الجمعة , مارس 29 2024

برنامج التحالف السوري الإيراني الروسي المقبل

برنامج التحالف السوري الإيراني الروسي المقبل
تحسين الحلبي
من المألوف في الحروب التي تجري في عالمنا أن يعمل كل طرف فيها على ضرب وتدمير مواقع قوة الطرف الآخر ومصادر هذه القوة، وفي الحرب الكونية على سورية حددت الأطراف المعادية التي تشن حربها سواء بشكل عسكري مباشر أو عن طريق وكلائها من المجموعات المسلحة، مصادر ومواقع قوة سورية فوجدوا أن عليهم توجيه الضربات المباشرة إلى مصادر قوة سورية التالية:
1- القيادة والجيش ومؤسسات الحكومة، فشهدنا منذ البداية كيف استهدف المشاركون في الحرب على سورية بجميع الأشكال من العمليات العسكرية الإرهابية وحملات الإعلام والحصار والعقوبات، وشهدنا حملات مكثفة «لشيطنة القيادة والجيش» لأنهما مصدر الثقة والقوة والقدرة على الردع والتصدي.
2- الحلفاء على مستوى الجوار من حزب الله إلى بقية فصائل المقاومة وعلى المستوى الإقليمي إيران وعلى المستوى الدولي روسيا، وبسبب القوة التي شكلها هذا التحالف من قيمة لسورية ومصادر قوتها الذاتية تعرضت كل أطراف هذا التحالف لنيران إرهابية وإعلامية وسياسية واقتصادية من أجل إضعاف محور المقاومة وتفكيك هذا التحالف مهما بلغ الثمن.
وسجل تاريخ هذه الحرب على سورية محاولات كثيرة محمومة لضرب أطراف التحالف وأعد الأعداء خططاً للترهيب والترغيب لعرضها على جميع أطراف هذا التحالف بدءاً بالقيادة السورية وانتهاء بالقيادة الروسية والإيرانية، وتمكن الجميع من إحباط هذه الخطط والانتقال شهراً تلو آخر وسنة تلو أخرى إلى زيادة تمتين وصلابة التحالف ميدانياً وإعلامياً وسياسياً وبشكل عجل بالانتصارات المتتابعة وصولاً إلى اللحظة التي يجري فيها استكمال تطهير مناطق الغوطة الشرقية من المجموعات المسلحة كافة.
ولأن التحالف قائم على أهداف مشتركة وقيم وتطلعات مشتركة لجميع دوله وشعوبه وأطرافه، سيظل الأعداء يتربصون به وستزداد محاولات استهدافه أكثر فأكثر مع كل انتصار مشترك يحققه في ميادين المعركة كافة وعلى المستويات السياسية والاقتصادية كافة.
ومع كل انتصار ميداني وسياسي كان محور المقاومة يحققه مع الحلفاء الدوليين كان التحالف المقابل الإقليمي تزداد عوامل تفككه وتراجع قوته في مختلف المجالات، وها هي السعودية وقطر تنقسمان فينقسم معهما مجلس التعاون الخليجي، وها هي لبنان في الجوار السوري تتخطى بفضل دور حزب الله والقوى الوطنية اللبنانية كل مؤامرات زجها بالعمل ضد سورية، وها هو الأردن الذي فتح حدوده في بداية الحرب على سورية بدعم خليجي وأميركي وبريطاني يتردد الآن ويتراجع عن ذلك الدور وعن تلك السياسة التي ألحقت الأضرار فيه، وها هو الحليف الأميركي الدولي برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتراجع قدرته على فرض ما يريد من سياسات وعمليات عسكرية ضد سورية وحلفائها ويفقد إضافة إلى ذلك جزءاً من قدرته على المبادرة التي انتقلت النسبة الكبرى منها للمبادرة الروسية في أستانا وسوتشي وفي شق طريق التسوية في سورية بأقل قدر من النفوذ الأميركي.
من خلال هذه الصورة الموضوعية للوضع في سورية ولوضع الحلفاء أصبح من الممكن الاستنتاج بأن هذا التحالف بكل أطرافه قادر على مواجهة العدوان التركي على مدينة عفرين وجوارها بجميع الأشكال التي تفرضها على سورية وحلفائها مجريات هذا العدوان ولا يمكن لتحالف حقق كل هذه الانتصارات على عدد كبير من المشاركين في الحرب على سورية أن يسكت عن اختراق معاد يُنفذه الرئيس التركي رجب أردوغان على الأراضي السورية.
ولذلك يتوقع الكثيرون في أوروبا والولايات المتحدة أن يصبح موضوع هذا العدوان في أولوية جدول عمل محور المقاومة والتحالف مع روسيا في ظل ميزان قوى ترجح كفته لهذا التحالف وليس لأردوغان ومن يتحالف معه.
الوطن

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً