مصدر سوري: تكويعة تركية نحو دمشق بعد قمة أنقرة الثلاثية
انتهت قمة أنقرة بين رؤساء دول تركيا و إيران و روسيا. هذه الدول الثلاث المُؤثرة في مجريات الحرب على سوريا الضامنة لمساري أستانة وسوتشي ضبطت مواقفها بعد مرحلة من المتغيرات الميدانية في سوريا سواءً في الغوطة الشرقية أو عفرين و إدلب وتوضحت الصورة أكثر بحسب ما يراه مراقبون، إذ دعت القمة إلى دعم وحدة أراضي سوريا وأكدت أنّ الحل السياسي هو السبيل الوحيد الذي لا بديل عنه بصيغة مسار أستانة الناجحة والوحيدة لتسوية الأزمة السورية.
مصدر سوري متابع قال لموقع “العهد” الإخباري إنّ “رؤساء الدول الثلاث الضامنة لمساري أستانة وسوتشي تمتعوا بالهدوء والبصيرة السياسية بالتزامن مع الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان خلال الفترة الأخيرة، وخصوصاً الإنجاز المهم المحقق في الغوطة الشرقية الذي حطّم البناء السياسي للجماعات المسلحة على مدى السبع السنوات الماضية وكشف زيف ما يسمى بالفصائل المعتدلة، إذ إنّ قمة أنقرة تعيد تدوير المشهد السياسي بما يتوافق مع الانتصارات المحققة عبر التلاقي الثلاثي الذي حصل فيها رغم بعض الملاحظات الموجودة على التركي”.
وأضاف المصدر إنّ “الشمال السوري كان حاضراً على أجندة هذه القمة، ونظرة الروسي إلى هذه المنطقة تحديداً تنبع من فهمه بأن التركي هو السبب بكل ما حدث فيها من أمور أضرّت بسوريا ووحدة أراضيها وبأنه مصدرُ عدم الاستقرار. ولذلك يعمل الروسي على احتواء التركي بشكل نشط وإعادة نفوذ الدولة السورية ومنع خطط التقسيم والتآمر بوسائل مختلفة سياسية كانت أم عسكرية. وقد حققت روسيا نجاحات كبيرة على هذا الصعيد، وبكل تأكيد مدينة عفرين تعتبر وفق القانون الدولي محتلة من قبل التركي لكن عودة كل مناطق الشمال السوري مرتبطة بالتفاهمات مع الأتراك ومساعدة أنقرة بالحد الأدنى بإغلاق حدودها حتى تعود لنفوذ الدولة السورية”.
الرئيس الإيراني حسن روحاني قال خلال قمة أنقرة إنه على تركيا أن تُعيد عفرين للجيش السوري، فالموقف الإيراني هو الأكثر صلابةً و إيديولوجية وانخراطاً وتكاملاً مع موقف الدولة السورية حسب حديث المصدر السوري المتابع ذاته، إذ إنّ إيران ومنذ اللحظة الأولى للحرب على سوريا كانت رؤيتها متطابقة مع الدولة السورية والموقف الروسي مُكمّلٌ للموقفين لكن سياق السياسة المنطقي والموضوعي افترض عليه ترك بعض الهوامش لتركيا لكن القمة الأخيرة ستُجذّرُ الأبعاد الاستراتيجية للشراكة الروسية الإيرانية مع تركيا وهذه حقيقة ستتبلور أكثر من خلال ما سيجري في منبج بين الأتراك من جهة والأمريكيين وحلفائهم الأوروبيين من جهة أخرى. وسيُسلّمُ التركي بأمر وحدة الأراضي السورية فهو يُدرك رويداً رويداً بأن مصالحه الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية مع روسيا وحلفائها وليست مع أمريكا و لذلك سيُغيّر من طريقة تعاطيه السياسي والاقتصادي والعسكري البهلوانية التي يحصد من خلالها بعض المكاسب من الأمريكيين تارة ومن الروس والإيرانيين تارةً أخرى”.
وأكد المصدر المتابع ذاته أنّ “نصر الغوطة الشرقية يفرض إعادة ترتيب معالم السياسة وربطها منطقياً مع وقائع الميدان وسيُسلّم الجميع بأن أية صيغة حل سياسي للأزمة السورية تُطرح في المرحلة المقبلة يجب أن تتوافق مع منظور الدولة السورية وحلفائها”.
العهد
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73