سباق الباصات الخضراء يصل أخيراً للجنوب الدمشقي
تسابق وجهاء بلدات الريف الجنوبي لدمشق للتواصل مع مركز المصالحة الروسي لإنهاء ملف بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم حسب ما أكدت وسائل الإعلام الرسمية السورية، فبعد الانهيار الأخير لفصائل المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية وتسليمهم للقطاع الأوسط في الغوطة الشرقية بما في ذلك جوبر، سارع وجهاء البلدات في الريف الجنوبي لتحريك عجلة المصالحة شبه المعطلة في تلك البلدات خوفاً من المصير المقبل وبعد تيقنهم من بقائهم منفردين بالساحة الدمشقية في جيب لا يقارن أبداً بمثيله المنهار في الغوطة لا جغرافياً ولا عسكرياً.
تخبط كبير تعيشه الفصائل المسلحة في المنطقة خاصة بعد الحصار المطبق على شقيقتهم الكبرى دوما والأنباء المتضاربة حول مصيرها ما بين رضوخها للتسوية أو استعدادها لتلقي عمل عسكري ضخم ينهي ملفها وملف أسراها، فمسلحو (جيش الإسلام) في يلدا وببيلا وبيت سحم يماطلون في موافقتهم من عدمها لتبيان القرار النهائي لقيادة فصيلهم في دوما رابطين مصيرهم بمصير (جيش الإسلام) في دوما.
مصادر أهلية أفادت لـدمشق الآن بأن باقي التنظيمات في المنطقة كـ(لواء شام الرسول) و (أبابيل حوران) أبدوا موافقة مبدئية لإتمام الملف وخروجهم إلى محافظة إدلب، كما أكدت المصادر أن الضغط الشعبي في المنطقة على مسلحي التنظيمات في تزايد يومي .. والمماطلة في التنفيذ قد تصعد الوضع في المنطقة .. وتنذر بدعوات مدنية لاندلاع مظاهرات حاشدة مثيلة للتي سبقت الانهيار في الغوطة في بلدات سقبا وحمورية وكفر بطنا خاصة أن المنطقة سبق وشهدت مظاهرات حاشدة في بلدة ببيلا مع مطلع العام الحالي مطالبة بإتمام المصالحة والتي جوبهت بالرصاص من الجهة الأخرى.
والملف الأكثر تعقيداً يكون في مخيم اليرموك، فالوفد الروسي الذي التقى وجهاء البلدات دخل سريعاً إلى مناطق سيطرة (جبهة النصرة) في محيط ساحة الريجة وجادات عين غزال لمتابعة عملية إخراجهم إلى إدلب المعطلة منذ خروج مسلحي الزبداني ووادي بردى في العام السابق محاولاً إنهاء ملف المنطقة وإغلاقها تماماً، المفاوضات مازالت مستمرة والمصادر الإعلامية أكدت هذه المرة أن برومو الحلقة الأخيرة للمنطقة أعلن عنه من دون رجعة.
وبالانتقال إلى أصحاب الرايات السوداء (دواعش) مخيم اليرموك والحجر الأسود … تحدثت مصادر إعلامية عن مفاوضات يجري العمل من خلالها لإتمام اتفاق يقضي بانسحابهم باتجاه وادي اليرموك في محافظة درعا والاتفاق إن تم سيكون ضارباً بعرض الحائط مقولة ((تنظيم الدولة لا يفاوض ولا يخرج إلا عسكرياً)) فالتنظيم رغم وحشيته بات يتلمس خطران حقيقيان يتربصان به فالأول جيش عقائدي وفصائل المقاومة الفلسطينية ومقاتلو لواء القدس الذين توعدوا التنظيم بمصير أسود بعد إنهاء ملف الغوطة كما ورد على لسان قائد لواء القدس.
يكمن الخطر الثاني أن الاحتقان الشعبي المتزايد بين مدنيي المخيم من تصرفات التنظيم وإحكامه وتضييق الخناق على معيشتهم وتنفيذ أحكام الذبح والبتر بحق كل من يخالفهم ويعارضهم بحجج وتهم جاهزة.
الواضح لمن يتابع الواقع الميداني لدمشق وريفها بات على يقين تام بأن إعلان دمشق وريفها آمنة خالية من السلاح والمسلحين بات مسألة وقت لا أكثر من دوما إلى بلدات الجنوب يلدا وببيلا بيت سحم وانتهاءً بالحجر الأسود ومخيم اليرموك .. ليبقى السؤال بعد تسابق الباصات الخضراء وازدحامها من أي تلك المناطق سيتم الإعلان الذي انتظره الدمشقيون وهو الإعلان عن انتهاء حرب أرهقت كاهلهم وانتصار مؤزر يثلج قلوبهم.
محمد عمايري – دمشق الآن