السبت , أبريل 20 2024

محتال يجمع أموال الناس في "السويداء" ويهرب لنعيمه الخارجي

محتال يجمع أموال الناس في “السويداء” ويهرب لنعيمه الخارجي
بعد أن كسب ثقة أهالي قرية “مصاد” الملاصقة لمدينة السويداء، وتعايش معهم لسنوات طويلة، كأنه مولود بينهم، جمع “شادي أبو الذهب” غالبية المدخرات المالية لأهالي هذه القرية وعدد من القرى المحيطة، والتي قدرت ما بين 100 و150 مليون ليرة، وهرب بها إلى مكان مجهول يتمتع بما اصطاده مع شركائه المجهولين الذين غرروا بالناس لأشهر طويلة، حتى امتلكوا رقابهم وجيوبهم.
و”أبو الذهب” الوافد من محافظة “حلب” منذ ست سنوات بسبب الحرب، كسب في بداية مشواره الطويل مع الوجه البريء رؤوس الرجال من خلال عمله بالحلاقة الرجالية، وتعرف على الكثير من الأهالي، وبات مع الوقت صديقاً للجميع. وبدأ تجارته بالسيارات مع شاب من القرية، وتبعها بعد فترة من الوقت اقتراحه بتشغيل أموال الناس بفائدة عالية، بعد أن بات وضعه المادي يشي بأنه يكسب الكثير من تجارته الرابحة مع شركائه.
وأكد أحد شبان القرية لصاحبة الجلالة أنه لو كان يمتلك أي مبلغ لأعطاه إلى أبو الذهب بدون تفكير لأنه مصدر ثقة وصديق للكبير والصغير، فقد كان يأخذ الأموال من الناس بمعرفة وضمانة عدد من شبان القرية الذين شاركوه من البداية بتجارته المربحة.. وفعلاً كان يعرض على الناس تشغيل أموالهم بالفائدة عالية جداً، فعلى كل مليون ليرة سورية يعطي ثمانين ألف ليرة سورية بالشهر الواحد حيث وثق به عشرات المواطنين من مصاد ومناطق مختلفة في السويداء وقاموا بإعطائه ما يملكون بلا خوف، وكان ملتزماً بدفع الفوائد على مدى عام كامل.
وبعد أن جمع مبلغاً كبيراً يصل لما يفوق 100 مليون بكثير دون أي ضمانات، بمساعدة من شركاء من القرية حمل أبو الذهب في ليلة ظلماء (ذهب) الأهالي، الذين (ذهب) معه عقلهم، واختفى غير آبه بما فعل. وبحسب الأهالي أيضاً فإن هذا النصاب الداهية قد غادر الأراضي السورية دون أن يعلم به أحد.
ويبدو من الغموض الذي يلف الحادثة حتى الآن بسبب تورط عدد من شبان القرية مع اللص الهارب، أن هناك أشياء كثيرة غير واضحة، فالذي دفع مليون ليرة لكسب الفائدة قد جناها عملياً بسنة واحدة، إلا إذا كان هذا الشخص قد أعطاه الفوائد دفعة واحدة مع مجموعة الأشخاص الآخرين لكي يجمع مبلغاً كبيراً من المال ويهرب.
وبحسبة بسيطة فإن فوائد المليون السنوية هي 960 ألف ليرة، وبذلك لا يكون اللص الهارب قد استفاد كثيراً من المبالغ المجموعة إلا إذا كان هناك شيء كبير خفي ولا يستطيع المتورطين قوله.
وكانت صاحبة الجلالة قد عرضت في وقت سابق من العام الماضي لعمليتي جمع أموال مشابهة في كل من قرية “سالة” التي هرب بطلها خارج البلد، وقرية “نمرة” التي قام المتهم الرئيسي فيها بتسليم نفسه للقضاء. ورغم ذلك ما زالت الناس تركض خلف الربح العالي بلا تعب أو مجهود، وتقع بنفس الحفرة المرسومة لها بسهولة.
صاحبة الجلالة

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز

اترك تعليقاً