الغوطة الشرقية توقظ مسلحي الجنوب
عماد الشامي
الانتصارات المتتالية للجيش السوري على امتداد الجغرافيا السورية من حلب إلى ريف حماه وإدلب وصولاً إلى ريف دمشق نبّهت فصائل الجنوب للخطر الكبير المحدّق بهم بالرغم من الدعم اللامحدود الذي قدّمه مشغلوهم الإقليميون والدوليون.
وكان لتحرير الجيش السوري لمعظم قطاعات الغوطة الشرقية وترحيل مسلحيها إلى محافظة إدلب، الأثر الأكبر على الجماعات المسلحة في الجنوب السوري وخاصة في محافظة درعا للركوب في قارب المصالحة الوطنية.
تشكلت وفود محلية مشتركة ضمّت أبناء بعض القرى التي تعاني الإرهاب في ريف درعا وبعض قادة الفصائل المسلحة أيضاً من أجل التفاوض مع الدولة السورية، حيث شهدت مدينة الحارة خلال الأيام الأخيرة تحركات مكثفة بهدف تشكيل وفد للحاق بموكب العائدين إلى حضن الوطن ،كما تم تشكيل وفد عشائري من كل حمولة يضم شخصين وتم التوجه إلى محافظة السويداء من أجل الاجتماع مع ممثلي الدولة السورية بهذا الشأن وبحضور الجنرال الروسي كوليت فادين المسؤول عن منطقة خفض التصعيد في المنطقة الجنوبية
وبحسب ماتم تسريبه من قبل أهالي بلدة الحارة، فقد عرضت عليهم الدولة السورية خلال الإجتماع مايلي:
تسليم السلاح من قبل الفصائل المسلحة وطرد الرافضين للتسوية خارج بلدتهم، وانتشار الجيش السوري وتسليم المتخلّفين والمنشقين عن الجيش أو تشكيل فصيل موحد يضم الراغبين بالتسوية ويتم تمويله من قبل الدولة السورية بالرواتب والعتاد والذخيرة وتكون مهمته حماية المنطقة ومحيطها بإشراف الجيش السوري ويكون ضمنه المتخلفين والمنشقين عن الجيش.
إعادة مؤسسات الدولة كاملة للخدمة مثل البلدية والنفوس والمخفر والمستوصف وتشغيل الكهرباء والهاتف الأرضي والمياه.
الجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من قرى ريف درعا تتجه للتسوية مع الدوله السورية، كما فعل وجهاء مدينة الحارة من أجل تجنّب حمل تبعات غطرسة زعماء المسلحين الذين يلهثون خلف مصالحهم وثرواتهم والإقتتال فيما بينهم.
ليبقى السؤال هنا:
هل يتجنب الجنوب السوري معركة محسومة مسبقاً؟ أم يلتحق بعجلة المصالحة التي ترحب بكل أبناء الوطن الواحد؟!
المصدر: دمشق الآن