الخميس , أبريل 25 2024
شام تايمز

“دب سوري” في صفوف الجيش البولندي.. ترقّى لرتبة عرّيف بسبب بطولاته!

“دب سوري” في صفوف الجيش البولندي.. ترقّى لرتبة عرّيف بسبب بطولاته!

شام تايمز

في المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية، وجدت بولندا نفسها محتلة من الجانبين من قبل كل من ألمانيا النازية وروسيا السوفييتية. إلا أن الضغط البريطاني على السوفييت سيؤدي لاحقاً إلى تحرير العديد من هؤلاء، الذين سيشكلون الجيش البولندي.

شام تايمز

رغم الخدمة في العديد من الجبهات الصعبة والبارزة طوال فترة الحرب العالمية الثانية، فإن القوات المسلحة البولندية حققت شهرة من نوع مختلف، فكان جيشها هو الوحيد الذي شارك دب في صفوفه كمقاتل وجندي.

الدب فويتك في صفوف الجيش البولندي

كان فويتك، الدب البني السوري، يرافق القوات البولندية في جميع مناوراتهم خلال الحرب. لم يكن مجرد تميمة لجلب الحظ السعيد للقوات في قتالهم، بل تم تجنيد الدب الذي شارك في الخدمة خلال عمليات الجيش البولندي، متوجهاً من مصر إلى إيطاليا.

ونتيجة لذلك حصل على ترقية بسبب مساهماته في هذه العملية.

سافر الدب البني السوري عبر الشرق الأوسط مع القوات لمدة عامين، بعد أن فقد والديه وتيتّم عندما كان شبلاً، ثم بيع لأحد الجنود في سلاح المدفعية البولندية، وحصل على اسمه الجديد، والذي يعني “المحارب السعيد”.

تربى الدب بين الجنود، وساعدت سنه الصغيرة أن يتم ترويضه بشكل كبير، فصار يأكل وينام مع المحاربين، وحتى ينال حماماً منعشاً عندما تسنح له الفرصة.

وبحلول نهاية الحرب، كان هذا الدب هو الشعار الأكثر شهرة للقوات البولندية، أكثر من أي رجل أو مقاتل في صفوفها، واستخدم شعاراً فيما بعد للجيش والكتيبة التي شارك فيها.

الجيش البولندي الجديد وعلاقة وطيدة بالدب الأليف

وبحسب مجلة Time الأمريكية، كان العديد من البولنديين سجناء في معسكرات العمل الروسية (السوفييتية)، بعد غزو ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي لبولندا، في سبتمبر/أيلول عام 1939.

وعندما انضم الروس إلى الحلفاء (بريطانيا وفرنسا بشكل أساسي حينئذ) في عام 1941، تم إطلاق سراح السجناء، والذين توجهوا جنوباً لتشكيل جيش بولندا الجديد. وانتهى الأمر ببعضهم في الشرق الأوسط.

لم يكن لدى معظم الجنود أي فكرة عما حدث لعائلاتهم ومنازلهم في بولندا، لذا بالنسبة لهم، كان فويتك يمثل فرداً جديداً من العائلة. فبعد أن ربوه وهو شبل يافع لم تستطع القوات التخلي عنه بعد بلوغها مصر.

تجنيد الدب ضمن صفوف القوات

ولكي يتم التحايل على قرارات اصطحاب الحيوانات على متن السفن العسكرية عند الانتقال إلى إيطاليا، قاموا بتجنيده رسمياً باسم “الجندي فويتك”.

وبدلاً من حصوله على أجر جندي خاص في الجيش، حصل على حصتين من الوجبات الغذائية، بحسب صحيفة Washington Post.

وبمرور الوقت، علّم الجنود فويتك بعض العادات السيئة، مثل “أكل” لا وتدخين السجائر، وحتى شرب الجعة. لهذا يُعتقد أن الدب فويتك كان مؤثراً للجيش البولندي بسبب تعزيز معنويات الرجال.

حتى إنه انضم إلى مباريات كرة القدم، وطارد البرتقال الذي ألقوه كقنابل يدوية أثناء التدريب. كما تعلَّم أن يحيي الضباط والمجندين واللعب معهم بإمساكهم من أقدامهم وقلبهم رأساً على عقب، وكأنه على وشك التهامهم.

كذلك كان الدب فويتك يحب الركوب في كابينة شاحنة ذخيرة، لكن في أحد الأيام الحارة، عندما كانت وحدته تسير على طول الساحل الإيطالي، قفز بين مرتادي الشاطئ وألقى بنفسه في المياه.

الدب الذي يبلغ طوله 6 أقدام ويزن نحو 250 كيلوغراماً أنهى سباحته السريعة، وهز نفسه ليجفف شعره ثم عاد إلى الشاحنة.

دور مهم في المعارك أدى إلى ترقيته عريفاً

وعند وصول الكتائب البولندية إلى إيطاليا، وجد الجنود أنفسهم متورطين في واحدة من أكثر المعارك ضراوة في الحرب، وهي معركة مونتي كاسينو. حيث علق الحلفاء في محاولة كسر الخطوط الألمانية في كاسينو لمدة ناهزت 4 أشهر.

في المقابل كان الدب البني أكثر من مجرد تسلية، فقد تم استخدامه أحياناً خلال أحداث المعركة. ففي معركة مونتي كاسينو الشرسة، نزل حاملاً صناديق ذخيرة، ونقل قذائف من منطقة الإمداد إلى الخطوط الأمامية.

هذا الموقف دفع كتيبته إلى تغيير شارتها، لتصبح صورة دب يحمل قذيفة مدفعية كبيرة. وبعد المعركة، تمت ترقية فويتك إلى رتبة عريف، ليتجاوز رتبة الجنود القائمين على رعايته.

شهرة دولية بعد الانتصار في الحرب وتقاعد مشرّف

عندما انتهت الحرب عام 1945، انتقل الدب فويتك إلى مزرعة في اسكتلندا، حيث كان يقوم بالأعمال المنزلية ويأكل العسل والمربى. وبعد رواج قصته أصبح يظهر في برامج تلفزيونية للأطفال.

تم سرد قصة فويتك في عدد من الأفلام وكتب الأطفال. ووصل الأمر إلى تشييد 7 تماثيل له في بولندا وبريطانيا، وله نصب تذكارية في متاحف الحرب الوطنية في بريطانيا وكندا وغيرها.

وقد كان منزله الأخير هو حديقة الحيوانات في إدنبرة، باسكتلندا. حيث زاره زملاء سابقون في الجيش هناك. وعندما توفي عام 1963، عن عمر يناهز 21 عاماً، أعلنت الإذاعة الوطنية البريطانية BBC “وفاة جندي بولندي شهير”.

اقرأ أيضاً: صحيفة بريطانية تتحدث عن “صفقة كبيرة” لـ”المعارضة” السورية

شام تايمز
شام تايمز