كمال خلف: دوما آخر معاقل المسلحين بالغوطة.. تواجه الحسم العسكري
الأخبار الواردة من الغوطة الشرقية تؤشر بشكل واضح ان المفاوضات بين جيش الإسلام ومركز المصالحة الروسي قد فشلت، وأن المهلة التي منحها الجيش السوري لجيش الإسلام في معقله الأخير المتبقي في مدينة دوما انتهت دون أن يوافق الفصيل المسلح على الخروج.
و حسب معلومات “راي اليوم” فإن فشل التفاوض كان على خلفية الوجهه التي سيخرج اليها قادة جيش الإسلام ، فقد طلب هؤلاء القادة أن تكون وجهة الحافلات التي ستقلهم إلى القلمون الشرقي ، وهو مالم تقبل به الحكومة السورية ، إذ أن استراتيجية الحكومة تقوم على تنظيف كل الجيوب حول العاصمة وريفها وليس نقلهم من مكان لآخر ضمن مناطق ريف دمشق القريبة من العاصمة، وقد برز حسب ما تردد من أنباء خلاف آخر حول مبلغ مالي ضخم قدرته بعض المصادر ب900 مليون دولار، اشترط جيش الإسلام أن يصطحب معه المبلغ كاملا وهذا يبدو لم يتم الموافقة عليه أيضا. وإذا ما صحت هذه التقديرات فإن هذا المبلغ يكفي لإعادة إعمار بلدات الغوطة الشرقية، وتعتبر السعودية الداعم الأساسي لجيش الإسلام ، حيث تلقى هذا الفصيل أمواله وسلاحه وعتاده عبر الحدود الأردنية بإشراف غرفة عمليات “الموك “التي ضمنت عناصر استخبارات “أمريكية و سعودية وأردنية”.
وعلى وقع انتهاء المهلة لجيش الإسلام ، وفشل المفاوضات، تحدثت مصادر ميدانية عن بدء الاستعدادات العسكرية للجيش السوري على تخوم دوما انتظارا لأمر اقتحامها ، وتوقعت مصادر عسكرية لـ”رأي اليوم” أن يبدأ سلاح الجو الروسي والسوري باستهداف مقرات جيش الإسلام داخل الغوطة الشرقية في محاولة ضغط أخيرة على قادة الفصيل للأذعان لخطة الخروج.
وعمد فصيل جيش الإسلام إلى منع خروج المدنيين من مدينة دوما ، لعرقلة مهمة الحسم العسكري ، إلا أن العديد من المدنيين تمكنوا من الفرار عبر معبر الوافدين ، وتبدو أن ورقة المدنيين بالنسبة لجيش الإسلام سلاح ذو حدين بسبب تقارير من داخل دوما تحدثت عن تململ المدنيين بعد تعنت جيش الإسلام ورفضه الخروج، وسجلت حسب تلك الانباء تحركات شعبية ضاغطة على قيادة جيش الإسلام لإبرام التسوية.
ستكون الساعات المقبلة حاسمة لجهة تحديد مصير مدينة دوما آخر معاقل الفصائل المسلحة في الغوطة بعد خسارتها كل البلدات والمدن وخروج المقاتلين منها إلى ادلب، وستعود دوما إلى سيطرة الحكومة السورية أما سلما أو حربا.
راي اليوم