الجمعة , أبريل 19 2024

ليلة الرعب الذي لا ينسى في قلعة القدموس.. خرجنا والحجارة تتساقط علينا

ليلة الرعب الذي لا ينسى في قلعة القدموس.. خرجنا والحجارة تتساقط علينا

شام تايمز

نورس علي

شام تايمز

“توقف الزمن، وأنا أدرك أني أنتظر الموت القادم لا محال، لكن صراخ أولادي أيقظني من غيبوبة الانتظار وأنعش شرايين الحياة بداخلي من جديد”. تروي الأم “ملك عزيز خوجا” ذكرياتها ليلة الزلزال الذي أدى لانهيار منزلها بالكامل في مدينة القدموس بريف “بانياس” بمحافظة “طرطوس”.

لن تنسى “خوجا” تلك اللحظات، ومنزلها المهدم سيبقى يذكرها بما جرى، ومثلها أولادها، وتضيف لـ”سناك سوري” دون أن تخفي غصة البكاء، أن صراخ طفلها الصغير وهو في الصف الأول أيقظها بينما كانت جدران المنزل الحجري بجانب قلعة القدموس تهتز بشكل مخيف. لتحمل طفلها وتصرخ ليستيقظ أطفالها الآخرين وعددهم سبعة أكبرهم في الصف الثالث الإعدادي.

“كنت أتسابق مع المجهول لأخرج أولادي، وأنجو بحياتنا معاً”، تقول الأم وتضيف أنها شاهدت حجارة منزلها تتساقط واحدة واحدة. وهو مشهد لن تنساه أبداً.

تقيم العائلة حالياً بشكل متناوب في منازل الأقارب، كل يوم عند أحدهم، كما يقول الوالد “بسام أبو حسون”، ويضيف أن باب منزله الرئيسي أغلق بشكل كامل بصخور القلعة المتساقطة. وهو ما دفعهم للبحث عن مخرج آخر في لحظات كانت الأقسى من نوعها. بينما جدران المنزل تتصدع والحجارة تتساقط فوق رؤوسهم وهو لليوم لا يدري كيف خرجوا من هناك.

“رشا درويش” التي تمتلك منزلاً في الصف الثاني للمباني الملاصقة لجدران القلعة، كانت قد دفعت مبالغ مالية كبيرة لترميمه صيف العام الفائت. كما تقول وتضيف أن أغلب المنازل متلاصقة مع بعضها البعض ومبنية من الحجارة الطبيعية. وبعضها مبني من جدار حجري واحد ومغطى بطينة اسمنتية من الخارج والداخل وبعضها عبارة عن جدارين حجريين متتاليين مغطى الجدار الداخلي فقط بطينة أسمنتية بينما الجدار الخارجي مكشوف.

لم يقف الترميم بوجه الزلزال، فظهرت التشققات في زوايا المنزل، وتسربت المياه من السطح والجدران، تقول السيدة، وتضيف أن البيت لم يعد صالحاً للسكن لذا جمعت أغراض أطفالها وخرجوا جميعاً.

رعب اللحظات الأولى

لم يدرك الدكتور “محمد السليم” أحد سكان الحي، ماذا سيفعل خلال اللحظات الأولى مع اهتزاز المنزل بشكل مخيف، يضيف لـ”سناك سوري”، أن أفكاره وأطرافه تجمدت فاحتضن شقيقته المقيمة معه بمنزل العائلة التراثي، واختار أن يبقى معها في الغرفة المتوسطة ليحافظ على حياة العائلة.

لكن أصوات تساقط الصخور الكبيرة من حوله كان مخيفا جداً وكأن الصوت يخرج من باطن الأرض وهي مؤثرات ومشاهد عاشها للمرة الأولى في حياته. وآثارها تضاعفت مع إشراق أشعة الشمس وتفقد محيطه حيث بات الدمار مسيطر على كل شيء حتى سيارته التي سقطت عليها حجارة القلعة.
ذوي الاحتياجات الخاصة ورعب لا ينسى

احتضنت “هيفاء مصطفى” شقيقها المقعد في منزلهما الموروث عن العائلة، فهو لا يستطيع المغادرة، ونجا الإثنان بعد لجوئهما إلى غرفة سفلية محصنة نوعاً ما مقارنة بالمنزل الذي سقط بالكامل. تقول وتضيف، أنها واجهت صعوبة كبيرة في نقل شقيقها إلا أنها كانت أقوى وأسرع من لحظات الرعب والخوف مع تساقط حجارة المنزل وانهياره بالكامل.

حتى خِراف “عباس عيسى” لم تنجُ من الزلزال حيث انهار سقف الحظيرة عليها، وقطع مورد الرزق الإضافي الذي كان يعيله وأسرته في ظل الظروف الاقتصادية الحالية الصعبة. حيث كان يسمي إحداها أضحية لولده، وهذا ما أحزنه وبدأ يشعر بخوف صعب من تلك اللحظات التي تمكن فيها من النجاة.

وأعلنت وزارة الصحة أمس الجمعة، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1387، وعدد الإصابات إلى 2326، بينما تستمر عمليات انتشال الجثامين. والبحث عن ناجين جدد في محافظتي حلب واللاذقية.

سناك سوري

شام تايمز
شام تايمز