الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

كيف سخر السوريون من تهديدات ترامب؟

كيف سخر السوريون من تهديدات ترامب؟
علاء حلبي
على الرغم من الزخم الإعلامي الكبير المصاحب لتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد سوريا خلال هذه الأيام، إلا أن الواقع على الأرض يبدو مختلفاً تماماً، لا تغيرات تذكر في سلوك السوريين بشكل عام، وحدها روح النكتة انفجرت بآلاف المنشورات الساخرة من الرئيس الأميركي.
موعد العدوان، شكله، الأماكن التي ستُستهدف، مواضيع عديدة شغلت وسائل الإعلام العربية، وحتى العالمية، وسط مئات المقالات والتقارير والتحليلات التي حركها الرئيس الأميركي بتغريدات من هاتفه المحمول.
السخرية الواسعة التي امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي شملت معظم شرائح المجتمع السوري، بين مثقفين وإعلاميين وناشطين، كما قامت معظم الصفحات بتناقل صوراً ونكات تسخر من الرئيس الأميركي، بينها فيديوهات تظهر ترامب وهو مخمور، وأخرى خلال مشاركته في إحدى مباريات المصارعة الأمريكية، وغيرها.
وسائل الإعلام السورية والعربية المعارضة للنظام السوري انشغلت بدورها بتحليل التصريحات الأميركية ودراسة “بنك الأهداف” المتوقع استهدافها خلال الضربة التي توعد بها ترامب. كما تناقلت على نطاق واسع صوراً للحركة الجوية فوق سوريا التي توقفت بشكل نهائي ليل الثلاثاء، إضافة إلى تحليلات عن خروج مسؤولين من سوريا، وانسحاب قطعات عسكرية تحسباً للضربة، قبل تصاب بخيبة أمل بعد تغريدة نفى خلالها الرئيس الأميركي أن يكون قد حدد موعداً للضربة.
وفي وقت شهدت فيه مواقع التواصل الاجتماعي نشاطاً كبيراً من قبل السوريين حتى أوقات متأخرة من الليل، بانتظار العدوان المفترض، اختفت أخبار ترامب عدة ساعات ليل الثلاثاء والأربعاء بعد مباريات دوري أبطال أوروبا، حيث انشغل السوريون بنتائج مباريات برشلونة وريال مدريد، كما امتلأت معظم المقاهي بالرواد الذين تابعوا المباريات بعيداً عن ضجيج ترامب وتغريداته.
الصحافي السوري ماهر المونس رأى خلال منشور مطول نشره على صفحته على موقع “فيسبوك” أن السوريين انقسموا إلى ثلاثة أقسام: جزء، لم يسمع بعد بأن هنالك ضربة محتملة، ولا يقرأ تصريحات الرئيس الأميركي عادة، ولم يشاهد جلسة مجلس الأمن يوم أمس (الثلاثاء)، وهي شريحة لا بأس فيها، تشمل من يعمل من الصباح حتى المساء، أو الطلاب، أو من حمى نفسه ولا يُتابع الأخبار أصلاً أو عزف عنها.
جزء ثان، سمع بالأنباء، كما يسمع بأخبار ريف حماه، كما يسمع أخبار الانتخابات اللبنانية، يقرأ القشرة السطحيّة من الخبر، ويتابع مسيره وحياته وتمضية وقته بعد أن أنهكته الحرب. يقول هذا الجزء “لن يمرّ علينا أقسى ممّا مر، ولن يكون هنالك أصعب من الأيام التي عشناها وعايشناها.
جزء ثالث، مُهتم، ومتابع، ويشمل شريحة كبيرة من الصحافيين والإعلاميين، أو التجّار أو أصحاب “الأرزاق”، ومن يهمّه سعر صرف الدولار، بالإضافة لشريحة لا زال فيها رمق ملاحقة الأخبار، ومتابعة آخر الأحداث، وبعضُ الأمّهات، وفق تعبير المونس.
وأكد المونس أن “الوضع في دمشق بشكل عام، روتيني للغاية، لا شيء تغيّر عن الأيام الماضية، بمعنى أنني لم ألحظ أن عوائل -على سبيل المثال -سافرت أو تنوي السفر إلى خارج البلاد، لم أشاهد أحداً اشتري “10 ربطات خبز” أو مونة إضافيّة، وبحكم سكني في دمشق القديمة، لاحظتُ أن أماكن السهر “مولعة” هذه الليلة، كما الليالي التي سبقتها، ولا حواجز إضافية، ولا استنفار أمني، ولا أصوات سيارات إسعاف…. الخ”.
وتسببت الأخبار المتدفقة عن اقتراب موعد الضربة الأميركية بتراجع الليرة السورية أمام الدولار في السوق السوداء حيث وصل سعر الصرف في بعض المناطق إلى حدود 480 ليرة سورية وذلك بعد أسبوعين من الانتعاش وعاشتها الليرة السورية التي ارتفعت في السوق السوداء حيث وصل سعر الصرف إلى حدود 400 ليرة سورية رغم ثبات سعر الصرف في المصرف المركزي عند 434 ليرة سورية.
اللافت في ردة فعل السوريين هو اللامبالاة، والسخرية على الرغم من خطورة العدوان، في حال وقع، الأمر الذي ربما أنتجته الحرب المندلعة منذ أكثر من سبع سنوات، والتي عايش خلالها السوريون شتى أنواع الحرب والقتل والدمار فأصبحت جزءا من حياته اليومية، لتغدو تهديدات ترامب مجرد “موضة” آنية للسخرية واجترار الضحكة من حلق حرب أدخلت الموت إلى جميع المدن والشوارع والمنازل، فماتت رهبة الموت.


اترك تعليقاً