الخميس , مارس 28 2024
"ليوبارد" الألمانية و"أبرامز" الأميركية.. هل تملك القدرة على صد الهجوم الروسي؟

“ليوبارد” الألمانية و”أبرامز” الأميركية.. هل تملك القدرة على صد الهجوم الروسي؟

بعد إعلان برلين وواشنطن إرسال دباباتهما إلى كييف، هل ستكون هذه المساعدات العسكرية قادرة على تغيير مسار المعارك لمصلحة أوكرانيا والغرب؟

شام تايمز

أعلنت واشنطن وبرلين موافقتهما على إرسال دبّابات غربية إلى كييف، في سابقة من نوعها منذ بدء الحرب في أوكرانيا في شهر شباط/فبراير 2022.

شام تايمز

المستشار الألماني، أولاف شولتس، قال بعد أشهر من التردد إنّ بلاده تنسّق لإرسال دبابات “ليوبارد” إلى أوكرانيا، وتفعل ما هو “ضروري” لدعم أوكرانيا من خلال الموافقة على إرسال هذا النوع من الدبابات، لكنها تريد منع “تصعيد” النزاع الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

وتزامن الموقف الألماني، مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ بلاده ستسلم أوكرانيا 31 دبابة “أبرامز”، مشيراً إلى أنّ “المساعدة المقرّرة سوف تكون مصحوبة بإمدادات من دول أخرى”.

في المقابل قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إنّ الدبابات الغربية سوف تحترق إذا سُلّمت لأوكرانيا، مشيراً إلى أنّ الوضع في “أوروبا والعالم متوتر للغاية ولا وجود لعناصر انفراج”، فكيف سيكون المشهد مع وصول هذه الدبابات إلى أوكرانيا؟

لماذا تحتاج أوكرانيا الدبابات الأميركية والألمانية؟

منذ بداية هذا العام، تحدثت تقارير غربية عن ربيع أوكراني “ملتهب” عسكرياً، ما جعل أوكرانيا “متعطشة” بشكل أكبر إلى الأسلحة، وبالأخص الدبابات، بحسب وصف صحيفة “ذي إيكونوميست”.

هذا التوقع الأوكراني -الغربي بهجوم روسي واسع في الربيع، أدى إلى قيام أوكرانيا بالطلب من حلف شمال الأطلسي تزويدها بدبابات متطورة تعادل أو تضاهي الدبابة الروسية “T90″، وفق العميد المتقاعد إلياس فرحات في حديثه للميادين نت.

ووفق فرحات فإن مثل هذه الدبابات تتوافر في ألمانيا (ليوبارد 2) والولايات المتحدة (أبرامز) وبريطانيا (تشالنجر) .

ومن ميزات الدبابة الألمانية بالتحديد، بناء على المعلومات التي أوردها موقع “جينز” المتخصص بالمعلومات الاستخباراتية الدفاعية فإن “ليوبارد 2A4” تزن حوالى 55 طناً. ويصل وزن دبابة “ليوبارد 2A6” ما يقرب من 58 طناً، كما يتمتع كلا الطرازين بسرعة قصوى تبلغ 72 كم في الساعة (45 ميلاً في الساعة)، مما يجعلها أسرع من كل من “أبرامز” (68 كم في الساعة) و”تشالنجر 2″ البريطانية (56 كم في الساعة).

ويبلغ مدى كلا الطرازين (إلى أي مدى يمكنهما السفر قبل إعادة التزوّد بالوقود) 550 كيلو متراً… هذا هو نظيرهما نفسه في “تشالنجر”، ويتفوق على “أبرامز” (426 كم).

أما دبابات أبرامز “أم 1” فتعتبر من المركبات القتالية المهمة للجيش الأميركي، وتم نشرها لأول مرة خارج الولايات المتحدة عام 1991.

وللتحكّم بهذه الدبابة تحتاج طاقماً من 4 جنود، وهي مزودة بدرع سميك، ومدفع لذخائر 120 ملم، ولديها أنظمة استهداف متقدمة، وعجلات مجنزرة سميكة، يحركها محرك توربيني بقوة 1500 حصان، وتصل سرعتها القصوى إلى 68 كلم في الساعة.

عيوب الدبابات الغربية.. هل هي قادرة على تغيير مسار المعارك؟

كشف تقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أنّ “Leopard 2” خضعت منذ دخولها في الخدمة في ألمانيا في عام 1979، للعديد من التحسينات.

ووفق التقرير فإنّ حالة إصلاح هذه الدبابات لا تزال غير مؤكدة، ففي شهر آب/أغسطس من عام 2022 ، سحبت إسبانيا عرضاً لإرسال العديد من “ليوبارد 2A4S” بسبب الحالة السيئة للمركبات بعد سنوات عديدة في التخزين.

كما تحدث الموقع عن احتمالية ظهور “Leopard 2” في المخزون الأوكراني، لكن التأثير على ساحة المعركة سيعتمد على العدد المقدّم، في حين أنه من الملحوظ سياسياً، أنّ توفير عدد صغير سيكون في الواقع مجرد “لفتة رمزية”.

لا يقتصر الموضوع عند هذا الحد، فبالعودة إلى المعارك في سوريا، والتدخل التركي هناك، كشف تقرير لمجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية عام 2019 عن تحطم دبابات “ليوبارد 2″، التي يملكها الجيش التركي، في سوريا، حيث استهدف المسلحون نقاط الضعف في الدروع الخلفية والجانبية للدبابات.

