هل تساءلت يوماً عما سوف يحدث لجسمك بعد الموت؟ يعي معظمنا أن الجسم يتحلل تدريجياً، ولكن ما لا يعلمه كثر هو الآلية التي يتحلل فيها الجسم منذ لحظة الموت، فماذا يحدث لأعضاء الجسم؟ اقرأ المقال لتعرف أكثر.
يموت حول العالم يومياً حوالي 100 شخص كل دقيقة، فما الذي يحدث للجسد بدءاً من لحظة الموت؟ هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
الساعات الأولى بعد الموت
يمر الجسم عبر مجموعة من التغيرات، نلخصها فيما يلي:
في الثواني والدقائق الأولى
1- يتناقص مستوى الأكسجين بسرعة.
2- تتباطأ وتيرة نشاط الدماغ وتتوقف الخلايا العصبية عن العمل تماماً.
3- يكف الدماغ عن إفراز الهرمونات التي تنظم سير الوظائف المختلفة في الجسم، مع أن بعضها قد يستمر بالعمل لفترة دقائق قبل عملية التوقف التام.
4- يتم استهلاك ما تبقى من مخزون أدينوسين ثلاثي الفوسفات (Adenosine triphosphate)، والذي يقوم عادة بتوفير الطاقة اللازمة للجسم، فتسترخي العضلات، بما في ذلك العضلة العاصرة، ما يعني أن الميت قد يخرج ما في جوفه من فضلات أو بول.
5- شحوب البشرة، والذي يظهر خاصة لدى ذوي البشرة الفاتحة أكثر من غيرهم غالباً بعد مرور 15- 20 دقيقة من وقت الوفاة.
6- يتوقف القلب عن ضخ الدم، وتتوقف الدورة الدموية في الجسم كلياً، ما يزيد من تأثير الجاذبية، فيبدأ الدم بالتجمع في أقرب نقطة للجسم على الأرض وفي أماكن محددة من الجسم.
7- تنخفض حرارة الجسم مباشرة بعد توقف القلب، ليصبح بدرجة حرارة الغرفة.
بعد بضعة ساعات
1- نتيجة تجمع الدم في منطقة معينة من الجسم، يبدأ الجلد باتخاذ ألوان مختلفة مثل الأخضر والبنفسجي والأحمر.
2- بعد مرور 3-6 ساعات على الوفاة، تبدأ حالة تسمى التيبس الميتي (Rigor mortis)، وتحدث هذه نتيجة بدء تدهور حالة الخلايا العضلية وتسرب الكالسيوم إليها ليرتبط مع البروتينات المتواجدة في العضلات مسبباً تقلص العضلات وتيبسها تاركاً الجسم عالقاً في وضعية معينة ومتيبساً لفترة 24-48 ساعة.
بعد 12 ساعة
يكون الجسم قد بلغ أقصى درجات التلون الكامل للجلد في حالة تعرف باسم ازرقاق الجثة (Livor mortis)، وهي الحالة التي تساعد الطب الشرعي على تقدير وقت الوفاة ويتحول فيها لون الجسم إلى السواد.
الأيام الأولى بعد الموت
إذا لم يتم تعريض الجسم لأي من طرق الحفظ الكيميائية فإنه يبدأ بالتحلل تدريجياً دون توقف، ويمر خلال فترة الأسابيع الأولى بالتغيرات التالية:
1- تفتقر خلايا الجسم إلى دم يغذيها أو يمر من خلالها، ما يؤدي إلى ارتفاع في مستويات أكسيد الكربون ومستويات الحموضة في الأنسجة، فيتسبب هذا الأمر بتفسخ أغشية الخلية وتسرب العصارة الخلوية إلى الخارج.
2- بعد خروج السائل الخلوي من الخلايا، تبدأ الأنزيمات والكائنات الدقيقة المتواجدة فيه بتحليل الأنسجة المحيطة التي يلامسها السائل.
3- تبدأ البكتيريا اللاهوائية المتواجدة في القناة الهاضمة بالتغذي على الأعضاء المتواجدة في منطقة البطن.
4- نتيجة لما يحدث، تبدأ الروائح الكريهة بالانبعاث من الجثة (تشبه الرائحة إلى حد كبير رائحة البيض المتعفن) في عملية تسمى التعفن (Putrefaction)، وتبدأ هذه الروائح بجذب الحشرات المختلفة، مثل: العث، الخنافس اكلة الجيف، الذباب.
5- ثم يقوم الذباب المتجمع بوضع بيوضه في الأنسجة المتعفنة، لتفقس هذه خلال يوم واحد لتبدأ اليرقات بالتغذي على الأنسجة حتى تصبح ذبابات ناضجة.
الأسابيع الأولى بعد الموت
هذا ما يحدث في الجسم في الأسابيع الأولى بعد الموت:
1- تتناول يرقات الذباب حوالي 60% من أنسجة الجسم خلال أسابيع قليلة من الوفاة، الأمر الذي ينتج عنه ثقوب في الجسم تتسرب من خلالها السوائل والغازات الناتجة عن تحلل الجسم.
2- بعد مرور 20-50 يوماً على الوفاة، تبدأ عملية تسمى بتخمر حمض بوتريك (Butyric fermentatio)، تنجذب أثناءها حشرات أخرى إلى الجسم مثل: يرقات الخنافس والفطريات.
3- بعد شهر من الوفاة غالباً ما تبدأ الأظافر والشعر بالتساقط.
4- تستمر العمليات المذكورة أعلاه مدة قد تصل سنة كاملة.
بعد سنة من الموت
تتغذى الحيوانات والنباتات على ما تبقى من أجزاء الجسم على مدى عدة سنوات بما في ذلك العظام، ليعود الجسم إلى الطبيعة.
ويب طب