مسلسل الدولار مازال مستمراً

مسلسل الدولار مازال مستمراً
الباحث الاقتصادي الدكتور عمار يوسف
ومازال مسلسل الدولار مستمراً منذ بداية الحرب على سورية بين ارتفاع وانخفاض والسمة الغالبة هي الارتفاع حيث بدأ من 50 ل.س ووصل في بعض الأحيان إلى 650 وتراجع إلى 405 منذ يومين بدون أي منطق سواء بالارتفاع أو الانخفاض.
ومازال المواطن السوري هو الخاسر الأكبر في هذه العملية في ظل غياب أي رؤية واضحة عن مستقبل سعر الصرف في سوريا.
الانخفاض الأخير أدى إلى شلل كامل في كافة الأسواق السورية وخاصة سوق العقارات حيث تم الرجوع عن كثير من عمليات البيع والشراء بعد ابرام عقودها نتيجة انخفاض سعر الصرف حيث أن غالبية المواطنين السوريين يحولون مدخراتهم من الليرة السورية إلى الدولار الأمريكي لعدة أسباب لعل أهمها عدم الثقة في العملة الوطنية في هذه الظروف وسهولة النقل للمبالغ الكبيرة.
ذلك الانخفاض الذي أدى الى خلل في القدرة الشرائية للمواطن حيث خسرت مدخراته مايقارب 12% نتيجة الفرق في سعر الصرف.
لابدَّ من الإشارة فيما يتعلق بأسعار صرف العملات خاصة في البلاد التي تمر بحالة أزمة كما هو الحال في سورية أن المعول الأساسي للنمو والتعافي الاقتصادي ليس سعر الصرف مهما بلغ لكن الأهم هو ثبات هذا السعر فلا مانع أن يكون سعر صرف الدولار 1000 ألف ليرة سورية لكن الأهم أن يتم الحفاظ على هذا السعر بعيداً عن الهزات والتذبذب ارتفاعاً وانخفاضاً ولا بدَّ أن يتم الحفاظ على سعر معين وثابت لمدة لا تقل عن سنتين على أقل تقدير، لكي نستطيع القول أننا قد بدأنا مرحلة التعافي الاقتصادي.
ومن الملاحظ بشكل عام أن الارتفاع والانخفاض غير مرتبط بضوابط معينة أو ضوابط منطقية فقد نجد ارتفاع للدولار عند تحرير الجيش لمنطقة معينة وكذلك قد نجد انخفاض ولنفس السبب بل الأخطر من ذلك هو محاولة الحكومة بالإبقاء على سعر الصرف بحدود 500 ليرة سورية ونذكر هنا في الانخفاض السابق للدولار منذ عدة أشهر حيث ظهر حاكم مصرف سوريا المركزي على الإعلام أثناء الانخفاض في تلك المرحلة طمأن المواطنين أن الدولار سيعاود الارتفاع ونصحهم بعدم صرف الدولارات التي بحوزتهم لأن سعر الدولار سيعاود الارتفاع وكأن عملتنا الرسمية هي الدولار وليست الليرة السورية.
في العموم وفي فترات كثيرة من عمر الحرب في سوريا كنا نشهد ارتفاعات وانخفاضات في سعر صرف الدولار وهذه التحولات غير مرتبطة بأي وضع اقتصادي أو عسكري أو خارجي أو داخلي، وكأن هنالك لعبة يقوم بها مجموعة خفية من الأشخاص الهدف منها تحقيق الربح لهم دون النظر إلى مصلحة المواطن السوري الذي لا يكفيه ما يعانيه من الحرب العسكرية ليضيف إليها حرب اقتصادية تمس لقمة عيشه.
المصدر: دمشق الآن