لا يختلف الوضع العام كثيراً بين الدبابات الألمانية والأميركية. فمن الواضح أنّ نسخة “أبرامز” المرسلة إلى كييف، تعاني من مجموعة مشاكل، بحسب ما كشفه العقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريغور، وهو المستشار السابق لوزير الدفاع الأميركي.

ومن بين المشاكل الرئيسية التي تُعاني منها هذه الدبابة، ذكر العقيد المتقاعد، أن احدى نقاط ضعفها هي محركها التوربيني الغازي، مؤكداً أنّ هذا المحرك يعتبر “كارثة”، لأنّه يستهلك كميات كبيرة من الوقود. كذلك لا يصلح هذا المحرك للعمل في الوحول والرمال وغيرها من الأشياء الأخرى، لأن هذا المحرك مصمم للطائرات، للاستخدام على ارتفاع 15 ألف قدم، وليس على الأرض.

في الوقت نفسه، أشار مارك هيرتلنغ، وهو جنرال متقاعد في الجيش الأميركي ويتمتع بخبرة واسعة في الدبابات على موضوع التدريب، إلى أنّ الدبابة “M-1″، على وجه الخصوص، لا تتسامح مع خطأ الطاقم، مضيفاً أنّ “الإصلاحات الميدانية ليست دائماً ممكنة مع دبابة معقّدة مثل أبرامز”.

بالطبع يضاف إلى هذه العيوب، عيب آخر ورد في تقرير أميركي أنّ الدبابات الأميركية المرسلة أقل كفاءة من ناحية استهلاك الوقود من “Leopard 2” الألمانية، المصمّمة لاستخدام وقود الديزل، مشيراً إلى أنّ الديزل متاح بسهولة أكبر في سلاسل التوريد في زمن الحرب في أوكرانيا.

وبناء على كلام العميد فرحات في حديثه للميادين نت، فإنّه في حال وصول هذه الدبابات إلى كييف، سيكون هناك تغيير لصالح أوكرانيا، لكن ذلك لا يعني حسم المعركة، إذ أنها غير كافية، كما أن القوات الروسية مجهزة بدبابات “T90” والتي لديها إمكانات عالية.

كيف ردت موسكو؟

مقابل هذه الإمدادات، تحدثت تصريحات دبلوماسية روسية، عن عدم رغبة الغرب بأي حل دبلوماسي للأزمة مع التشديد على حرق الدبابات الغربية إذا سُلّمت لأوكرانيا.

على الصعيد الدبلوماسي، فالنائب الروسي والقائد السابق للقوات الجوية الروسية، فيكتور بونداريف، قال لوكالة “تاس” الروسية إنّ “الدبابات لن تؤثر بشكل كبير على الحملة الروسية في أوكرانيا، ولكن يجب الانتباه إلى تدميرها”.

في الوقت نفسه، قال السفير الروسي في ألمانيا سيرغي نيتشايف، في بيان إنّ قرار برلين “خطير للغاية” و”ينقل الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة”، مشيراً إلى أنّ “هذه الخطوة تكشف عن عدم رغبة الغرب بحل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا وأنهم عازمون على تصعيدها الدائم”.

أما السفير الروسي في الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، فقال إنّ تزويد الولايات المتحدة المتوقع بالدبابات إلى كييف سيكون “استفزازاً صارخاً آخر” لروسيا وسيشير إلى حرب بالوكالة مع بلاده.
هل تملك روسيا معدات قادرة على رصد الدبابات الغربية وتصيّدها؟

أما على الصعيد العسكري، فنشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الأكثر شعبية في روسيا، تقريراً مفصلاً عن كيفية محاربة هذه الدبابات.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه “يمكن ضرب هذه الدبابات بشكل مباشر بصواريخ “Vikhr-1” المضادة للدبابات، والموجودة على طائرات الهليكوبتر “Ka-52″، والتي تملك القدرة على اختراق الدروع حتى 1200 ملم، بالإضافة إلى وجود صواريخ “Ataka-V” التي يمكنها اختراق ما يصل إلى 1000 ملم من الدروع”.

كما تحدثت عن “خطر جسيم على “قطعة حديد” الناتو والمجمع المضاد للدبابات “Kornet-D1”. على سبيل المثال، تطلق “BMP-2M” صواريخها في جرعة واحدة، ونتيجةً لذلك، فإنّ الدفاع النشط لدبابة العدو سيسقط الصاروخ الأول، والصاروخ الثاني سيصيب الهدف.

كذلك تعمل قاذفة القنابل اليدوية “RPG-30 Hook” وفقاً لمخطط القتال نفسه على مسافات قصيرة تصل إلى 200 متر، وفق معلومات الصحيفة.

يضاف إلى ما ورد في الصحيفة، ما قاله العميد المتقاعد إلياس فرحات من أنّ القوات الروسية مجهزة بمعدات رصد تمكّنها من كشف الدبابات قبل وصولها إلى الحد الأقصى للرمي وهو 3 كلم.

فهل تشهد أيام الربيع المقبلة معركة دبابات شرسة على الأرض الأوكرانية؟ وهل ستفلح دبابات ألمانيا وأميركا في تغيير موازين القوى أم ستكون مجرد وقود لإطالة أمد الحرب، كما كانت صواريخ “هيماريس” وغيرها؟

الميادين – ندين عباس

اقرأ أيضا: سلاح روسي قد يغيّر المعادلات.. مسيّرات تهاجم على شكل أسراب

شام تايمز
شام تايمز