف من خمسة أشخاص كبيرة جداً، بحسب تعبيره.
ولفت ديب إلى أن أكثر المتضررين هم أصحاب الراتب الثابت وسكان الريف الذين ارتفعت عليهم أسعار النقل داخل وخارج المحافظة؛ كل ذلك أثر على مستوى المعيشة، متابعاً: “الناس لم تعد تشتري الملابس وإنما تعيد تدويرها والبالة لم يعد بمقدور الناس الشراء منها لأن اسعارها أصبحت قريبة من الجديدة”.
وختم د.سنان ديب الخبير الاقتصادي كلامه قائلاً: “هناك آليات للتخفيف من الفقر المدقع وهي التكاتف مع المجتمع الأهلي والجمعيات الخيرية ودراسة الحالة، فكلها عوامل تساعد في التخفيف من حدة الفقر والحاجة”.
أثر برس