الجمعة , مارس 29 2024

وضع"إسرائيل"المزري..لهذا فعلها ترامب فأوصى قبل أن تموت واشنطن

وضع”إسرائيل”المزري..لهذا فعلها ترامب فأوصى قبل أن تموت واشنطن
ايفين دوبا
كان من المتوقع أن تكون الفترة الحالية لإعلان علاقات تطبيع غير مفاجئة مع “إسرائيل”، في هذا الوقت، تمر الولايات المتحدة الأميركية في أزمة حانقة ويرتد عليها الأمر بصدمات متعددة الاتجاهات، بينما يحضر أصحاب النية بالتطبيع خلسة أمام القاضي الأميركي “الشرعي” أو “مأذون” العلاقات الأميركية الخليجية، أو كحسب صفته الرسمية، المستشار الأول الأميركي، روبرت مولر، للإدلاء بالأقوال حول التلاعب والنشوز عن طاعة الأميركي.
“إسرائيل” هي الأقرب من حالة الحضيض التي دخلت بها أميركا، وفيما عدا الفشل الاستراتيجي الإسرائيلي في الحرب على سورية، وكسر عظم المحور المواجه لها، فهي أصبحت عاجزة كليا عن اتخاذ قرار الحرب وإيراد البيان رقم واحد، ليضاف إلى عجزها عن قدرتها على أن تكون صاحبة الرصاصة الأخيرة في أي مواجهة حربية محتملة، إلى جانب ذلك هناك جبهة داخلية مضعضة لا تستطيع تحمل وهج النيران الحربية القابلة للاشتعال فيها لأن الجيش الإسرائيلي لم يعد يمتلك القدرة على المناورة بعيدا عن الأراضي المحتلة بسبب تنامي القوى المواجهة عسكريا وبشكل يلحظه قادة تل أبيب، بل إن الترجيحات الأكيدة تشير إلى أن المناورة في المرة المقبلة ستكون على الأراضي المحتلة وسينجم عنها نتائج كارثية ستزيد من تقليص قدرات “إسرائيل” جغرافيا.
لذلك، كان إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وحاولت الضحكات الإسرائيلية أن تخفي ما هو واقع، إنها بمثابة وصية الذي سيموت، وقبل أن تتوفى القوة الأميركية كان لزاما وضع وصية بنقل السفارة إلى القدس المحتلة كي لا يتنازع ورثة الولايات المتحدة الأميركية، على الموضوع ويصل الأمر بهم إلى حالة فضائحية.
ما فعله ترمب لا يدركه، لكن ومقابل امتيازات مالية يريد أن يقوم بجنيها تحمل الإعلان على عاتق إدارته التي خططت لهذا الأمر بعد نظرة متمعنة في الأزمة التي دخلت بها أميركا شيئا فشيئا، والواقع المزري الذي تعانيه «إسرائيل» لاسيما على الصعيد العسكري والفشل اللوجستي حربيا بما أودى بالجيش الإسرائيلي إلى حالة من العقم التكتيكي بسبب المواجهات السابقة التي مني بها بخسائر لم يكن أكثر المتشائمين توقعها.
“إسرائيل” الآن بحاجة ضمانات دولية بعد الاقتراب منها، وعلى جبهتها الداخلية أن تمعن النظر في الأمر، لأن “إسرائيل” في وضعها الحالي أشبه بالبطة المرعوبة من خمها وسط البركة التي حوصرت فيها، بسبب ما تشاهده من أطياف على الضفة القريبة من تلك البركة، وعلى الجبهة الداخلية أيضا أن تتأكد بأن “إسرائيل” كبطة مرعوبة لا يمكنها الطيران بسهولة بعيدا عن الخطر وليس هناك ممر آمن، والولايات المتحدة تبتعد شيئا فشيئا عن سماع أي من نداءات الاستغاثة، وكل شيء طبيعي وليس خارجا عن المألوف، فنتائج الصراع في الشرق الأوسط ليست لصالح التحالف الأميركي على الإطلاق.
عاجل

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً